شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

الجهاديون يضعون المنطقة وأوروبا على فوهة بركان

وردّاً على سؤال عن اسباب عدم دفع الأموال مباشرة للحكومة اللبنانية قالت دوران: «هذا يقع على عاتق اللبنانيين، ينبغي تعيين مفاوضين باسم الحكومة اللبنانية، لكن لا ينفع تعيين وزير في وضع تصريف الأعمال لا يمكنه أن يقدم التزامات على المدى الطويل، في هذه الحالة لا يمكننا التعاون مع الحكومة». ولفتت الى أن بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان تنقل هذه الرسائل دوماً الى المسؤولين المعنيين.
رمز الخبر: 9962
14:09 - 05 February 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

«الأوروبيون يهتمّون بقضيّة الجهاديين الأوروبيين القادمين الى سوريا أكثر من اهتمامهم بـ50 ألف نازح يدخلون يومياً الى لبنان».هذه إحدى الحقائق التي كشفت عنها نائبة رئيس البرلمان الأوروبي إيزابيل دوران التي جالت، مع النائب الأوروبي من أصل تركي علي إرغوسون، ليومين اثنين على مخيمات النازحين السوريين في لبنان بغية وضع تقرير مفصّل لرفعه الى المؤتمر السنوي «للاتحاد من أجل المتوسط» الذي سينعقد في الأردن (على البحر الميت) يومي 7 و8 الجاري، وعلى جدول أعماله نقطة أساسية هي النازحون السوريون في دول الجوار. هذا المؤتمر سيضمّ برلمانيين من دول الجوار ومنهم من لبنان- سيناقشون مع نظرائهم الأوروبيين تداعيات هذه المأساة الإنسانية المتنامية يوماً بعد يوم.

صحيح بأنّ جولة دوران تأتي قبل 4 أشهر من الانتخابات البرلمانية الأوروبية الجديدة، لكنّ التعويل هو «على ذاكرة المؤسسات الدستورية الأوروبية»، كما تقول دوران. فور عودتها من جولة بقاعية في مخيّم «جب جنين»، وعلى وقع تفجير الهرمل مساء السبت، قالت دوران إنها صُدمت بمشاهد البؤس التي عاينتها ميدانياً: «لقد التقيت عائلات سورية رزقت بولدين في المخيم، كذلك اكتشفت بأن المدارس الرسمية اللبنانية تؤوي نازحين سوريين أكثر من الطلبة اللبنانيين، وعاينت مبنى غير مرمّم يؤوي 18 عائلة سورية، أي 80 شخصاً يعيشون سوياً». تضيف: «لا أعتقد بأنّ البرلمانيين الأوروبيين واعون لما يجري هنا، إنهم يقرأون التقارير والأرقام المتزايدة، لكن لا يعرفون مدى حساسية الوضع اللبناني والإشكالية التي يتسبب بها النزوح».

هذه الإشكالية تختصرها دوران بقولها: «الأزمة السورية المستمرة سوف تفرض تغييراً حتميّاً في النسيج المجتمعي اللبناني غير المهيّأ لاستقبال هذه الأعداد الهائلة من الناس».
تشير دوران بصراحة الى أن الاتحاد الأوروبي، الذي يخصص مبالغ ضخمة للنازحين بلغت حوالي 330 مليون يورو، مستمر في سياسته. كاشفة أنهم كبرلمانيين يتعرضون لضغوط شتى، تقول إن ناخبيها يسألونها دوماً: «عوض أن ترسلوا هذه الأموال الى النازحين السوريين لم لا تدفعونها لنا حيث تزيد نسب العاطلين عن العمل يومياً؟». وتشير الى أنه «على الرغم من ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي متشبث بمساعدة السوريين والمجتمعات اللبنانية المحلية التي ترزح تحت هذا العبء».

وردّاً على سؤال عن اسباب عدم دفع الأموال مباشرة للحكومة اللبنانية قالت دوران: «هذا يقع على عاتق اللبنانيين، ينبغي تعيين مفاوضين باسم الحكومة اللبنانية، لكن لا ينفع تعيين وزير في وضع تصريف الأعمال لا يمكنه أن يقدم التزامات على المدى الطويل، في هذه الحالة لا يمكننا التعاون مع الحكومة». ولفتت الى أن بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان تنقل هذه الرسائل دوماً الى المسؤولين المعنيين.

ولفتت الى أنه «لا يمكن توقع المخاطر الأمنية التي تنتظر لبنان، لكنّ تشكيل حكومة فاعلة هو عامل مساعد في الحدّ من هذه المخاطر والقدرة على استيعابها، والأمر سيّان عند انتخاب برلمان قادر على وضع خريطة طريق للبلد ما يُسهم في توطيد الاستقرار».
ولفتت الى أن رسالتها للبرلمان الأوروبي ستكون «ضرورة تجنّب ارتدادات الزلزال السوري على دول الجوار كي لا نضع المنطقة برمتها في فوهة البركان، خصوصاً مع بروز ظاهرة الجهاديين الذين يتنقلون هنا وهنالك، ومنهم مَن عاد الى أوروبا».

وفي حين قال النائب التركي إن تركيا تراقب الحدود لمنع تسلل هؤلاء، أشارت دوران الى أنه «لا يمكن لتركيا رصد الجهاديين الأوروبيين لأنهم يسافرون بصورة طبيعية ولا يمكن التعرف إلى هوياتهم، ونحن لا نكتشفهم إلا بعد أن يبلّغ أهاليهم عن اختفائهم فجأة إثر انقطاع سبل الاتصال بهم». مشيرة الى أن «بعض هؤلاء عاد الى أوروبا، لكن من الصعب معرفة أماكن تواجدهم».

دوران التي تعتبر من الناشطين في الشؤون الخارجية زارت إيران في شهر كانون الأول الماضي على رأس وفد برلماني أوروبي رفيع، وهي تؤكد أن «الأوروبيين يدعمون الإصلاحيين بقيادة الرئيس حسن روحاني»، لافتة الى الى أن الأخير يواجه صعوبات مع البرلمان الإيراني، لكن البرلمان الأوروبي سيدعم إيران الإصلاحية بكلّ قواه. وتحدّثت عن الاستقبال الحار الذي لقيته مع وفد البرلمانيين الأوروبيين، مشيرة إلى أن الخطاب الرسمي الإيراني كان غامضاً بالنسبة اليهم لا سيما عند السؤال عن دعم إيران لـ«حزب الله» في لبنان، «وقد تفاجأنا في البداية من الأسلوب الغامض المعتمد، ثم اعتدنا على فكّ ألغازه». وشدّدت إيزابيل دوران على أن «أوروبا سوف تساعد إيران على استعادة دورها دولياً، لأنه من المهم أن تكون هذه الدولة العريقة محاوراً للمجتمع الدولي برمّته، أما مشكلة العقوبات الاقتصادية فهي سترفع تدريجياً بعد التوصل الى اتفاق شامل حول الملف النووي».

من جهة أخرى، وردّاً على سؤال عن سبب الغاء الاتحاد الأوروبي لمنصب المبعوث الأوروبي الخاص الى الشرق الأوسط، اشارت دوران الى أنه «إلغاء مؤقت، لكن المركز موجود، غير أنه شاغر»، مشيرة الى «طموح» الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية كاترين آشتون بشغله عندما تنتهي ولايتها في نهاية السنة الجارية.

النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: