شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

رویترز تحاور المسلحین فی حلب: 70 % من السوریین مع الرئیس الأسد

فی سوق مزدحمة فی سوریا یتجه زوجان متأنقان إلى مراسل أجنبی لدس ورقة فی یده.
رمز الخبر: 3026
17:17 - 10 January 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :

شیعة نیوز: هذه هی طریقة الاستغاثة الصامتة فی مواجهة خوف أصبح الصحفیون الذین یزورون سوریا معتادین علیه على مدى العامین الماضیین. لکن هذا المشهد لیس فی دمشق التی تسیطر علیها قوات الرئیس بشار الأسد بل فی حلب التی تسیطر علیها المعارضة، فی هذه الورقة شکوى من الفوضى التی أحدثتها الانتفاضة وآمال فی أن یهزم الأسد "الإرهاب".

قال الزوجان "کنا نعیش فی سلام وأمان إلى أن وصلت إلینا هذه الثورة اللعینة، ندعو الله أن یساعد النظام على محاربة الجیش السوری الحر والإرهاب، نحن مع سیادة الرئیس بشار الأسد للأبد".

ورغم أن البعض قد یظن أنهما من جهاز الأمن الذی یرید أن یشوه صورة مقاتلی المعارضة فإن هذه المشاعر لیست نادرة فی حلب أکبر المدن السوریة التی کانت یوما مرکزا للتجارة والصناعة ویواجه سکانها الآن صعوبات وفوضى.

وبینما تواصل القوات الحکومیة القتال فی أجزاء من حلب تتعالى الشکاوى فی مناطق تخضع لسیطرة مقاتلی المعارضة منذ ستة أشهر أو أکثر من افتقار مقاتلی المعارضة للنظام وقیام بعضهم بالسلب وانعدام الأمن ومقومات الحیاة مثل میاه الشرب والخبز والکهرباء فی مناطق قصفتها الدبابات وهاجمتها قوات الأسد الجویة.

وإدراکا لهذه الریبة شکلت وحدات مقاتلی المعارضة هیاکل للقیادة والحراسة کنواة لمؤسسات ربما تدیر یوما البلاد بأکملها ویأمل المعارضون أیضا أن یظهروا من خلالها للدول العربیة والغربیة الداعمة أن لدیهم تنظیما یتیح لهم التعامل مع ما یقدم من مساعدات من مال وسلاح.

ومن ناحیة أخرى تزداد العلاقات توترا بین مقاتلی المعارضة وسکان حلب الذین یضمر لهم کثیر من المقاتلین استیاء لعدم انتفاضهم ضد الأسد منذ البدایة.

وأقر بعض قادة مقاتلی المعارضة ممن أجریت معهم مقابلات داخل حلب وحولها خلال الاسبوعین الماضیین بوجود مشکلات داخل الجیش الحر الذی یتألف من ألویة تتنافس على الموارد ویسعى کل منها لنیل الاعتراف به، لکنهم ألقوا بالقدر الأکبر من اللوم على "العناصر الفاسدة" والانتهازیین وقالوا إن خطوات تتخذ لوضع الأمور فی نصابها.

قال أبو أحمد وهو یرأس وحدة من 35 فردا من لواء التوحید الذی یعتقد أنه الأکبر فی محافظة حلب "هناک فساد کبیر فی کتائب الجیش السوری الحر.. سرقة وقمع.. لأن هناک متطفلین دخلوا الجیش السوری الحر."

ویرى أبو أحمد الذی ینحدر من بلدة صغیرة على الحدود مع ترکیا أن أغلب سکان مدینة حلب التی یسکنها أکثر من ملیونی نسمة غیر متحمسین تجاه الانتفاضة المستمرة منذ نحو 22 شهرا.

و‭‬مضى یقول "لیس لدیهم فکر ثوری" وقدر أن نسبة التأیید للأسد فی حلب تبلغ نحو 70 فی المئة بین سکان الحضر، لکنه أقر أیضا بأن النهب وغیره من التجاوزات جعلت السکان یشعرون تجاههم بالریبة.

وقال أبو أحمد "الجیش السوری الحر فقد الدعم الشعبی" وأضاف أن لواء التوحید یسعى الآن لتوفیر خدمات مثل إعادة إمدادات الکهرباء ومواجهة نقص الخبز. وتعمل زوجته على تأسیس مدرسة بعد شهور من توقف الدراسة.

ومن القضایا التی یتحدث عنها سکان حلب کلما تجمعوا الجوع وانعدام الأمن. وأمام مخبز مزدحم فی أحد الأحیاء التی یسیطر علیها مقاتلو المعارضة شکا البعض من اضطرارهم للاصطفاف لساعات على أمل الحصول على خبز وعن حاجتهم للتسلح لحمایة أنفسهم فی شوارع المدینة.

وأصبحت المدارس مجردة من المقاعد والمکاتب التی باتت تستخدم فی إشعال النار للتدفئة.

الملازم محمد طلاس انشق عن الجیش السوری شأنه شأن الکثیر من ضباط الجیش السوری الحر. وهو الآن یقود لواء صقور الشهباء المؤلف من 500 رجل ویلقی باللوم فی شکاوى السکان على "بذور فاسدة" تزعم أنها من مقاتلی الجیش السوری الحر ولا تخضع لأی تدقیق.

وقال وهو یدخن سیجارة تلو الأخرى ویرتدی سترة عسکریة جالسا فی مکتب متواضع "هناک ألویة تنهب الناس وهی فی الأصل بذور فاسدة... أی شخص یمکن أن یحمل بندقیة ویفعل ما یرید."

لکن القلق من قتال وحدات أخرى مناهضة للأسد یمنع قادة مقاتلی المعارضة من محاولة احتواء هذه التجاوزات فی الوقت الراهن. وتساءل طلاس "هل سنقاتل بشار ونقاتلهم أیضا؟" مشیرا للمقاتلین الجدد من غیر أهل الثقة. وأضاف "هناک الکثیر منهم فی حلب... لا یمکننا أن نرفضهم. هذا لیس الوقت المناسب. هؤلاء هم البذور الفاسدة."

والکثیر من قادة مقاتلی المعارضة لدیهم آراء سلبیة تجاه زملائهم.

أبو مروان -وهو طیار شاب من القوات الجویة ویقود عملیة حصار طویلة لقاعدة جویة حکومیة- قال إن قائدا آخر للمعارضة یدیر لواءه وکأنه ملکیة خاصة ویرقی الأفراد على أساس المحسوبیة.

وقال لرویترز بینما کان جهاز لاسلکی یصدر أصواتا بجواره "وکأنه النظام مرة أخرى.. یریدون فقط أبناء عائلاتهم أو طوائفهم... بعد سقوط النظام سیکون أمامنا معرکة طویلة لتنقیة الثوار"، ومضى یقول "هناک الکثیر من المتطفلین."

وشکل بعض مقاتلی المعارضة فی حلب ما یطلقون علیه قوة شرطة عسکریة لوقف مثل هذه التجاوزات. یقود القوة العمید زکی علی لولی ویقول إنها تحصل على التمویل من ألویة رئیسیة مثل لواء التوحید ولواء السلطان محمد الفاتح وتهدف إلى التنسیق مع وحدات أخرى. ورفض أن یذکر عدد أفراد القوة.

ومضى یقول وهو یختم أوراقا رسمیة "فی کل فوج هناک ضابط شرطة مسؤولیته مراقبة الثوار ویخبرنا بکل تحفظاته داخل ذلک الفوج." وأضاف أن هؤلاء الضباط یولون اهتماما خاصا للعناصر الجدیدة التی "تتظاهر بأنها من المقاتلین".

وقال لولی إنه یتضح أحیانا لدى مراقبة هذه العناصر أنها عناصر مارقة. وفور الانتباه لوجود عملاء للأسد تسارع قوة الشرطة العسکریة التابعة للمعارضة بعزل من لا تثق بهم کما تتحرى جیدا أمر المنشقین الجدد عن الجیش.

وأضاف لولی أن مؤسسة أخرى تنظر فی شکاوى سکان حلب وأن هناک محادثات لنشر مثل هذا النموذج التنظیمی فی أنحاء البلاد.

وهناک خطوات مماثلة لإقامة هیاکل وطنیة فی القیادة العامة لحرکة المعارضة. فبعد أن تشکل الائتلاف الوطنی فی الخارج فی نوفمبر تشرین الثانی وحصل على دعم من دول عربیة وغربیة تشکلت فی الشهر الماضی قیادة عسکریة یهیمن علیها الإسلامیون للإشراف على العملیات ضد قوات الأسد داخل سوریا.

وهناک أقوال متضاربة حول مدى فاعلیة الهیکل التنظیمی الجدید لکن زعماء المقاتلین یقولون إن هناک تسلسل قیادة أوضح من ذی قبل وإن فصائل المعارضة باتت تعرف بصورة أفضل من المسؤول عن أی قطاعات داخل حلب وریفها.

ویقول الملازم طلاس الذی خاض لواؤه قتالا مکثفا فی المدینة إن المقاتلین لدیهم الآن غرفة عملیات مشترکة ویعقدون اجتماعات اسبوعیة لکل الألویة وکذلک تجمعات یومیة لقادة الجبهات، وقال "تم وضع الأساس لوزارة دفاع.. قوة لسوریا. لکن هذه القوة فی حاجة إلى أسلحة وأموال."

وهذه مقولة شائعة بین مقاتلی المعارضة وتنم عن إحباط من تردد الدول الغربیة على وجه الخصوص فی مساعدة المقاتلی الذین لم تتضح أهدافهم الأوسع نطاقا.

واعتبرت الولایات المتحدة جبهة النصرة -وهی من الوحدات التی تحارب الأسد- منظمة "إرهابیة" واتهمتها بأن لها صلة بتنظیم القاعدة. وقد أعلن أغلب المقاتلین الإسلامیین -ومنهم طلاس الذی یجلس وإلى جواره رایة سوداء علیها عبارة لا إله إلا الله محمد رسول الله- الولاء للائتلاف الوطنی المدعوم من الغرب. لکن الدول الغربیة ما زالت تشعر بالارتیاب.

ورغم قدوم أسلحة من الخارج یشکو أغلب مقاتلی المعارضة من نقص فی السلاح ونقص مزمن فی الذخیرة مما یعوق تقدمهم على عدة جبهات.

وقال طلاس إنه تم إبلاغه بوصول بضعة آلاف فقط من الرصاصات إلى قوات المعارضة فی محافظة حلب فی شهر واحد وبدأت الموارد تنضب. وبعد شعور بعض الزعماء بالیأس بدأوا یلجأون لدول خلیجیة طلبا للتمویل.

والتقى أحد رجال الأعمال الکویتیین بطلاس الذی قال "جاء فی جولة.. أخذناه إلى الجبهات المختلفة وجعلناه ینغمس فی أجواء الحرب بل وترکناه یطلق نیران بندقیة... غادر المکان سعیدا وظننت... أنه سیحل کل شیء، "لکن لم نسمع منه شیئا بعدها. ربما خاف من البندقیة. کان هذا قبل نحو شهر ونصف."

ومع استمرار الحرب ورغم جهود بعض القادة لإحداث قدر من النظام بدأ صبر سکان حلب على الجیش السوری الحر ینفد. قال أبو ماجد البالغ من العمر 48 عاما والذی کان یعمل فی احد مصانع النسیج بحلب "لا یهمنا شکل النظام... نحتاج الأمن والأمان."

وعلى مقعد بلاستیکی فی وسط سوق مزدحمة حمل أبو ماجد مقاتلی المعارضة مسؤولیة الحال المزری الذی صارت علیه المدینة وقال "عدنا إلى العصر الحجری. لابد ان یکون للجیش السوری الحر قیادة منظمة.

"فی البدایة احتشد الناس حولهم والآن أصبحوا مستائین من الثوار."

ویستاء طلاس وغیره من قادة المقاتلین فی حلب من مثل هذه الشکاوى قائلین إن رجالهم أیضا یعانون من نقص الخبز والکهرباء.

وعن سکان حلب قال طلاس "یظنون أن الجیش السوری الحر یملک کل شیء أو أنه یمکن أن یکون بدیلا للدولة."

وفی حین یقول کثیر من سکان حلب إنهم یریدون أیضا التخلص من الأسد فإن عجز المقاتلین عن تحقیق النظام أو تحسین ظروف المعیشة فی المدینة أفقدهم دعم السکان، وقال الطیار أبو مروان "صورة الجیش السوری الحر اهتزت جدا"، ومضى یقول "بعد ان اکتسب سمعة دولیة باعتباره جیشا یحارب من أجل الشعب السوری ومن أجل سوریا تسببت کل هذه الأمور وکل هؤلاء الأشخاص فی اختلاف النظرة إلیه.


المصدر: جام نیوز
کلمات دلیلیة: مسلحین سوریا سوق شیعة نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: