شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

أفغانستان سوريا.. باكستان العراق

ان تجربة افغانستان تتكرّر اليوم في سوريا، لكن بلا تدخل اجنبي فقد تعلّم الغرب الدرس، ونجح في تعزيز الجهاد "البيني" الداخلي بين اطراف داخلية تكفّر بعضها، وتستهلك طاقاتها وتستنزف موارد بلدانها، في حين ان واجب الغرب لا يتعدى سكب البنزين على النار المتّقدة ن طالما ان ذلك يصب في مصلحته، وان مساحات النيران مسيطر عليها ويمكن اطفائها في اللحظة المناسبة.لكن تحوّل دمشق الى كابول لا يصب في مصلحة الدول الضعيفة المجاورة لسوريا لاسيما العراق ولبنان.
رمز الخبر: 8644
15:11 - 06 November 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

 يشير مسار الاحداث في سوريا الى صراع طويل الامد وتحول جيوسياسي يذكّر بالصراع في افغانستان الذي اندلع العام 2001 ومازال الى الان، ما يعزز احتمال ولادة افغانستان اخرى تحاذي العراق وتشغل جهده العسكري والأمني لعقود.

بل ان القول ان حرب افغانستان لم يخفّ اوراها قول صحيح الى حد كبير لكنها، حرب تغيّر مواقعها، باتجاه شواطئ المتوسط، فالأطراف ذات العلاقة بالحرب في افغانستان لاسيما روسيا والولايات المتحدة وإيران هي ذاتها، في سوريا.والمسلحون الراديكاليون من القاعدة واخواتها، يهاجرون من افغانستان الى المناطق الرخوة في سوريا وأطراف الحدود مع العراق.

إما على شاكلة حميد كرزاي، فهم المعارضون السوريون المدعومون من قبل الولايات المتحدة والسعودية وقطر، في المدى المنظور، ومن الممكن ايضاً ان يرتدي الرئيس السوري بشار الاسد قلنسوة كرزاي الباهضة الثمن، اذا ما استمرت التحولات الانقلابية في التحالفات بشان سوريا على هذا النحو.

لكن النقطة المغايرة في سوريا مقارنة بأفغانستان هي اسرائيل التي ستكثّف جهدها الاستخباري للتنبؤ باتجاهات حرب اهلية، هي المستفيدة منها الى غاية هذه اللحظة.

وإذا كانت ايران تجد نفسها في حرب أفغانية في سوريا ليست جديدة عليها لكنها بعيدة عن حدودها، فان تركيا على لسان رئيسيها بحسب ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية التي ركزت في تقرير تابعته "المسلة، تتخوف من "تحول سوريا إلى أفغانستان أخرى على شواطئ المتوسط".

ان تجربة افغانستان تتكرّر اليوم في سوريا، لكن بلا تدخل اجنبي فقد تعلّم الغرب الدرس، ونجح في تعزيز الجهاد "البيني" الداخلي بين اطراف داخلية تكفّر بعضها، وتستهلك طاقاتها وتستنزف موارد بلدانها، في حين ان واجب الغرب لا يتعدى سكب البنزين على النار المتّقدة ن طالما ان ذلك يصب في مصلحته، وان مساحات النيران مسيطر عليها ويمكن اطفائها في اللحظة المناسبة.لكن تحوّل دمشق الى كابول لا يصب في مصلحة الدول الضعيفة المجاورة لسوريا لاسيما العراق ولبنان.

فالعراق الذي يشبه في تناحره السياسي والطائفي لبنان الى حد كبير، لا ينتظر من افغانستان المجاورة، سوى المزيد من الخسائر السياسية والاقتصادية والعسكرية، وهو اول المتضررين من الحريق الافغاني في سوريا، بل ان تجربته الديمقراطية الناشئة ستكون على المحك مع بركان متشظٍ يقذف بحممه على مدن العراق، كما ان الأطراف المسلحة في سوريا المتمثلة في القاعدة واخواتها ستعتبر العراق جزءا من دولتها "الاسلامية" المتخيلة، وسيكون العراق من اكبر حواضن الارهاب في الشرق الاوسط، حيث تسعى القاعدة والجماعات الاسلامية لاستثمار "التماثل" المذهبي في مدن غرب العراق لتثبيت وجودها على الارض.

وإذا باتت سوريا بحكم المتوقع هي افغانستان كما اسلف التقرير، فان العراق هو باكستان بأسوأ صور الارهاب فيها، باعتبارها من اكبر الحواظن للقاعدة والجماعات المرتبطة بها.

ان ما يزيد من الخطر المتفاقم على الارض السورية، ان الدول العظمى تبدو غير مكترثة الى حد كبير بالفترة الزمنية التي سيستغرقها حسم الصراع هناك، في ظل تفاهم امريكي روسي على الحفاظ على التنسيق في المواقف ، في عدم التورط في تفاصيل الحرب .

وما يعزز ذلك، ان الولايات المتحدة في طريقها لان تصبح مستقلة نفطيا، وتسعى الى كسب ود موسكو اكثر من أي طرف آخر في مواجهة الصين التي تنتظر تبوأها المركز الاول في الاقتصاد العالمي.

النهاية
المسلة
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: