شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

من هو المستفيدة الأولى من فكّ الأتفاق النووي بين ايران والغرب؟

حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية واشنطن مسؤولية تداعيات العقوبات المفروضة على إيران، في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أنّ توسيع العقوبات الاقتصادية ضدّ إيران ليشمل شركات إضافية لا ينتهك أي اتفاق توصّلت اليه الولايات المتحدة والقوى الدولية مع طهران حول برنامجها النووي خصوصاً وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ملتزم بعدم فرض أي عقوبات جديدة تتعلّق بهذا البرنامج. في الوقت نفسه أدانت روسيا العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ إيران واعتبرتها مخالفة لاتفاق جنيف.
رمز الخبر: 9163
15:09 - 15 December 2013
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز: 

حمّلت وزارة الخارجية الإيرانية واشنطن مسؤولية تداعيات العقوبات المفروضة على إيران، في الوقت الذي أعلن فيه البيت الأبيض أنّ توسيع العقوبات الاقتصادية ضدّ إيران ليشمل شركات إضافية لا ينتهك أي اتفاق توصّلت اليه الولايات المتحدة والقوى الدولية مع طهران حول برنامجها النووي خصوصاً وأنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما ملتزم بعدم فرض أي عقوبات جديدة تتعلّق بهذا البرنامج. في الوقت نفسه أدانت روسيا العقوبات الأميركية الجديدة ضدّ إيران واعتبرتها مخالفة لاتفاق جنيف.

حتى الآن، لم تُعرف ما هي الأسباب الحقيقية التي جعلت واشنطن تتخذ هذه العقوبات وفي هذا الوقت بالذات الذي تُحاول فيه ترميم علاقتها مع طهران بهدف تحقيق بعض المكاسب والمصالح في المنطقة، لتنفي بعد ذلك علاقة هذه العقوبات باتفاق جنيف والقول بأنّها لا تمثّل انتهاكاً له. غير أنّ مصدر ديبلوماسي يجد أنّ واشنطن قد قامت بذلك إرضاء لحلفائها الذين فهموا بأنّ اتفاقها مع إيران جعلهم خارجاً فيما يتعلّق بقضايا المنطقة، ولكي تُشعرهم بعدم الاستغناء عنهم بالمطلق قامت بهذه الخطوة التي تجعل إيران غير مطمئنة تماماً الى أنّ «اتفاق جنيف» قد رمّم العلاقة معها نهائياً.
غير أنّ خطوة واشنطن من شأنها هدم الثقة التي بدأت طهران ببنائها مجدّداً، وهذا الأمر لن تعتبره إيران «مزحة» أو «لعبة»، وقد لا تغفره بسهولة للولايات المتحدة ما لم تعطها هذه الأخيرة تطمينات عدّة. علماً أنّ العقوبات الجديدة فرضتها ضدّ عدد من الشركات الايرانية مع تجميد أصول في بنما وسنغافورة وأوكرانيا وحظر المعاملات مع أفراد متورّطين في التهرّب من العقوبات المفروضة على البرنامج النووي وتقديم الدعم للبرنامج. وقد تكون الولايات المتحدة تشكّ في أنّ إيران تخدعها عبر استخدام شركات وهمية لمواصلة برنامجها النووي.

وفي مطلق الأحوال، انهارت الثقة بين الجانبين سريعاً، وقد تكون إسرائيل هي المستفيدة الأولى من هذا التخبّط الذي أظهرته الإدارة الأميركية لا سيما وأنّ هناك مجموعة داخلها وخارجها تسعى للقضاء على «اتفاق جنيف»، في حين تؤكّد طهران أنّها ملتزمة بالاتفاق وببرنامجها النووي السلمي، رغم أنّ الخط المتشدّد في إيران سبق وأن اعتبر هذا الاتفاق هزيمة لبلاده لا سيما وأنّها رفضت في السابق أكثر ممّا حصلت عليه في الاتفاق الأخير. فما يهمّ إسرائيل هو استمرار فرض العقوبات على إيران لكي لا تواصل تخصيبها لليورانيوم، ولهذا على طهران تلقّف خطوة الولايات المتحدة بالكثير من الصبر والهدوء واستيعابها لإغلاق باب الفرحة على إسرائيل وإكمال اتفاقها مع الغرب.

ويرى المصدر نفسه أنّ ما اعتبره النظام الإيراني الحالي «نصراً» له بالاتفاق مع الغرب، قد جعله يبدو مخطئاً مع الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة سريعاً، علماً بأنّ العقوبات تستلزم قراراً من مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص. ولكن في المقابل قد لا يكون هذا الاتفاق ملائماً لطهران بالقدر الذي تصوّرته، لا سيما وأنّ البعض كان يُراهن على أن تقوم هي بانتهاكه لعدم قدرتها على تطبيقه، إلا أنّ هذا الخرق سرعان ما جاء من الولايات المتحدة، ولم يعد يبقى لها أن تُلقي اللوم على إيران.

أمّا التشديد على أنّه على إيران أن تواصل المفاوضات مع الغرب وأن تقدّم المزيد من التنازلات لطمأنة المجتمع القلق بشأن برنامجها النووي، فيبدو واضحاً أنّه لا يخدم طهران نفسها، بل إسرائيل كونها أكثر الدول التي أبدت تخوّفها من هذا البرنامج لا سيما من خلال دعم إيران لسوريا في المنطقة. وأكثر ما تخشاه إسرائيل هو أن تهبّ إيران لسبب أو لآخر للدفاع عن النظام السوري بواسطة صواريخها وطيرانها أو حتى أسلحتها النووية ما يُشكّل خطراً عليها وعلى وجودها، ولهذا قد نراها اليوم تضحك في قلبها جرّاء ما آل اليه «اتفاق جنيف».

علماً أنّه يُتوقّع أن يحصل بين إيران والغرب اتفاق على حلّ شامل بشأن برنامج إيران النووي خلال عام في حال تخطّى الجانبان القرار الذي اتخذته واشنطن أخيراً على خير، خصوصاً وأنّ الولايات المتحدة أظهرت نيّة حسنة من خلال الضغط الذي مارسه الرئيس أوباما على الكونغرس الأميركي لعدم إصدار أي تشريع يفرض عقوبات جديدة على إيران، لأنّه قد يُقوّض المفاوضات الحسّاسة الجارية معها.

كذلك يخشى الأميركيون أن يكونوا هم السبب في انهيار المحادثات الحاصلة بين إيران ودول مجموعة الـ 5 +1، بل يريدون حصول العكس، غير أنّهم ينوون عقد اتفاق نهائي وشامل مع إيران رغم كلّ شيء، ورغم كلّ الضغوطات التي تُمارس من هنا وهناك. وكشفت إحدى استطلاعات الرأي في هذا الإطار، أنّ البيت الأبيض وإيران يواجهان مهمّة شاقّة لإقناع الشعب الأميركي بقبول «اتفاق جنيف»، خصوصاً وأنّ 62% من المستطلعين يجدون أنّ المسؤولين الإيرانيين غير جادّين في تبديد المخاوف الدولية بشأن برنامجهم النووي.

وفي الواقع رأت إحدى المجلات الأميركية أنّ مثل هذه التشكيكات التي تقبع في ذهن الأميركيين تعكس في حقيقة الأمر عقوداً من الصراع بين البلدين منذ تصاعدت عداوة إيران حيال الولايات المتحدة خلال الفترة بين عامي 1979 و1981، وهو ما تجلّى في محاولات قطع العلاقات وإسهام إيران في هزيمة الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر وإحباط سعيه لتولّي فترة رئاسة ثانية.

النهایه
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: