شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

المسيرة العلمیة والکمالات النفسیة لدى الإمام الخوئي في حوار مع تلميذه البارز المرجع الفیاض

وقال سماحة آیة الله الفیاض في حواره مع موقع شفغقنا (موقع التعاون الدولی الشیعي للانباء): ما رأیت حتی الآن احداً کسماحة السید الخوئي في التزامه للمذهب و وفائه بالعهد ويذکره الناس دائماً بالخیر. و عندما تصدّی للحوزة في النجف کثرت اعدائه و لکنه کان صبورا و حلیما امام حقد الحاسدین.
رمز الخبر: 9187
16:23 - 17 December 2013
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

أشار سماحة المرجع الديني الشیخ الفیاض، احد تلامذة الامام الراحل آیة الله العظمی السید أبو القاسم الخوئي الى ذكرى رحيل الاخير (قده) وأكد انه "من ابرز العلماء و اشهر المجتهدین المعاصرین، حيث شیّد عَلَم التقدم في الحوزة العلمية بالنجف الاشرف بتألیفاته القیّمة و دراساته و تدریسه للمعارف و العلوم الدینیة کالاصول و الفقه و التفسیر و الرجال".

وقال سماحة آیة الله الفیاض في حواره مع موقع شفغقنا (موقع التعاون الدولی الشیعي للانباء): ما رأیت حتی الآن احداً کسماحة السید الخوئي في التزامه للمذهب و وفائه بالعهد ويذکره الناس دائماً بالخیر. و عندما تصدّی للحوزة في النجف کثرت اعدائه و لکنه کان صبورا و حلیما امام حقد الحاسدین.

و نقل سماحته القول الذي طالما کان یکرره الامام السید الخوئي انّه "عندما یوضع الانسان في قبره لم ینفعه احد الا عمله"، قائلاً: ان الفقيد كان مصادقاً للآية الشريفة «إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ یَنصُرْكُمْ وَ یُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ‏».

و اشار سماحته الی حیاة الفقيد العلمیة، قائلاً: بإحاطته و غوره في العلوم المختلفة و لاسیّما علم الاصول، لقد أرسی قواعده النظریة و العملیة و لذلک نال المقام السامي و زعامة الحوزة و لُقب بـ‌ إستاذ العلماء و المجتهدین، و کان یلقي دروسه العلیا في مستوی البحث الخارج في الفقه و الاصول علی اکثر من 500 فقیه، و استدلالاته المتقنة و اسلوبه و احاطته و فصاحته ابهرت و اعجبت الجمیع، فيما لم یتجاوز عمره الشریف 25 سنة، حتی شرع بتدریس اصول خارج الفقه، و درّسه في سبع دورات و کان یحضر درسه المئات من العلماء و الاساتذة المرموقین و هکذا درّس خارج الفقه في دورة کاملة و درّس خارج المکاسب للشیخ الانصاري في دورتین کاملتین الذي لم یسبقه احد بها في القرون العشرة الاخیرة.

و تابع هذا المرجع الديني الذي يتخذ من مدينة النجف الاشرف في العراق مقراً له، ان استاذنا السيد الخوئي لخّص هذا التوفیق في نقاط منها قوته الفکریة الملهمة و استطاعته العلمیة الفائقة في مجال تحلیل و دراسة المسائل المعقّدة بطریقة یسرة و بلیغة و بهذه السطوة و السیطرة العلمیة استطاع ان یبدع الآراء و النظریات الجدیدة و البدیعة، و لذا قال الشهید السيد محمد باقر الصدر، وهو أحد تلامذته الذي یعد من نوابغ عصرنا ان "مقام الثبوت لدی السید الخوئي من حیث العلمي و النظري، اقوی من مقامه في مجال الاثبات"، و قال: "علاقتي مع استاذنا و سندنا وسيدنا الامام الخوئي هي من اشرف العلاقات في حیاتي، حيث وجدت نور العلم عنده و ذوقني طعم المعرفة".

و قال تلمیذه الفذّ الشيخ الفياض: بهذه الاوصاف العلمیة في مدی زعامته للحوزة العلمیة تخرّج من مدرسته المئات من العلماء و الاساتذة في مختلف الدول الاسلامیة و النخب في الحوزات المعروفة کحوزة النجف و قم و مشهد.

و تطرّق سماحته في مستمر حدیثه الی کمالاته النفسیّة الی جانب فضائله الذاتیّة و المواهب العلمیّة و نبوغه الفکري، وقال: استطاع بهذه الملکات و القوی الروحیة و المعنویّة ان یتغلب علی الاهواء النفسیّة و ان یزیل الموانع و ان یتیسّر له الطریق للوصول الی القرب الالهي و لم یغتر بالرئاسة و الزعامة.

و واصل المرجع الشیخ الفیاض حدیثه عن میّزات السید الخوئي، وقال: کان عندما یحضر بین تلامذته کان کأحدهم، و کان في تعامله مؤدباً للغایة، و یوقر اهل العلم و الفضیلة، و لم یتکلم او یذکر احداً بسوء حتی مع خصومه و ناقدیه و ذلک بسبب اخلاصه في العمل و تقواه 

و اشار سماحته الی المعاناة التي تجرّعها الفقيد السید الخوئي من جانب النظام الديکتاتوري الصدامي البائد و اضاف: بعد رحیل الامام الحکیم تصدّی السید الخوئي لمنصب المرجعیة العلیا في النجف الاشرف، فبدأ النظام الصدامي التهاجم علی الحوزة العلمیة بحجج واهیة، و الضغط علی زعیمها و اشتدّت هذه الضغوط في ایام الحرب المفروضة علي ايران، و لم یبق من الحوزة العلمیة الاّ اصولها و مظاهرها . كانت غایة حزب البعث هو التخریب البات وتشويه الحوزة العلمیة و لکنه فشل في الوصول الی هدفه بدلیلین رئیسییین؛ هما الاول العنایة و الفضل الالهي و برکة صاحب هذا المکان و عنایات الامام الحجة المهدي المنتظر (عج) و الثاني صبر السید الخوئي و حلمه في مقابل الضغوطات المضاعفة باشکالها المختلفة من قتل و سجن و نفي لفضلاء الحوزة و اقاربه، حیث وقف الاستاذ امامها کالجبل الراسخ و لم تأخذه لومة لائم، صیانة للحوزة العلمیة.

و صرح آیة الله الشيخ الفیاض، ان "النظام البائد كان يهدف من التشدیدات و الضغوط التي واجهها السید الامام الخوئي ، ان یلقي سماحته کلمة ضدّ النظام لکي یکون هذا الخطاب حجة لهدم الحوزة و تخریبها بالکامل، او ان یدعم النظام و یؤیّد مشروعیته، لیکون وهناً للحوزة بزعمهم، و لکن یأبی شأن العلماء الاّ ان یجعلوا انفسهم فداء للدین".

و فیما یتعلق بابداعات الفقيد علي صعیدي علم الفقه و الاصول، قال: جمع السید الخوئي العمق في الفکر و السلامة في الذوق و الفصاحة في البیان، و عندما شرعت الحرکة العلمیة في عهده شیّد سماحته هذه الحرکة، و کان عندما تطرح علیه المسائل المغلقة و الصعبة یجیب عنها بادلة متقنة و اسلوب جذاب و بلیغ، و کانت له الید الطولی في المناقشة و الجدل و الغور في المسائل الدقیقة و العمیقة، و في الختام لاتنسی الحوزات العلمیة آرائه البدیعة في علمي الاصول و الفق

النهاية
شفقنا
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: