شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

نتائج "الاجتماع العاصف".. بوتين لـ بندر: موقفنا من الأسد لن يتغيّر

نشرت صحيفة "السفير" اللبنانية تقريراً شاملاً عن نتائج «الاجتماع العاصف» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المخابرات السعودية الأمير بندر بن سلطان، في شهر تموز الماضي، مؤكدة أن المنطقة الممتدة من شمال أفريقيا حتى الشيشان وإيران مرورا بسورية لا بل كل الشرق الأوسط، باتت تحت تأثير مواجهة روسية- أميركية مفتوحة، «وليس مستبعدا أن تتخذ الأمور لبنانيا منحى دراماتيكيا، بالمعنى السياسي والأمني، في ضوء قرار سعودي كبير، بالرد على انخراط «حزب الله» في الأزمة السورية».
رمز الخبر: 7903
15:23 - 21 August 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
 
ويعرض التقرير في البداية ظروف انعقاد اللقاء الروسي والسعودي، فيشير إلى أن الأمير بندر بالتنسيق مع الأميركيين وبعض الشركاء الأوروبيين، عرض أمام الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، أن يقوم بزيارة لموسكو، يستعمل خلالها أسلوب العصا والجزرة الذي يتبعه معظم المفاوضين، فيقدم ما أمكن من إغراءات للقيادة الروسية، سياسيا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا، على أن يأخذ منها، في المقابل، في أكثر من ملف في المنطقة وخاصة في سورية وإيران.
 
وافق الملك عبد الله على الاقتراح وبادر إلى الاتصال صبيحة يوم الثلاثاء في الثلاثين من تموز بالرئيس بوتين، واتفقا بعد محادثة قصيرة لم تدم سوى دقائق قليلة، على أن يتوجه رئيس المخابرات السعودية إلى العاصمة الروسية، وأن تبقى الزيارة قيد الكتمان.. وهكذا كان، وما إن وصل بندر إلى موسكو حتى أحيطت ترتيبات الزيارة بإجراءات سرية جدا، حتى أن السفارة السعودية لم تتخذ الإجراءات التي تتخذها عادة مع وصول مسؤولين سعوديين إلى الاتحاد الروسي.
 
وأضافت الصحيفة: عقدت في العاصمة الروسية جلسة تمهيدية بين مدير الاستخبارات العسكرية الروسية العامة الجنرال إيغور سيرجون ورئيس المخابرات السعودية في مقر المخابرات العسكرية وتمحورت حول التعاون الأمني بين البلدين، وبعدها انتقل بندر إلى أحد منازل بوتين في ضواحي العاصمة الروسية، حيث عُقد لقاء ثنائي مغلق استمر أربع ساعات ناقش جدول أعمال مؤلفا من قضايا ثنائية وأخرى تتصل بعدد من الملفات الإقليمية والدولية المشتركة.
 
على الصعيد الثنائي، نقل بندر إلى بوتين تحيات الملك السعودي وتشديده على أهمية تطوير العلاقات وأنه يبارك أي تفاهم سيتم التوصل إليه خلال الزيارة، واستدرك بندر قائلا «أي تفاهم سنتوصل إليه في هذا الاجتماع لن يكون تفاهما روسيا سعوديا فحسب بل سيكون روسيا- أميركيا وأنا تحدثت مع الأميركيين قبل الزيارة وتعهدوا بالتزام التفاهمات التي نعقدها وخاصة في حال الاتفاق على مقاربة الملف السوري».
 
شدد بندر على أهمية تطوير العلاقات بين البلدين، معتبرا أن لغة المصالح يمكن أن توفر مساحات كبيرة من التعاون، وأعطى أمثلة عدة في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والنفطية والعسكرية، وقال مخاطبا بوتين: «هناك الكثير من القيم والأهداف المشتركة التي تجمعنا، وأبرزها محاربة الإرهاب والتطرف في كل أنحاء العالم. روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسعوديون يلتقون في قضية تعزيز وتوطيد الأمن والسلم العالميين. الخطر الإرهابي يتزايد في ظل ما أفرزه «الربيع العربي» من ظواهر، فلقد خسرنا أنظمة وربحنا تجارب إرهابية بدليل تجربة الأخوان المسلمين في مصر والجماعات المتطرفة في ليبيا».
 
وأضاف بندر: «على سبيل المثال لا الحصر، أنا أستطيع أن أعطيكم ضمانة بحماية دورة الألعاب الشتوية في مدينة «سوتشي» على البحر الأسود في العام المقبل. المجموعات الشيشانية التي تهدد أمن الدورة نتحكم فيها ولم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية إلا بالتنسيق معنا. هذه المجموعات لا تخيفنا. نحن نستخدمها في مواجهة النظام السوري ولن يكون لها أي دور أو تأثير في مستقبل سورية السياسي».
 
وتحدث بوتين شاكرا الملك عبد الله على تحياته وبندر على مداخلته، ولكنه قال له: «نحن نعلم بأنكم دعمتم المجموعات الإرهابية الشيشانية على مدى عقد من الزمن، وهذا الدعم الذي عبرتم عنه بصراحة قبل قليل لا يتفق أبدا وما تفضلتم به حول الأهداف المشتركة لجهة محاربة الإرهاب العالمي. نحن مهتمون بتطوير علاقات الصداقة وفق أسس واضحة ومتينة».
 
وقال بندر ما مفاده إن الأمر لا يقتصر على المملكة وهناك بعض الدول التي تجاوزت الأدوار المرسومة لها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، قطر وتركيا. وأضاف: «نحن قلنا ذلك مباشرة للقطريين والأتراك ورفضنا دعمهم غير المحدود لـ«الأخوان المسلمين» في مصر وغيرها. دور الأتراك اليوم صار شبيها بدور الباكستان خلال الحرب الأفغانية. نحن لا نحبذ الأنظمة الدينية المتطرفة ونريد إقامة أنظمة معتدلة في كل المنطقة. تجربة مصر جديرة بالاهتمام والمتابعة ونحن مستمرون بدعم الجيش وسندعم وزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي لأنه يحرص على علاقات طيبة معنا ومعكم، ونقترح عليكم أن تتواصلوا معه وأن تقدموا الدعم له وتوفروا كل الظروف لنجاح هذه التجربة. ونحن مستعدون لعقد صفقات سلاح معكم لمصلحة دعم هذه الأنظمة وخاصة مصر».
 
ولكي يضيف آراء الذهب إلى التحليل، قدم بندر بن سلطان مداخلة حول أوجه التعاون المحتملة بين البلدين إذا تفاهما على عدد من الملفات، وخاصة سورية. وتوقف مطولا عند بند التعاون النفطي والاستثماري وقال: تعالوا ندرس معا كيفية وضع إستراتيجية روسية سعودية موحدة في الموضوع النفطي. الهدف هو الاتفاق على سعر النفط وكميات الإنتاج للحفاظ على سعر عالمي مستقر لأسواق النفط.
 
وأضاف: نحن نتفهم اهتمام روسيا الكبير بالملف النفطي والغازي في البحر الأبيض المتوسط من إسرائيل إلى قبرص مرورا بلبنان وسورية، ونحن نتفهم حيوية أنابيب الغاز الروسية إلى أوروبا، ولسنا في وارد المنافسة، ويمكن التعاون في هذا المجال كما في مجالات إقامة المصافي والصناعات البتروكيماوية. المملكة قادرة على توفير استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات في مجالات مختلفة في الأسواق الروسية. المهم أن نبرم تفاهمات سياسية حول عدد من الملفات ولاسيما السوري والإيراني.
 
ورد بوتين بأن الأفكار المطروحة حول التعاون النفطي والغازي والاقتصادي والاستثماري جديرة بالبحث بين الوزارات المعنية في كلا البلدين.
 
وقدم بندر مداخلة مطولة في الملف السوري عرض فيها تطور موقف المملكة من الأزمة السورية من حادثة درعا الأولى وصولا إلى ما يجري حاليا، وقال «النظام السوري انتهى بالنسبة إلينا ولأغلبية الشعب السوري الذي لن يسمح لبشار الأسد بالاستمرار على رأس السلطة. إن مفتاح العلاقات بين بلدينا يبدأ بتفهم مقاربتنا للملف السوري، بالتالي عليكم أن تتوقفوا عن تقديم الدعم السياسي وخاصة في مجلس الأمن الدولي، وكذلك الدعم العسكري والاقتصادي، ونحن نضمن لكم أن مصالح روسيا في سورية وعلى ساحل المتوسط لن تمس قيد أنملة، فمن سيحكم سورية في المستقبل هو نظام ديموقراطي معتدل وبرعاية مباشرة من قبلنا وسيكون صاحب مصلحة في تفهم مصالح روسيا ودورها في المنطقة»
 
وقدم بندر أيضا مقاربة سعودية لدور إيران الإقليمي، وخاصة في ساحات العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن والبحرين ودول أخرى، وتمنى على الروس تفهم حقيقة أن مصالحهم ومصالح دول الخليج واحدة في مواجهة الأطماع والتحديات النووية الإيرانية.
 
ورد بوتين عارضا موقف بلاده من تطورات «الربيع العربي» وخاصة ما جرى في ليبيا، وقال: «إننا قلقون جدا على مصر، ونحن نتفهم ما يقوم به الجيش المصري لكننا حذرون جدا في مقاربة ما يجري لأننا نخشى انزلاق الأمور إلى حد اندلاع حرب أهلية مصرية ستكون مكلفة للمصريين وللعرب وللأسرة الدولية. أنا كنت أرغب في القيام بزيارة سريعة لمصر.. والأمر ما زال قيد البحث».
 
وفي ما يخص إيران، قال بوتين لضيفه السعودي إن إيران دولة جارة وتربطنا بها علاقات منذ قرون من الزمن، وهناك مصالح مشتركة ومتشابكة. «نحن ندعم حصول الإيرانيين على وقود نووي لأهداف سلمية وساعدناهم في تطوير منشآتهم بهذا الاتجاه. بالطبع سنستأنف المفاوضات معهم في إطار مجموعة خمسة زائدا واحدا، وسألتقي الرئيس حسن روحاني على هامش قمة دول آسيا الوسطى وسنتطرق إلى الكثير من ملفات التعاون الثنائي والإقليمي والدولي، وسنبلغه بموقف روسيا المعارض بشكل كامل فرض أية عقوبات دولية جديدة على إيران في مجلس الأمن الدولي. إننا نعتقد أن ما تم اتخاذه سابقا من عقوبات كان مجحفا بحق إيران والإيرانيين ولن نكرر التجربة مجددا».
 
وفي الموضوع التركي، تحدث بوتين عن صداقته مع رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وقال: «تركيا دولة جارة أيضا وتربطنا بها مصالح مشتركة ونحن حريصون على تطوير علاقاتنا في شتى المجالات. في اللقاءات الروسية- التركية، قمنا بإجراء جردة بالقضايا التي نختلف عليها وتلك التي نتفق عليها، وتبين أن عناوين الالتقاء أكبر من عناوين الخلاف. أنا أبلغت الأتراك وسأكرر موقفي أمام صديقي أردوغان، بأن ما يجري في سورية يحتاج إلى مقاربة مختلفة من قبلهم. حمام الدم السوري لن تكون تركيا بمنأى منه. عليهم أن يكونوا الأكثر اندفاعا في اتجاه إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية. نحن متيقنون من أن التسوية السياسية في سورية حتمية، ولذلك عليهم أن يخففوا حجم الأضرار. خلافنا السياسي معهم في الملف السوري لا يفسد أمورا أخرى على صعيد التعاون الاقتصادي والاستثماري، ونحن أبلغناهم مؤخرا أننا مستعدون للتعاون معهم لبناء مفاعلين نوويين وهذا البند سيكون على جدول أعمال زيارة رئيس الوزراء التركي لموسكو في أيلول المقبل».
 
أما في الموضوع السوري، فقد رد الرئيس الروسي على بندر قائلا: «موقفنا من النظام في سورية لن يتغير أبدا. ونحن نعتقد أن أفضل من يتحدث باسم الشعب السوري هو النظام السوري نفسه، وليس أكلة الأكباد. في «جنيف واحد» اتفقنا مع الأميركيين على رزمة تفاهمات ووافقوا على أن يكون النظام موجودا في إطار أي تسوية. لاحقا، قرروا الانقلاب على جنيف.. وفي كل اجتماعات الخبراء الروس والأميركيين كنا نكرر موقفنا، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيؤكد في اللقاء المقبل مع نظيره الأميركي جون كيري أهمية بذل كل جهد ممكن للتوصل سريعا إلى تسوية سياسية للأزمة السورية حقنا للدماء».
 
وما إن انتهى بوتين من مداخلته، حتى حذر الأمير بندر من أن مسار المحادثات يشي بأن الأمور ستتأزم أكثر، خاصة في الساحة السورية، ولو أنه قدر للروس تفهمهم للموقف السعودي في مصر واستعدادهم لدعم الجيش المصري برغم مخاوفهم المستقبلية على مصر. وقال رئيس المخابرات السعودية إن الخلاف في مقاربة الملف السوري يقود إلى الاستنتاج أن «لا مفر من الخيار العسكري بوصفه الخيار الوحيد المتاح حاليا في ظل انسداد أفق أي تسوية سياسية، ونحن نعتقد أن انعقاد مؤتمر جنيف 2 سيكون صعبا للغاية في ظل هذا المناخ المحتدم».
 
واتفق الجانبان الروسي والسعودي في نهاية المحادثات على استمرار التشاور، على أن يبقى اللقاء قيد الكتمان.. قبل أن يبادر أحد الطرفين إلى تسريبه عبر الصحافة الروسية أولاً.


النهاية
جهینة نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: