شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

استدعاء التدخل الخارجي خيانة والتصدي له واجب وطني

أكد الملتقى السياسي لتحالف أحزاب الجبهة والقوى الوطنية والتقدمية في ختام أعماله بدمشق أمس رفضه جميع أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لسورية الذي يرمي إلى زعزعة استقرار سورية واستلاب قرارها السياسي وسيادتها وفرض الهيمنة عليها.
رمز الخبر: 914
17:37 - 10 October 2012
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :

شیعة نیوز: وأشار الملتقى في بيانه الختامي إلى أن التصدي لهذا التدخل الخارجي واجب وطني تتحمل مسؤولياته جميع أطياف الشعب السوري ومكوناته الاجتماعية والسياسية, لافتاً إلى أن استدعاء قلة قليلة لهذا التدخل خيانة تستدعي محاسبة مرتكبيها بموجب القوانين والأنظمة التي تفرضها ضرورات حماية الوطن والدفاع عن أرضه وشعبه.
وأكد الملتقى أن الحوار السياسي يجب أن يكون بين القوى التي لا تستدعي التدخل الخارجي أو تدعو لعقد مؤتمرات دولية حول سورية وتستجدي الأموال من دول العالم.
وشدّد الملتقى على أن لا مصالحة مع الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم لأعداء الوطن وراهنوا على الخارج أملاً في استيلائهم على البلاد والعباد من خلال اللهاث وراء الدبابة الأجنبية في مسعاهم إلى أن تحتل سورية وتعيث في أرضها الفساد.
ولفت البيان الختامي إلى أن الحوار السياسي يتكامل مع المصالح الوطنية العليا ويتداخل مع الحرص على الوطن والشعب ومقدراته وحياة القاطنين فوق أرضه مستذكراً كيف أن سورية عملت قبل أكثر من عام ونيف على تنظيم هذا الحوار بيد أن القوى المعادية والمرتبطة بالإمبريالية والأنظمة الرجعية العربية والإقليمية سعت إلى إفشاله وعدم الوصول به إلى النتائج المرجوة.
وأوضح البيان أن مشيخة قطر تمول المجموعات الإرهابية المسلحة نيابة عن الولايات المتحدة وحليفها الوثيق «إسرائيل» الصهيونية وتؤدي دوراً لا علاقة له بتاريخها أو موقعها الجغرافي وحجمها السياسي وتتطاول على دول جذورها راسخة في الأرض العربية وأدوارها مشهودة عبر عقود من الزمن وفعلها في الحياة السياسية يتناسب مع حقائق الجغرافيا السياسية.
وأكد البيان أن سورية قلعة الأحرار وتتصدى لمؤامرات الإمبريالية العالمية وتلجم العدوانية التوسعية الإسرائيلية وتحبط مكائد الأنظمة الرجعية العربية والإقليمية التي تنفذ مشيئة المستعمر, مشيراً إلى أن سورية لعبت وما زالت تلعب دوراً أساسياً في دعم حركات المقاومة والتحرر الوطني العربية والصديقة.
ونوّه البيان الختامي بالدور الوطني للجيش العربي السوري والقوات المسلحة وبالتضحيات التي قدمها والقيم والمثل العليا التي حماها ودافع عنها, مؤكداً أهمية التلاحم بين الشعب والجيش حيث شكل الشعب بيئة حاضنة لهذا الجيش ما مكنه من أداء مهامه الوطنية على الوجه الأمثل.
وأكد البيان أن ظاهرة الإرهاب مستوردة يراد منها تخريب الوطن وتدمير الدولة خدمة لقوى تسعى إلى إقصاء سورية عن دورها الطبيعي في محيطها والعالم من حولها, مبيناً أن مهمة مكافحة الإرهاب واجتثاثه والإجهاز عليه تستجيب لدواعي الأمن الوطني وحماية المواطن من شرورها وآثامها.
ودعا البيان إلى اتباع سياسة اقتصادية اجتماعية تصون الإنتاج الوطني وتطوره وتحسن وضع المنتجين وتلبي حاجات المواطنين وترفع مستواهم المعيشي اعتماداً على تطوير جميع القطاعات الإنتاجية, إضافة إلى تأكيد دور القطاع العام المميز وتطوير الدور التدخلي للدولة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
ولفت البيان الختامي إلى ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وتحديث وسائل عملها والارتقاء بمستوى أدائها وتعزيز دورها ومكافحة جميع الظواهر السلبية التي تسللت إلى مؤسسات الدولة وفي مقدمتها الفساد, إضافة إلى انتهاج سياسات اقتصادية رشيدة تسهم في القضاء على الفساد وتحقق العدالة الاجتماعية.
وأكد البيان في ختامه أن أحزاب الجبهة والقوى الوطنية والتقدمية التي تلاقت على قواسم وطنية وقومية وتقدمية تتشارك في احتضانها والعمل على تجسيدها هي حقائق محسوسة وملموسة على أرض الواقع وستظل وفية لمبادئها ومتمسكة بثوابتها وفاعلة في محيطها وعاملة على تعميق حضورها في حياة البلاد جنباً إلى جنب مع جميع أطياف المجتمع السوري ومكوناته.
وكانت جلسة المؤتمر الأخيرة استكملت البحث في الحوار الوطني كضرورة للخروج من الأزمة ودور المصالحة الوطنية في إعادة اللحمة بين أبناء الشعب السوري, إضافة إلى دور الجيش العربي السوري في محاربة المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن.
ودعا نصر علي يونس غانم عضو المكتب السياسي ـ حزب الاتحاد العربي الديمقراطي إلى البدء بمعالجة الأزمة في سورية لتفويت الفرصة على أمريكا والغرب وبعض الأنظمة العربية التي باعت عروبتها لتنفيذ مؤامراتها, مؤكداً أن ضرب سورية هو الهدف الأساسي لتمرير مخطط أمريكا ودمج سورية بالاستراتيجية الغربية والقضاء على عقيدة الجيش العربي السوري القومية والوطنية وإنهاء الدعم السوري للمقاومة العربية وإضعافها وجرها لعقد اتفاق سلام منقوص مع الكيان الصهيوني.
بدوره لفت أيمن مخائيل سمعان من حركة الاشتراكيين العرب إلى أن ما تتعرض له سورية هو إرهاب دولي أكثر من كونه إرهاباً داخلياً, حيث تتكالب دول عدة عليها سواء بدعمها المالي أو العسكري أو بإيواء المسلحين الذين يقومون بعمليات إرهابية ضد الدولة السورية وشعبها, مؤكداً دور سورية وواجبها وحقها في حماية مواطنيها وكيانها.
ودعا سمعان أبناء سورية الى الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في محاربته لإرهاب المجموعات المسلحة التي تحاول ضرب الوطن ومؤسساته الخدمية وبناه التحتية والاعتداء على خبراته العلمية ورجال الدين ودور العبادة.
وأشار اسكندر جرادة من الحزب الشيوعي السوري إلى أن الحرب التي تشن حالياً على سورية من الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل) وقوى الغرب الاستعماري بمشاركة قوى الرجعية العربية هدفها تحطيم إرادة الصمود الوطني للشعب السوري, لافتاً إلى أهمية الحوار في التوصل إلى قواسم مشتركة بين جميع الأطراف دون التخلي عن الثوابت الوطنية والقومية.
بدوره لفت ماهر الجاجة من الحزب الشيوعي السوري الموحد إلى أن الجيش العربي السوري بما يمتلكه من معنويات عالية وروح قتالية أثبت أنه المدافع الأول عن حدود الوطن وكرامته وعزته, مشيراً إلى ضرورة أن تركز المصالحة الوطنية على الجانب الاجتماعي لكثير من المواطنين الذين همشوا في السنوات الماضية بفعل السياسات الاقتصادية السابقة لكنهم ظلوا متمسكين بشرفهم الوطني وقضايا الوطن العادلة.
ودعا ماهر صقور من اتحاد الكتاب العرب أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والقوى الوطنية والتقدمية إلى تعزيز دورها ومساهمتها في إيجاد حل للأزمة التي تمر بها سورية, في حين رأى ليث رمضان من حركة الاشتراكيين العرب أن الجيش العربي السوري كان محور الحرب التي تشن على سورية إعلامياً وسياسياً وعسكرياً بغية النيل من دوره وإضعاف روحه المعنوية وحرفه عن مهمته الأساسية في الدفاع عن الوطن وحماية المواطنين الأبرياء من انتهاكات المجموعات الإرهابية المسلحة.
كما دعا باسم رضوان من الحزب السوري القومي الاجتماعي جميع القوى الوطنية في سورية إلى وضع مصلحة الوطن فوق كل مصلحة والمساهمة في عودة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن والمضي في مسيرة البناء والإصلاح, إضافة إلى التصدي لانتهاكات المجموعات الإرهابية المسلحة وفكرها التكفيري المتطرف وقطع أيدي العابثين بأمن واستقرار الوطن.
وبيّن علي حبيب عيسى من الاتحاد العام للفلاحين أن حل الأزمة في سورية يجب أن يبدأ من تحرك القوى الحزبية الوطنية لتأخذ دورها في الحي والقرية والمدينة وأن تنخرط المنظمات الشعبية في عقد لقاءات دورية مع المواطنين وصولاً إلى تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة.
وأشار نجدت اليوسف من الحزب الشيوعي السوري الموحد إلى أن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية تتحمل جزءاً من المسؤولية حول الأزمة التي تمر بها سورية لكونها لم تمارس دورها بشكل فاعل.
بدوره لفت جمال القادري رئيس اتحاد عمال دمشق إلى دور هذا الملتقى في تلمس سبل الخروج من الأزمة التي تمر بها سورية بما سينتج عنه من توصيات ومقترحات تضاف إلى مجمل الجهد الذي تقوم به مختلف الأطراف الوطنية المعنية بالأزمة, داعياً إلى إنتاج خطاب سياسي جديد يضمن حقوق جميع فئات المجتمع وعلى رأسهم العمال والفلاحون.
ورأى أحمد الدالاتي من الحزب الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي أن الحوار الوطني والمصالحة الوطنية قاعدتان أساسيتان لتجاوز الأزمة التي تمر بها سورية وإيجاد الحلول الناجعة وصياغة مستقبل سورية, مشيراً إلى أن الملتقى محطة تؤسس لحوار وطني شامل يقوم على المصارحة والمكاشفة والتسامي فوق الجراح.
ونوّه محمد مؤيد من حزب الاتحاد الاشتراكي العربي ببطولات الجيش العربي السوري الذي يسطر اليوم أروع ملاحم البطولة والفداء ويقف سداً منيعاً في وجه من يريد التآمر على الوطن أو النيل من عزته وكرامته, داعياً إلى الحوار مع الأطراف كافة ضمن ثوابت وطنية أساسها وحدة التراب الوطني والشعب السوري ورفض العنف والتدخل الخارجي وصياغة نموذج اقتصادي سوري ينسجم مع الواقع وتأمين احتياجات المواطنين اليومية ومحاربة المحتكرين وترشيد الإنفاق والاستهلاك.
وأوضح نزار بني المرجة من اتحاد الكتاب العرب أن الرؤية أصبحت أكثر وضوحاً بخصوص الأزمة وحقيقة ما يجري على الأرض وبروز إشارات تؤكد سقوط أدوات المؤامرة الكونية على سورية, داعياً إلى الانتقال من الدور السياسي الروتيني إلى الدور التعبوي الفاعل على الأرض وإشراك الشباب وإنشاء هيكلية شعبية منظمة تكون رديفاً للقوات المسلحة وتعمل للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.
وناقش الملتقى على مدى يومين في فندق داما روز بدمشق موضوعات: الحوار السياسي, والجيش درع الوطن, ومكافحة الإرهاب ورفض التدخل الخارجي, إضافة إلى المصالحة الوطنية والحفاظ على الدولة ومؤسساتها.
المشاركون لـ «تشرين»: سورية ستنتصر على كل المشاريع الأميركية والصهيونية والغربية
بسام رضوان – رشا عيسى
وعلى هامش الملتقى أكد عدد من الشخصيات المشاركة لـ«تشرين» أهمية هذا النشاط لجهة تأكيده مسيرة ديمقراطية تمتد لعشرات السنين، موجهين رسالة للداخل والخارج مفادها أن تكتل الأحزاب في سورية يحارب الإرهاب بكل أشكاله، ويحدد النضال ضد القوى التي تخطط لزعزعة استقرار سورية، مؤكدين أن هذا التحالف السياسي هو الذي أنجز المنصة الأولى للدولة السورية بكل مقوماتها.
من جهته قال أحمد الأحمد – رئيس حركة الاشتراكيين العرب: إن هذا الملتقى يجسد تحالف أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية التي تحمل تاريخاً عريقاً بالنضال، ولها هوية خاصة لما قدمته عبر تاريخها لسورية، مضيفاً: إن سورية ستنتصر على كل المشاريع الأميركية والصهيونية والغربية وهذا الملتقى فرصة لتأكيد الوحدة الوطنية ودفع المصالحة الوطنية والحوار قدماً ، مؤكداً أن هذه المحاور تعبّر عن نهج هذه الأحزاب في ظل الظروف التي تتعرض لها سورية، وهي استمرارية لمسيرة أعوام من التحالف بين هذه الأحزاب، تحالف كفله الدستور الجديد وقانون الأحزاب.
حنين نمر- الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد, أكد أن هناك اليوم تحركاً مجتمعياً سورياً من أجل المساهمة في إيجاد حل سياسي للأزمة التي تمرُّ بها البلاد، وقال: لا شك أن المؤتمرات الكثيرة التي عقدت والتي قد تعقد لاحقاً، ورغم أنها مشوبة بكثير من نقاط الضعف، إلا أنها تحمل دلالات واضحة على تحرك المجتمع السوري، وأن هناك فئات معارضة، ورغم تحفظنا على بعض ما ورد في بياناتها المختلفة لكن بشكل عام هناك مؤشرات إلى أنها تسعى لإيجاد حل سياسي بما يعني أن ذلك يشكّل خطوة إلى الأمام رغم أن هذه الخطوة غير كافية. وأضاف: معركتنا الأساسية هي مع التحالف الغربي- الخليجي- التركي، وهذه المعركة ليست فقط عسكرية وإنما هي أيضاً معركة سياسية بمعنى أننا يجب أن نواجه هذا التحالف العالمي بشعب مسلح بالوعي السياسي، شعب يدرك أهدافه، كما يدرك أهداف هذه الحملة العالمية الشرسة علينا. وقال نمر: إن هذه المعركة ومن وراءها قد استغلت بعض المطالب الشعبية في البداية ثم انتهت بحرب شبه علنية على سورية وهناك بلا شك الكثير من الناس لم يصلوا إلى إدراك جوهر هذا الصراع الذي تقوده الولايات المتحدة من أجل إسقاط سورية ودورها المحوري في المنطقة بهدف جعل هذه المنطقة ساحة مفتوحة لقوى الغرب ولـ(إسرائيل)، وأشدد على أن هذه القوى قد استغلت نقاط ضعف كثيرة موجودة لدينا وركبت موجة الاحتجاجات وقادتها باتجاه مسلح.
وأضاف الأمين العام للحزب الشيوعي السوري: أعتقد أن الحوار السياسي هو الخيار الرئيسي لحل الأزمة في سورية التي تقوم الآن بالدفاع عن نفسها تجاه ما تتعرض له من هجوم عسكري واضح، وعلى ذلك فالحوار السياسي والمصالحة الوطنية لا يتعارضان مع ما يجري على الأرض ومع موقفنا في الدفاع عن النفس بجيشنا الباسل يواجه ويصد هذه الهجمة العسكرية الشرسة، وفي الوقت نفسه تسعى الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة. وأضاف نمر: لعل من يقف وراء هذه الهجمة على سورية يدرك وقد أدرك سابقاً أن الطريق مسدود وليس له آفاق في النيل من سورية، وهو غير قادر على إسقاطها تبعاً لعدة عوامل، فكل موازين القوى هي في مصلحة سورية التي تزداد قوة.
لكن كل ذلك لا يعني أننا لا نتجاوب مع المبادرات الدولية المطروحة، فقد كانت الدبلوماسية السورية محنكة تجاه هذه المبادرات وقبلتها وتعاملت معها بكل شفافية وإيجابية بغض النظر عن موقف دول التحالف الغربي وأتباعه الذين لا يريدون أي حل سلمي للأزمة الحالية لكنهم سوف يكتشفون أكثر أن تقديراتهم وحساباتهم لم تكن في محلها لإسقاط سورية القوية بشعبها وجيشها. فلو كانوا يعلمون أنهم قادرون على ذلك لما تأخروا لحظة واحدة عن القيام بأي شيء من أجل ذلك والدليل هذا الموقف الأميركي الموارب تجاه الوضع في سورية منذ بداية الأزمة.
هذا وقد أكد محمد خلوف – رئيس اتحاد فلاحي دمشق وريفها أهمية لعب دور التوعية على الأرض، وتشكيل لجان تعمل على المصالحة الوطنية في المناطق المختلفة.
وقال: من يدّعِ أنه (ثوري) لا يخرب البنى التحتية ولا يقتل ولا يستعن بالخارج على أبناء وطنه، متسائلاً: عن أي (ثورة) كما يسمونها تحصل على الأرض، ويقول: ليست (ثورة) من تستجلب مرتزقة من الخارج لتخريب البلد.

المصدر: تشرین
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: