شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

بمناسبة ذکري استشهاد أبي عبدالله الحسين(علیه السلام)... ملتقى اثر نهضة الامام الحسين (علیه السلام) في الثقافة الاسلامية

بمناسبة ذکري ايام انطلاق نهضة الامام الحسين (علیه السلام)، عقد ملتقي ثقافي، شارک فيه عدة شخصيات فکرية وثقافية اسلامية، من جنسيات مختلفة، وکان محور الملتقي يدور حول السؤال التالي:
رمز الخبر: 1223
16:20 - 13 November 2012
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
 
شیعة نیوز: هضة الامام الحسين (علیه السلام) في الثقافة الاسلامية؟
 
بقلم: الدکتور نجف قلي حبيبي ـ إيران:
کانت الثقافة الحسينية ولازالت هي الاساس في ثقافة الثورة الاسلامية المعاصرة، بمعني لا وجود لثقافة ثورية بلا ثقاف حسينية، وکان الامام الخميني (رض) يستند في بياناته وخطاباته وفي حثه الناس الي الصبر والمقاومة والتضحية باحداث عاشوراء.
 
وبسبب امتداد عاشوراء في نفوس المسلمين، والحب الذي يکنه المسلمون الي الامام الحسين (علیه السلام)، فقد اکد الامام الخميني کثيراً علي احياء الروح الحسينية، والاستفاده من هذه القوة الکامنة في اعماق الناس للإطاحة بعرض الظلم.
 
 
 
لذلک نشاهد في خطاب الامام (رض) لفظة «حسينيو العصر»، وکذلک نشاهد التأثير الذي ترکه احياء روح وثقافة عاشوراء في المجتمع، من خلال الشعارات التي کان الشباب يطلقونها عند توجههم نحو جبهات الدفاع المقدس، مثل نداء «ألا هل من ناصر حسيني ... لبيک يا خميني»، وهذا يبيّن الارتباط بعاشوراء. فالاستجابة الي الامام الخميني (رض) هي استجابة لنداء الحسين (علیه السلام) يوم عاشوراء. حيث قال: «هل من ناصر ينصرني». فقد درّب وعلّم الامام الخميني (رض) المجتمع علي مفاهيم ملحمة عاشوراء.
 
·         الاستاذ محمد جواد الصاحبي ـ الجمهورية الاسلامية:
 
ذکري الامام الحسين(علیه السلام) هي ذکر واسشعار للتوحيد، والقيم الانسانية والاسلامية، فعندما يکون الکلام عن الإمام الحسين(علیه السلام)، فهو کلام عن التضحية والايثار والجهاد في سبيل الله. وهو التوحيد بمعناه الاصيل والخالص والحقيقي، إذن فکربلاء وعاشوراء ليستا منفصلتين عن الاسلام والمعارف الاسلامية. و علي مدي تاريخ الاسلام نشاهد کثيرا من الناس وعوا وقاموا ضد الظلم ينشرون الاصلاح بوحي من عاشوراء وشعاراتها ومواقفها، أتصوّر أنّ الثورة الاسلامية ايضاً کانت واحدة من المصاديق التي لمسنا فيها روح عاشوراء و تأثيراتها.
 
·         الدکتور غلام تقي ـ باکستان:
 
يقول احد شعراء اللغة الاوردية ما مضمونه: ما الاسلام الّا ضربة بيد الله و سجدة شبيرية. و شبير هو سيد الشهداء (علیه السلام)، إذن ما الاسلام الا ثورة الحسين(علیه السلام). لانها هي التي قاومت الانحراف، وارست قواعد الاسلام الحقيقي والصحيح، فصارت معلماً لکل ناشد حقيقة، ولکل ثائر ضد الظلم و الانحراف.
 
·         الشيخ علي الکوراني ـ لبنان:
 
الثقافة الحسينية أو ثقافة عاشوراء يعني مجموعة الافکار والعواطف والاعمال، التي تکونت تجاه قضية الامام الحسين (علیه السلام) وهذه التأثير کلياً في مجري التاريخ الاسلامي، اثرت فيما مضي، وتؤثر في الحاضر وستؤثر اکثر في المستقبل. وذلک لان ثقافة عاشوراء يمکن ان تقول إنها عصارة الثقافة الاسلامية النابضة، سواءً في حيوية العقيدة أو في حيوية الافکار والاحاسيس أو في الفاعلية من الناحية الجهادية، والاستشهادية، مجموعة ابعاد اجتمعت في ثقافة کربلاء، في ثقافة عاشوراء، فيما قدمه الامام الحسين (علیه السلام) في عواطف الناس والاجيال من بعده. ويکفي أن نعرف ان باب الثورة علي الظلم کاد أن يکون مقفلاً في زمن الامام الحسين (علیه السلام) ففتحه. وکل ثورة علي الظلم في تأريخنا الاسلامي وفي حاضرنا هي مدينة للامام الحسين (علیه السلام). والذين ثاروا علي الظلم بسبب وبآخر متأثرون بثورة الامام الحسين (علیه السلام).
 
کما ان ارفع واعمق ادب اسلامي قيل هو الادب الناتج عن ثورة الامام الحسين (ع)، سواءً کان بالعربية او الترکية او بالفارسية او بالاردية او باللغات الاخري، التي تفاعلت مع ثورة الامام الحسين(ع) وثقافة عاشوراء، باعتقادي انه سيتنامي تأثير ثقافة عاشوراء في الامة. و ما نراه اليوم من تضحية شباب مدرسة الامام الحسين (ع) و الامام الخميني (رض) في جنوب لبنان و في داخل فلسطين و في مناطق اخري، هو برکة من برکات هذه الثقافة العاشورائية المقدسة. و سيتنامي ذلک حتي ظهور الامام المهدي (عج).
 
·         الشيخ محمد توفيق المقداد ـ لبنان:
 
لاشک ان ثورة الامام الحسين (ع) شکّلت منعطفاً اساسياً وبارزاً في مسيرة الاسلام ککل علي المستوي الثقافي والعقائدي والاجتماعي.
 
فعلي المستوي الاجتماعي التزم المسلمون بالاهداف التي کانت تنشدها وتصبو الي تحقيقها الثورة الحسينية، فدفعوا في سبيلها التضحيات الکثيرة عبر القرون والعصور، وحافظوا علي تراث الثورة لتبقي دائماً رمزاً للجهاد والتمسک بالاصالة والمبدئية والرسالية، في مقابل المنطق التبريري، الذي ذهب اليه قسم آخر من المسلمين من اجل الهروب من المسؤولية تجاه هذا الدين. من هنا نحن نعتقد اعتقاداً جازماً أنّ ثورة الامام الحسين (ع) لعبت دوراً اساسياً وبارزاً في بقاء الاسلام نقياً، بعيداً عن التحريف وعن التزييف، و بعيداً عن الارتهان الي السلطة الحاکمة والظالمة.
 
ثورة الامام الحسين (ع) وضعت الحد الفاصل بين الاصالة و الترير، بين المبدئية والوصولية. ولهذا تمسک اتباع اهل البيت (ع) بإقامة مجلس الاحياء علي مرّ العصور والاجيال.
 
و اذا لم يتمکنوا في السابق من ان يلعبوا دوراً کبيراً علي مستوي تغيير وضع الامة الاسلامية، فانهم اليوم لعبوا هذا الدور من خلال تحوّل کل التأثير الکربلائي والعاشورائي في ثقافة الاسلام الي عمل جهادي وعمل نظامي وحرکي وفعل ثوري من خلال قدرة امام الامة الراحل، الامام الخميني (رض) علي توظيف ذلک التراکم الکمّي الهائل من الانفعال الثوري الناتج عن کربلاء الحسين (ع). ليفجر به ثوري اسلامية في هذا الزمن، ويبني من خلال ذلک دولة اسلامية علي طريقة الحسين وطريقة اهل البيت(ع). وهذه الثورة وهذه الجمهورية الاسلامية القائمة حالياً، لعبت ايضاً من خلال تجذّرها يوماً بعد يوم دوراً کبيراً علي مستوي اعادة المسلمين الي الاسلام، وزرع الوعي الرسالي والروح الحسينية من جديد في نفوس ابناء الامة. لهذا نحن نعتقد ـ کما قال الامام الخميني (رض) ـ بأن کل ما لدينا هو من عاشوراء، وهيِ کلمة اصابت کبد الحقيقة. فلو لا ثورة الامام الحسين (ع) لما بقي الاسلام، حتي لو فرضنا ان الامام الحسين (ع) کان قد عارض بغير هذه الطريقة التي عارض بها، وادت الي قتله واستشهاده مع مجموعة خيّرة من اهل بيت النبي (ص) ومجموعة کريمة من اصحابه (رض)، لو لم تکن المعارضة بهذا الشکل لأدي تسلط الامويين ايضاً الي اندثار الاسلام. لکن اتجاه کربلاء وحدوثها بهذه الطريقة، هو الذي ادي لتؤثر هذه الثورة اثرها البالغ في الاسلام في الحضارة الاسلامية علي مرّ العصور. وهي التي تلعب اليوم دوراً کبيراً في بناء الاجيال الإسلامية الثورية المجاهدة، التي نعوّل عليها في انقاذ الامة من هذا الواقع الاليم الذي تتخبط فيه.
 
·         الدکتور أنور الحسيني ـ بنغلاديش:
 
خلف کل ثورة في العالم عقيدة؛ ثورة بريطانيا في سنة 1688 م التي قلّصت الملکية الحصينة، کان لديها الثقل العقائدي من قبل «جون لوک».
 
وثورة فرنسا في عام 1789 م غير المتوقعة ابداً، کانت خليفتها تتمثل بوجود مفکرين مثل «روسو، مونتسکيو» وبقية الموسوعيين.
 
الثورة البلشفية في عام 1917 م التي ادت الي سقوط الملکية بقيادة تعمل في المنفي، کانت لها القاعدة الفکرية في کتاب «داس کابيتال» المهشورة لـ «کارل مارکس».
 
کل ثورة من هذه الثورات قادها اشخاص تشرّبوا من روح ايديولوجية معينة.
 
اما بالنسبة للثورة الاسلامية الايرانية، فقد کانت خلفيتها الاسلام من خلال طرح ايديولوجي کُرّست فيه استراتيجية عاشوراء و تحريض الجماهير لتحقيق الهدف النبيل.
 
فالامام الخميني، نقل عاشوراء من عزاء شعائري الي فلسفة نضال ديناميکية لديها قوة برکانية تجاهد الجور والظلم. فثورة عاشوراء جلبت الناس ودفعتهم الي الاعتراض والنضال والتحرک الي الامام بفکر مستقل لم يسبق له مثيل في التاريخ الايراني.
 
ولفهم هذه الظاهرة نحتاج الي ان ندخل بعمق في مفهوم ومضمون عاشوراء ونحن الآن في هذه المطاف. لقد اندمجت الثورة الاسلامية الايرانية مع عاشوراء معنوياً وتفصيلياً.
 
والمسلمون، وخاصة اتباع اهل البيت (ع) في ارجاء المعمورة، عرفوا شهر محرم الخاص بالامام الحسين (ع) و عرفوا ايضاً عاشوراء الحسين(ع).
 
 
 
وفي تأريخهم، ظلت عاشوراء تملأ جانب من النظام الاعتقادي لديهم. والحقيقة ان الامام الحسين (ع) صنع هذا اليوم في هذه الحرب التي نال الشهادة بها وان الشيعة لا تري هذه حقيقة عادية في التاريخ. يوم عاشوراء يُري کحقيقة مدروسة وادامة لمعني روحي.
 
انا بعنوان مراقب سياسي للثورة الايرانية، کتبت عن شخصية الامام الحسين و قلت بانها تجلّي کل ايمان البشرية عند مواجهة القوة الظالمة والقاهرة، ولهذا فانها ليست قضية ذکري حدث معين في تاريخ البشرية.
 
ان المشارکين في عزاء عاشوراء يبکون لأجل الحسين (ع) ويعارضون في الوقت نفسه وجود الجور والفساد في العالم و في الوقت نفسه يصلحون اعتقادهم من اجل نيل الاخلاق الفاضلة وانتصارها علي الأخلاق الشريرة والعدالة علي الظلم و الايمان علي الکفر.
 
روح عاشوراء و معنوية شهادة الحسين (ع) ظهرت في مراحل الثورة الاسلامية نفسها في ايران. وهذه کلها تجلت اکثر في هتافات رفعتها الجماهير التعبوية مراراً ضد الشاه.
 
من هذه الهتافات، کانت تردد في کل يوم: «کل يوم عاشوراء وکل ارض کربلاء». ان فلسفة عاشوراء دائماً تندب المسلم للمشارکة في جبهة القتال. قتال من اجل اهداف العدالة والشرع ضد قوي الظلم والعداون، وقد تظافرت مع روح عاشوراء احاسيس رفض اتباع اهل البيت (ع) للوقائع السياسية الموجودة.
 
ان عاشوراء استراتيجية محددة وتطبيق غير مساوم لرفض الوضع الراهن، واستبداله بوضع اکثر عدالة وفاعلية وتطابقاً مع الاسلام ورسالة في الحياة.
 
 
المصدر: براثا
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: