شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

إن بي سي الأمريکية: حملة العائلة المالكة السعودية القاسية على المعارضة

في أواخر الشهر الماضي في المملكة العربية السعودية، شارك عشرات الآلاف من الاشخاص في مسيرة جنازة اثنين من الناشطين الذين قتلوا على يد الشرطة. هاتفين "الموت لآل سعود"، في مظاهرة ربما كانت الأكبر في حركة الاحتجاج التي بدأت في كانون الثاني 2011، عندما قام رجل يبلغ من العمر 65 عاما، بالتضحية بنفسه. وفي حين حدثت معظم الاحتجاجات في المناطق الشيعية من المنطقة الشرقية، حدثت بعض الاحتجاجات أيضاً في شوارع المناطق السنية بشكل متقطع، وهناك كانت موجة من المعارضة على الانترنت.
رمز الخبر: 7725
17:09 - 06 August 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز

مرت الاحتجاجات وما أعقبها من حملات أمنية حكومية دون أن يلاحظها أحد في الولايات المتحدة. من المفهوم أن الاضطرابات في الأماكن الأخرى قد اتخذت الأسبقية، إلا أن الأحداث في المملكة العربية السعودية كان يجب أن تتلقى من الاهتمام الذي توليه الولايات لدول العالم كونها أحد حليفاتها الاستبدادية منذ عقود.

في أواخر الشهر الماضي في المملكة العربية السعودية، شارك عشرات الآلاف من الاشخاص في مسيرة جنازة اثنين من الناشطين الذين قتلوا على يد الشرطة. هاتفين "الموت لآل سعود"، في مظاهرة ربما كانت الأكبر في حركة الاحتجاج التي بدأت في كانون الثاني 2011، عندما قام رجل يبلغ من العمر 65 عاما، بالتضحية بنفسه. وفي حين حدثت معظم الاحتجاجات في المناطق الشيعية من المنطقة الشرقية، حدثت بعض الاحتجاجات أيضاً في شوارع المناطق السنية بشكل متقطع، وهناك كانت موجة من المعارضة على الانترنت.

مرت الاحتجاجات وما أعقبها من حملات أمنية حكومية دون أن يلاحظها أحد في الولايات المتحدة. من المفهوم أن الاضطرابات في الأماكن الأخرى قد اتخذت الأسبقية، إلا أن الأحداث في المملكة العربية السعودية كان يجب أن تتلقى من الاهتمام الذي توليه الولايات لدول العالم كونها أحد حليفاتها الاستبدادية منذ عقود.

أظهرت االمملكة العربية السعودية رعبا حقيقيا بإرتكابها جرائم تخالف حقوق الإنسان، خاصة بالنسبة للنساء والأقليات الدينية، والعمال المهاجرين، الذين يشكلون الغالبية العظمى من القوى العاملة. وفي ظل نظام الوصاية، يعامل الرجال المرأة على أنها قاصرا. ويجبرون الفتيات في سن التاسعة على الزواج. في عام 2009، تعرضت أنثى لاغتصاب جماعي فاتهمت "بالزنا" وتعرضت للضرب والسجن. وفي النظام الملكي المطلق والثيوقراطي الذي لا يكتب قانون العقوبات، تحظر الحكومة ممارسة العامة لأي دين آخر غير الإسلام، وتقطع رؤوس الناس بتهمة "الشعوذة"، وتسجن الناس بشكل روتيني من دون تهمة أو محاكمة ويتعرض السجناء للتعذيب..وفقا لهيومن رايتس ووتش.

لم تدين أمريكا المملكة العربية السعودية بشكل رسمي علنا لانتهاكاتها حقوق الإنسان ولو مرة واحدة. أولويات الإدارة الأمريكية واضحة. في 25 يونيو، بعد يومين من قتل الشرطة السعودية الناشط الشيعي مرسي علي إبراهيم آل ربح، ظهر وزير الخارجية جون كيري في جدة مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، وقال إن "حماية الاستقرار" للنظام الملكي والحكومات الأخرى في المنطقة هو "أهم" قضية.

استقرار الحكومة السعودية يمكن الولايات المتحدة من متابعة أهدافها الأساسية في المنطقة: الوصول إلى النفط، والتحقق من نفوذ إيران، وأن تشن حربها ضد القاعدة و"القوات التابعة لها". ولشركات النفط الأمريكية ومصنعي الأسلحة مصلحة كبيرة في التحالف بين الولايات المتحدة والسعودية. وتزود الولايات المتحدة المملكة العربية السعودية بلأسلحة بقيمة 60 مليار دولار لتحسين الدفاع الجوي وهذه أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة.

كانت البلدان تحاول عقد هذه الصفقة في عام 2011 عندما أعرب الملك عبد الله عن استيائه بسبب ما اعتبره دعم الولايات المتحدة للثورات الديمقراطية في المنطقة. ولتهدئته، أرسل له الرئيس أوباما وزير الدفاع روبرت غيتس وبعد بضعة أيام أرسل مستشار الأمن القومي توم دونيلون. الولايات المتحدة تدعم نظام الحكم في السعودية بشكل متواصل لذلك يمكن أن تدعم حلفاء آخرين، بما في ذلك إسرائيل.

لذلك تجد الولايات المتحدة من مصلحتها أن يكثف النظام حملته ضد المعارضة وتلتزم هي الصمت. حادثتي القتل اللتان وقعتا مؤخرا ضد اثنين من النشطاء الشيعة الشباب، أنهت شهوراً هادئة نسبياً حيث وصل عدد الأشخاص الذين أطلقت عليهم الشرطة النار وقتلتهم منذ بدء الاحتجاجات إلى 20 شخصاً على الأقل.

النشطاء الشيعة ليسوا الضحايا الوحيدين الذين يتعرضون لاضطهاد الحكومة. ففي مارس، اعتقلت الحكومة مجموعة من النساء الوهابية اللاتي احتججن على حبس أزواجهن، مما أدى إلى قيام ثورة غضب عادية، موحدة من الشيعة والسنة الأصوليين، وكذلك الليبراليين. ويلاحق النظام أيضا جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية (حسم)، وهي واحدة من جماعات حقوق الإنسان القليلة في البلاد. ففي مارس، حكمت المحكمة على المؤسسين عبد الله الحامد ومحمد القحطاني بقضاء 11 و 10 أعوام في السجن، على التوالي. وهناك عضو آخر مسجون أيضاً وهو محمد البجادي. وقالت والدته في مقطع فيديو نشر في يونيو حزيران على اليوتيوب انها لم تسمع عنه أية أخبار منذ تسعة أشهر.

أعربت وزارة الخارجية على لسان فيكتوريا نولاند في رد لها على أسئلة الصحفيين عن "قلقها" حيال الحكم على الحامد والقحطاني. ووضعت لجنة الولايات المتحدة للحرية الدولية أيضا بيانا، ولكنها لم تذكر سوى القليل حتى عن قيام الحكومة السعودية بمهاجمة الناس بسبب التعبير عن رأيهم على الانترنت.

هذا الأسبوع، حكمت المحكمة على مؤسس موقع ليبرالي حر في السعودية بقضاء سبع سنوات في السجن و 600 جلدة. ويمثل تويتر، الذي يبلغ عدد مستخدميه السعوديون أكبر عدد من أي دولة أخرى، منصة شعبية للمعارضة. كجزء من الهجوم المنسق على وسائل الإعلام الاجتماعية، قال رئيس الشرطة الدينية إن أي شخص يستخدم هذه المواقع قد "خسر الدنيا والآخرة".

إن النشاط المناهض للحكومة، على الرغم من ضربه للمملكة العربية السعودية، في هذه المرحلة لا يشكل تهديدا للنظام. وتراهن حكومة الولايات المتحدة وشركائها على أن حكومة آل سعود التي أثبتت براعتها في إخماد المعارضة سوف تدوم.

في مؤتمر الطاقة الأخير، ألقى رايان كروكر، السفير الأميركي السابق في العراق، كلمات مطمئنة للمشاركين. "إذا كانت المملكة العربية السعودية ستخلع"، كما قال، "فلا يمكن تخيل العواقب -سياسيا واقتصاديا وعلى كل المستويات. لكني لا أرى أن ذلك سيحدث".

قد لا يكون هذا رهانا حكيما. ففي حين أن النظام لن يسقط في وقت قريب، إلا أنه لن يكون قادرا على الحكم لسنوات عديدة بسبب تزايد الشباب والعاطلين عن العمل. وإذا كان هناك شيء واحد يجب علينا تعلمه من الاضطرابات الجارية في الشرق الأوسط، فهو أن استقرارها عن طريق القمع وهمي.


النهاية
حرار الحجاز

إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: