شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

اتساع الهوة بين الولايات المتحدة والسعودية

وتضيف الصحيفة « لكن تلك الأيام ولت. وقد قضى الملك السعودي ومبعوثوه مثل الاسرائليين أسابيع للضغط من دون جدوى ضد الاتفاق النووي المؤقت مع ايران الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم الاحد. وفي النهاية، كان هناك القليل الذي يمكن القيام به، ذلك إن ادارة اوباما نظرت الى المحادثات النووية في ضوء مختلف جوهريا عن السعوديين، الذين يخشون من أن أي تراجع في حدة العقوبات سوف يأتي لحساب دور ايراني أوسع وأكثر خطورة في الشرق الأوسط.
رمز الخبر: 8927
16:00 - 27 November 2013
SHIA-news.com شیعة نیوز:

قالت صحيفة نيويورك تايمز في مقالها المعنون» التباعد الاميركي السعودي يزداد بعد تبدل القوى» الذي كتبه للصحيفة روبرت وورث» كان هناك وقت يُنظرْ فيه للامير بندر بن سلطان على أنه اكثر الدبلوماسيين تأثيراً في واشنطن حين كانت المصالح السعودية الاميركية في جانب واحد».

وتضيف الصحيفة « لكن تلك الأيام ولت. وقد قضى الملك السعودي ومبعوثوه مثل الاسرائليين أسابيع للضغط  من دون جدوى ضد الاتفاق النووي المؤقت  مع ايران الذي تم التوصل إليه في جنيف يوم الاحد. وفي النهاية، كان هناك القليل الذي يمكن القيام به، ذلك إن ادارة اوباما نظرت الى المحادثات النووية في ضوء مختلف جوهريا عن السعوديين، الذين يخشون من أن أي تراجع في حدة العقوبات سوف يأتي  لحساب دور ايراني أوسع وأكثر خطورة في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن السعوديين ما يزالون حلفاء الولايات المتحدة المقربين، إلا إن الاتفاق النووي كان تتويجاً لخيبة الأمل البطيئة المتبادلة التي بدأت نهاية الحرب الباردة». 

وعلى مدى عقود، ظلت واشنطن تعتمد على السعودية لدعم الاستقرار في منطقة تهيمن عليها أنظمة مستبدة معادية للحليف الآخر إسرائيل. وإستعمل السعوديون دورهم كقوة مهيمنة في أوبك للمساعدة في كبح جماح العراق وإيران، وأيدوا إنشاء قواعد للجيش الأميركي، وترسيخ النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط وما وراءه.

ولكن الثورات العربية غيرت موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا مع الاطاحة بحسني مبارك، وهو حليف وثيق لكل من السعوديين والأميركيين.  وظلت الولايات المتحدة مترددة  في الصراع الطائفي المتفاقم بين الشيعة والسنة، وكان السعوديون يناصرون السنة.
وفي الوقت نفسه، فإن ظهور مصادر جديدة للنفط جعلت السعوديين أقل أهمية. وتركت المبادرات الدبلوماسية الأخيرة لإدارة أوباما حول سوريا وايران السعوديين يعانون من خوف عميق من التخلي عنهم.

ويقول غريغوري غوز أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة فيرمونت» اننا ما زلنا نتشارك العديد من الأهداف، لكن لدينا أولويات مختلفة بشكل متزايد عن السعوديين. وعندما تنظر إلى وجهات نظرنا المختلفة حول الربيع العربي، وحول كيفية التعامل مع إيران، وعلى تغيير أسواق الطاقة التي تجعل النفط الخليجي أقل مركزية- وكل هذه الأمور غيرتْ أساس العلاقات بين الولايات المتحدة و السعودية».

وأضاف السيد غوز إن الولايات المتحدة تختلف دائما مع السعوديين، حول قضايا منها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وانتشار الأصولية الاسلامية. ولكن إصرار إدارة أوباما على تخفيف القطيعة الطويلة مع قادة إيران الثيوقراطيين لمست وتراً حساساً: العداء السعودي المتجذر للمنافس الشيعي في قيادة العالم الإسلامي.
ويخشى السعوديون من إن المزيد من المكاسب في ميدان الصراع سوف تترجم إلى توسيع الهيمنة الإيرانية في المنطقة. وبالفعل، لقد بدأ السعوديون بحذر ملاحظة إن تركيا - حليفتهم في دعم المتمردين السوريين - بدأت بلفتات تصالحية تجاه إيران، بما في ذلك دعوة الرئيس التركي لنظيره الايراني للقيام بزيارة رسمية في وقت سابق من هذا الشهر.
وفي نواح كثيرة، لا تتماشى هذه المخاوف مع وقائع استمرار التعاون الأميركي السعودي في العديد من الجبهات، بما في ذلك مكافحة الإرهاب. ويقول توماس ليبمان دبليو، وهو باحث مساعد في معهد الشرق الأوسط «اننا نقوم بتدريب الحرس الوطني، و نحن من يضع الخطط الأمنية والتدريبية لمحطات النفط وغيرها من المرافق، ونحن قمنا بتوفير واحدة من أكبر صفقات الأسلحة في التاريخ».
و على الرغم من كل الحديث عن تقليل الاعتماد على النفط السعودي  ما يزال السعوديون منتجين بالغي الأهمية بالنسبة لأسواق العالم. ولكن لا شيء من هذا يمكن أن يحجب التباين في وجهات النظر الأساسية نحو اتفاق جنيف.

ويقول برنارد هايكل، أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برينستون «بالنسبة للسعوديين، فإن البرنامج النووي الإيراني والحرب في سوريا هما جزءان في صراع واحد. وقال لي سعودي يحتل مكاناً رفيعاً: إذا لم تقوموا بذلك في سوريا، فسنقاتلهم لاحقاً داخل المملكة».
وقد انفجرت وسائل الاعلام المملوكة للحكومة السعودية بالنقد اللاذع في الأيام الأخيرة. وقام طارق الحميد احد كتاب الاعمدة البارزين بمقارنة ساخرة بين الرئيس أوباما والأم تيريزا وقال « يدير اوباما خديه اليمين والأيسر إلى خصومه على أمل التصالح».

ولم تثمر جهود أميركا لتهدئة هذه المخاوف، بما في ذلك رحلة وزير الخارجية جون كيري إلى الرياض في وقت سابق من هذا الشهر عن أثر يذكر.
وبرغم كل هذه المبادرات، فإنه ليس من الواضح إن كان السعوديون يمكنهم أن يفعلوا الكثير. وقد أظهرت إدارة أوباما بوضوح إلى حد ما أنها ليست قلقة بشكل مفرط من الاستياء السعودي، لأن السعوديين لن يجدوا أحداً آخر يلجأون إليه للحماية من إيران.

وقد زاد السعوديون من تأييدهم لجماعات المتمردين السوريين في الشهرين الماضيين، بما في ذلك بعض الجماعات الإسلامية التي ليست جزءا من التحالف العلماني المدعوم أميركيا.
وفي شكله الفعلي، فإن قلق السعوديين ليس نابعا من مجرد قيام الولايات المتحدة بتركهم عرضة لإيران، ولكن بالوصول في نهاية المطاف إلى مصالحة مع إيران لتكون حليف أميركا في المنطقة. وكما اشارت الى ذلك صحيفة الرياض السعودية في الآونة الأخيرة في عمود غير موقع: «إن مفاوضات جنيف ليست سوى مقدمة لفصل جديد من التقارب  بين الولايات المتحدة و إيران».


النهاية
الصباح الجدید
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: