شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

أحمد الجربا في وثائق الأمن السوري.. وسميرة المسالمة مرشحة ولي العهد السعودي!

أكد الكاتب والإعلامي ناصر شرارة في مقال له في صحيفة "الأخبار" أنّ رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان يسعى منذ أشهر إلى إحداث انقلاب داخل الائتلاف المعارض، وذلك لمصلحة تحجيم قوة الإخوان المسلمين بداخله وإيصال أحمد الجربا، تحديداً، إلى رئاسته.
رمز الخبر: 7340
14:46 - 21 July 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:


وتساءل شرارة: كيف تقرأ دمشق اللحظة الراهنة في الأزمة السورية، من تغيير قيادة «الائتلاف» مروراً بتغيير قيادته الحزبية القطرية، وصولاً إلى «جنيف ٢» وما يظهر أنه بداية حرب اقتصادية على سورية، تلعب السعودية رأس الحربة فيها بتواطؤ لبناني.

وأضاف شرارة: مصدر سوري مسؤول يرى أنّ التغيير في قيادة حزب البعث حدث ضمن رؤية جديدة شاملة لتركيبته ودوره، أما التغيير في نوعية قيادة «الائتلاف»، فقد حصل تحت تأثير اضطراره لتكيفه مع مستجدين اثنين حصلا مؤخراً: سقوط حكم «الإخوان» في مصر، وانتقال الحصن الدافئ للمعارضة من الدوحة للرياض.

يكشف المصدر السوري عينه أنّه منذ أشهر يسعى رئيس الاستخبارات السعودية بندر بن سلطان إلى إحداث انقلاب داخل الائتلاف المعارض، وذلك لمصلحة تحجيم قوة الإخوان المسلمين بداخله وإيصال أحمد الجربا، تحديداً، إلى رئاسته. واتكأت الرياض في تنفيذ هذه الخطة على ميشال كيلو الذي طلبت منه إدخال العشرات من أتباعه القدامى والجدد، إضافة إلى مستقلين آخرين، إلى داخل إطار الائتلاف التنظيمي، بهدف مراكمة فارق عددي فيه تسمح بإزاحة «الإخوان» عن قيادته.

وتعتبر سميرة مسالمة -ودائماً بحسب المصدر السوري- نموذجاً لنوعية الأسماء التي طلبت الرياض من كيلو إدخالها؛ فهي بالإضافة إلى كونها محسوبة عليه، فإنها تحظى أيضاً برعاية شخصية من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي رشّحها لموقع مسؤولة الإعلام في «الائتلاف». وينتظر إعلانها بهذه الصفة قريباً.

أما قصة إيصال أحمد الجربا لرئاسة الائتلاف فجَرَت من ألفها إلى يائها في مطبخ الاستخبارات السعودية. فالرجل لديه سجل أمني مشترك لدى كل من الأمن القطري والسعودي والسوري لقيامه بارتكابات ذات صلة بالدول الثلاث، ما جعل أجهزتها الأمنية تنسّق في ما بينها عمليات ملاحقة له بخصوص بعض القضايا.

ويكشف المصدر السوري عن وقائع ورد فيها اسم الجربا في وثائق الأمن السوري كمطلوب بقضايا جنائية ونصب واحتيال وشبهات مختلفة منها تكليفه بعمليات اغتيال لم تنفذ (!!). ويؤكد أنّ بعضها موجود، أيضاً، في سجلات الأمن القطري والسعودي، لصلتها بهاتين الدولتين:

اسمه الكامل المسجّل في هذه المحاضر الجنائية هو «أحمد العونيان المدلول العاصي»؛ وتورد إحداها أنه بموجب اتفاق تبادل الموقوفين القائم بين أجهزة الأمن السعودية والسورية (أوقف مع نشوب الأزمة السورية)، قامت الرياض عام ٢٠٠٨ بتسليم دمشق «الموقوف أحمد الجربا» بتهمة تهريب مخدرات. وحوكم وسجن آنذاك. كما تورد هذه السجلات واقعة أخرى، مدوّنة أيضاً لدى أجهزة الأمن القطرية، مفادها أنه بعد انقلاب أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني على والده الأمير خليفة، فرّ آخر وزير خارجية قطري في عهد الأخير إلى سورية، وكان متشدّداً في مطلب استعادة الحكم. وحدث آنذاك أنّ جماعة الأمير حمد طلبت من أحمد الجربا قتل وزير الخارجية القطري المنفي في سورية، وتلقى منهم مكافأة مالية بعدما وعدهم بأنه سيقوم بالمهمة. لكن الجربا بدل ذلك اتصل بجماعة الأمير خليفة الأب وفضح لهم الأمر، وحصل أيضاً منهم على مكافأة مالية. وأثارت هذه القضية حينها تداعيات سياسية، ما دفع جهاز أمن الدولة السوري للتحقيق بها، وسجن الجربا لمدة خمسة أشهر بتهمة النصب والاحتيال.

وقال شرارة: تذكر واقعة أخرى محفوظة في سجلات الأمن السوري أنّ الجربا تقرّب من السفير الليبي في دمشق خلال الفترة التي أعلن فيها معمر القذافي نفسه ملك ملوك القبائل وأفريقيا. ونجح بإقناعه في أن نسق معه إرسال وفود عشائرية سورية إلى ليبيا لمبايعة القذافي، وقدّم نفسه حينها للقيادة الليبية على أنّه شيخ عشيرة شمّر في منطقة الجزيرة السورية. وعام ٢٠٠٤ أخذ الجربا يبحث عن مدخل للتعرف إلى الرئيس رفيق الحريري على اعتبار أنه أحد شيوخ عشيرة شمّر المترامية أفخاذها بين سورية والأردن والعراق، وبالأساس في السعودية. وقبل أن تنقطع أخباره في سورية، قبيل بدء الأحداث فيها، طاردته أجهزة الأمن السورية بتهمة إدارته بيوت دعارة في كل من دمشق والحسكة.

وأضاف شرارة: مؤخراً، بدأت المخابرات السعودية بإشراف مباشر من بندر، تروّج لاسمه بوصفه شيخ عشيرة شمّر السورية، وعرضته داخل «الائتلاف» كمسؤول عن ملف مشتريات التسلح. وواضح أن بندر فاوض تكتلات واسعة في «الائتلاف» على القبول به رئيساً بمقابل أنّه يضمن تقديم سلاح كاسر له. وتؤكد معلومات الأمن السوري أنّ اسم الجربا كرئيس للائتلاف أقرّ بضغط من السعودية خلال اجتماع الدوحة الأخير للدول الراعية للمعارضة السورية، والذي أسفر عن أجندة سرية، بينها تفاهم باريس والرياض على أن تقوم الأخيرة بشراء سلاح نوعي للمعارضة فيما تتكفل الاستخبارات الفرنسية بإيصالها إلى الداخل السوري. وأبرز سلاح تعهدت السعودية بشرائه هو صواريخ «ميلان» المضادة للدروع وصواريخ فرنسية مضادة للطائرات. وقد اشترت السعودية فعلاً كمّاً من صواريخ «ميلان»، وأُرسلت بجهد فرنسي إلى سورية، ولكن لا تزال صفقة صواريخ «رفال» تنتظر في المخازن العسكرية السعودية قرارا أميركيا بإرسالها لوحدات رئيس أركان الجيش السوري الحر سليم إدريس. وتشير المعلومات إلى أنّ هذه الصواريخ الفرنسية الصنع لم يتم ابتياعها من فرنسا، بل من السوق السوداء العالمية، وتدبّر أمر الحصول عليها سماسرة سلاح نمساويون. وجهدت الاستخبارات السعودية في تلميع الجربا بين الدول الراعية للمعارضة السورية خلال اجتماعها في الدوحة، فقدمته على أنّه شيخ عشيرة شمر السورية، وأن مجموعاته تشرف على معبر اليعربية الحدودي، علماً أن شمر في سورية منقادة منذ عقود من شيخين اثنين، هما شمر حميدي دهام الهادي وهو على علاقة برئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني، وعدي الميز المدلول. وعن قصة أن للجربا جماعات في الحسكة والقامشلي، فمعروف على مستوى منطقة الجزيرة السورية، أنه منبوذ ليس فقط من قبيلته بل حتى داخل عائلته الصغرى. فوالده عونيان نأى بنفسه عنه منذ انفضاح أمر إدارته لبيوت الدعارة، رغم أن الجربا حاول آنذاك أن يشيع أنه يدير شركة لمساعدة الشباب على الزواج والتعارف وليس الدعارة. كما أن شقيقه زيد مؤيد للنظام، فيما شقيقه الأكبر نواف لا صلات سياسية له.

وختم شرارة نقلاً عن المصدر السوري المسؤول، بأن «الائتلاف» منذ نشأته وهو يتنقل من حضن إقليمي إلى آخر. وعند استقراره في حضن أية دولة، فإنّه يسارع لإجراء انتخاب رئيس له، تسميه الدولة الحاضنة، وحينما تتخلى الأخيرة عن هذا الدور، تُختار لرئاسته شخصية جديدة تسميها الدولة الوارثة لدور الحضن. فانتخاب عبد الباسط سيدا جاء تطبيقاً لقرار اجتماع «الناتو» العام الماضي، الذي طلبت فيه تركيا ضرورة سحب الورقة الكردية من أيدي طهران ودمشق اللتين نجحتا في الإمساك بها وبدأتا توظفانها لمعاقبة أنقرة. وإثر الاجتماع استدعى السفير الأميركي في سورية روبرت فورد وفداً من أكراد سورية، وطلب منه انضمام الأكراد إلى (الثورة السورية) مقابل أنه يضمن لهم أن يتضمن البرنامج السياسي للمعارضة السورية، عند إعداده، منحهم حكماً ذاتياً وحقوقاً ثقافية. ونظراً لفشل الحوار بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والزعيم الكردي عبدالله أوجلان، تم إسقاط سيدا، ليحل مكانه جورج صبرا رئيساً لمرحلة انتقالية. وسبب الإتيان به هو بروز الحاجة لإظهار أنّ المعارضة ليست تكفيرية ولا تضطهد الأقليات. ولكن بعد بروز الميل الأميركي لإنشاء حوار بين النظام والمعارضة، تمّ الإتيان بأحمد معاذ الخطيب الذي أعلن أنّه مع الحوار. ثم أسقطه القطريون والفرنسيون، وأيضاً «السي اي اي»، بعد بروز مقولة مشتركة بين هذه الأطراف تتحدث عن ضرورة أن يتزامن الحوار مع إنجاز عسكري للمعارضة. والآن يستكمل هذا المسار مع وصول رجل بندر، أو واجهته إلى رئاسة الائتلاف المدعو أحمد الجربا!!.

النهاية
جهینة نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: