ارتبط اسم "يارا عباس" الفتاة في ربيع العمر مراسلة قناة "الإخبارية" السورية بعمليات الجيش السوري التي لطالما واكبتها ونقلتها بالصوت والصورة متجاوزة كل الصعاب والمخاطر. وكانت يارا عباس تعمل مؤخراً في القصير لتغطية الأحداث هناك كجندي من موقعها وأصرت على إكمال عملها هناك رغم الخطر الذي كانت تعيشه في كل لحظة. وفي السابع والعشرين من شهر أيار توجه كادر "الإخبارية" السورية إلى القصير؛ وفي طريقهم وقرب مطار الضبعة استهدف المسلحون سيارتهم بوابل من الرصاص لتستقر رصاصة في جسد يارا لتلتحق بركب شهداء الوطن.
ولن تتسع الكلمات لوصف مشهد ترتقي فيه روح الشهيدة لتقابل وجه الحق.. ولن تعبر الكلمات عن وجه أبيها الذي يحترق الدمع في عينيه وتخنقه غصة وهو يودع أحلامه وابتساماته مع ابنته ويغمض لها عينيها.. على حلم بأن يتعافى وطن ماتت يارا دفاعاً عن ترابه.
وبقلب ملؤه الألم تدعو والدة يارا عباس على: الذين حرمونا من هذه الصبية وهذا الشباب أن يحرم قلوبهم. وإلى الشباب المناضل من أجل تراب سوريا بالقول"الله يحميكم يا حياتي".. مؤكدة أن: دم يارا مايروح هدر إن شاءالله!
وصرح الإعلامي السوري نبال إبراهيم لمراسلتنا من موقع التشييع أن: يارا كانت غالية وقدمناها للوطن الأغلى.. هي حاربت الفساد في موقع الفساد وكانت مع المقاومة في أرض المقاومة.. كانت مع أبطال الجيش العربي السوري حماة الوطن والحريصين عليه.
وخاطبها إعلامي آخر من على ثراها: زفيناك يا يارا عروساً للوطن بدلاً من عريس ككل شباب سوريا كان يبهى ويتمنى أن يكون عريساً لك.. لكن كان المنافس الأكبر الذي يحظى بيارا هو الوطن.
وتوجه موكب مهيب إلى قرية نيصاف يحمل جثمانها ليوارى الثرى في أرضها ولتحتضن هذه الأرض جثمان فتاة قدمت شبابها قرباناً لوطنها. إذ لم تدفن يارا هناك.. بل زرعت كما تزرع الثمار الخيرة لتثمر من جديد ويستمر الخير والعطاء.
النهاية
العالم