شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

ذي ديلي تلغراف : السعودية تبرز من جديد كلاعب قوي في الشرق الاوسط

نشرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية اليوم الاثنين تقريراً من مراسلها في القاهرة ريتشارد سبنسر تحت عنوان "المملكة العربية السعودية تبرز من جديد كلاعب قوي في الشرق الاوسط" يقول فيه ان النفوذ السعودي المتجدد يتبين اثره في كل من سوريا ومصر. وفي ما يأتي نص التقرير:
رمز الخبر: 7205
15:26 - 16 July 2013

SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

نشرت صحيفة "ذي ديلي تلغراف" البريطانية اليوم الاثنين تقريراً من مراسلها في القاهرة ريتشارد سبنسر تحت عنوان "المملكة العربية السعودية تبرز من جديد كلاعب قوي في الشرق الاوسط" يقول فيه ان النفوذ السعودي المتجدد يتبين اثره في كل من سوريا ومصر. وفي ما يأتي نص التقرير:


"قد تكون المملكة العربية السعودية اقل بلدان العالم ثورية ولكنها فازت هذا الاسبوع بالتأييد التام من اضخم حركة تمرد في العالم.

سيد سامي حسن موجود في ميدان التحرير في القاهرة منذ 25 كانون الثاني (يناير) 2011 وقد شاهد في ذلك الوقت زوال حكم دكتاتور مدعوم من اميركا، وزوال مجلس عسكري حاكم، وتنحية رئيس منتخب ينتمي للاخوان المسلمين. انه من نوع متمردي الشوارع الذين يخشاهم النظام السعودي الاستبدادي، في الداخل، الى اقصى حد.

ولكنه اعطى في هذا الاسبوع الملوك ذوي الحكم المطلق في الجانب الآخر من البحر الاحمر تأييده المطلق، وقال من خيمته في مخيم ميدان التحرير الدائم: "السعوديون اخواننا".

واضاف: "انهم مسلمون، وهم يؤمنون بالله. الرئيس مرسي، كان عميلاً لاميركا وقطر، ولكن السعوديين يساعدوننا".

كانت التحولات في الولاء في الشرق الاوسط في السنوات الثلاث الاخيرة مفاجئة مثل تشنجات الربيع العربي نفسه. ولكن التحول الاخير فاجأ الديلوماسيين والمحللين كما فاجأ المصريين العاديين، ضمن حدود ملاحظتهم للعلاقات التي يرعاها زعماؤهم.

ان السعودية التي جرى شطبها قبل مدة غير طويلة كنظام يتحكم فيه زعماء متقدمون في العمر ولم تستطع مليارات بترولها الحيلولة دون تغلب مجموعة من المنافسين لها عليها في صراع القوة في الشرق الاوسط، عادت وبرزت فجأة كاقوى مصدر نفوذ في المنطقة.

وقد اعلنت تأييدها لتخلص الجيش بسرعة من الرئيس محمد مرسي وحكومته المستمدة من الاخوان المسلمين، خلال ساعتين.

ثم فتحت محفظتها يوم الثلاثاء وعرضت 5 مليارات دولار كمساعدة. واضافت جارة السعودية وحليفتها الامارات العربية المتحدة 4 مليارات دولار بينما عرضت الكويت 4 مليارات. وتلقت حكومة مرسي خلال سنتها في الحكم، مساعدات مجموعها 8 مليارات دولار من قطر – ولكن جيرانها تجاوزوا بسهولة ذلك الرقم خلال اسبوع فقط.

لا يوجد دليل على ان المملكة العربية السعودية كانت على صلة بالمؤامرة، مع انها نفذت تنفيذا جيداً وخطط لها مسبقاً.

ولكن من الواضح ان وزير الدفاع المصري الفريق اول عبد ةالفتاح السيسي بدا واثقاً بشأن مستقبل مصر عندما اعلن عما حدث، بالرغم من انه ورث وضعاً اقتصادياً كارثياً حافلاً بحالات انقطاع التيار الكهربائي، ونقص الوقود، وبقاء مجرد ما يكفي لشهرين من امدادات القمح، كما تبين لاحقاً.

يوم الاحد اعلن النائب العام انه لن يكون هناك تهاون في ملاحقة مرسي الذي ما زال محتجزاً. وقد اتخذت النيابة العامة خطوة غير معتادة باعلانها عن تحقيق جنائي ضد رئيس البلاد المنتخب ديموقراطياً للاشتباه في تخابره، وتحريضه على العنف وتدميره اقتصاد البلاد. ويواجه قياديون عديدون بارزون في جماعة الاخوان تهما بالتحريض على العنف.

وليست انظمة الخليج الملكية محبة للغير وحسب. فبينما برزت قطر في السنوات القليلة الماضية كاهم بلد عربي واغنى داعم للاخوان المسلمين، فان جيرانها الخليجيين ينظرون بعين الريبة الى نوع اسلام الجماعة السياسي الاصلاحي والشعبوي، بل باشمئزاز، في حالة الامارات العربية المتحدة.

ولم تكن صدفةً ان المبلغ المالي من الامارات قام بتسليمه شخصياً الشيخ هزاع آل نهيان، مستشار الامن القومي الاماراتي – اذ كان هذا امراً قريباً من بلده وليس مسألة إحسان او امراً يتعلق بالشؤون الخارجية.

اصيبت السعودية والامارات كلتاهما بالذهول عندما أجبر الرئيس السابق حسني مبارك على التخلي عن الحكم قبل عامين. واشتد قلقهما بصفة خاصة لان الرئيس باراك اوباما لم يساند رجل اميركا في الشرق الاوسط منذ فترة طويلة، رغم أن اوباما عرض في الاصل ما اعتبرتاه وجهة نظر عملية للعالم الاسلامي تحل محل مبدأ سلفه العدائي تحت شعار "نشر الديمقراطية".

ولم تتلق اي من الدولتين ما يطمئنها تجاه ما حدث منذ ذلك الوقت. وأثار مرسي غضبهما كليهما عندما بدا انه فتح الباب امام التفاهم مع ايران، التي يعتبرانها مصدر المتاعب الرئيسي في المنطقة، في الوقت الذي خشيت فيه الدولتان من ارسال مصر الدعم لخلايا الاخوان في الخليج. وفي الاسبوع الماضي دانت الامارات 69 شخصا قالت انهم موالون للاخوان بـ "التآمر للقيام بانقلاب".

وقال ثيودور كاراجيك، مدير الابحاث في معهد التحليلات العسكرية للشرق الادنى والخليج ومقره دبي، "اعربت السعودية والامارات عن استيائهما الشديد من حكومة مرسي وتأثيرها في المنطقة. وقد انتهزتا فرصة فشل مرسي لكي تعملا على هذا التغييير الحكومي وتسعيا لصياغة سياسة وفق رؤياهما الخاصة".

وقال انه لم تظهر اي دلائل حاسمة على وجود مفاوضات سابقة بين الجيش المصري واي من الدولتين. غير ان احمد شفيق، اخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي خسر بفارق بسيط لصالح مرسي في اخر انتخابات رئاسية العام الفائت، يقيم في ابوظبي، عاصمة الامارات، ويعمل مستشارا لحكامها.

وقد تكهن شفيق بالانقلاب قبل ان يصدر الجيش انذاره الاخير لـ48 ساعة الى مرسي. وقال "لا ريب انه رغم انني اقيم هنا (في ابوظبي) كان لي دور في تلك الاحداث".

وكانت هناك علاقات وطيدة بين الفريق أول السيسي ورئيس القضاء عدلي منصور الذي عينه قادة الجيش رئيسا موقتا مع الرياض. اذ كان السيسي ملحقا عسكريا في احدى الفترات هناك، بينما قضى منصور سبع سنوات مستشارا لوزارة التجارة السعودية.

لم يقتصر تأثير الصعود المتجدد للنفوذ السعودي على مصر وحدها.

اذ كان هناك انقلاب في مكان بعيد لم يحصظ بالانتباه داخل دهاليز الفنادق الاسبوع الماضي في اسطنبول حيث تآمرت المعارضة السورية وتشاجرت، وهي عملية تبدو غير ذات علاقة بالقتال في حلب وحمص حتى انها مرت من دون ان تلفت اي انتباه يذكر.

وفي اليوم الذي سبق ارسال الاموال السعودية الى مصر، فازت في معركة صغيرة اخرى عندما استقال غسان هيتو، الذي قيل انه مقرب من قطر والاخوان السوريين، من رئاسة الحكومة الموقتة للائتلاف الوطني السوري. وقبل يومين، اصبح رئيسها احد السعوديين ويدعى احمد عاصي الجربا، وهو شيخ قبلي له ميول تقليدية.

من ناحية اخرى، قال الاميركيون ضباط الاتصال مع الثوار السوريين انهم ذهلوا لان تجهيزات الاسلحة التي تمولها قطر وصلت الى ايدي الجهاديين، ويحاولون مع السعوديين اقناع الفصائل "الموالية للغرب" للتغلب على جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم "القاعدة" حتى قبل التعامل مع نظام الاسد.

ويقول المحللون الذين يحاولون فك طلاسم غموض عالم العائلات الملكية الخليجية ان هذه الاجراءات ليست دليلا على ارتفاع ثقة السعوديين بانفسهم فحسب، ولكنها نتيجة تغيير في القيادة في قطر بالذات.

فقد تنازل الحاكم الشيخ حمد آل ثاني، احد اكثر رجال العالم ثراء، عن السلطة لابنه، ولي العهد تميم. ورغم انه ركز على موضوع السن، فان الاراء المحلية لم تنظر الى العملية على اساس امكانية تحول قطر الى اسلوب شمال اوروبا حيث يركب الملوك الدراجات الهوائية وانما على ان ذلك من اسباب استياء قادة القبائل المحافظة المحلية من الهالة الدولية التي احاط بها نفسه باعتباره حاميا للاسلام السياسي.

وولي العهد الشيخ تميم (33) تلقى تعليمه في المدارس الخاصة البريطانية ولا يشعر بالارتياح تجاه الشعارات العنيفة التي يرددها رجال الدين من الاخوان، وقيل انه ابطل الدعم عن زبائن والده. بل ان احدى الاشاعات ذكرت انه اعتبر الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للاخوان والمقيم في قطر منذ مدة طويلة، على انه شخص غير مرغوب فيه.

واضحت الثريات المذهبة في قصور الخليج بعيدة عن التغييرات المحزنة التي تجري على قدم وساق في مصر وسوريا، وعن المظاهرات الجماعية في شوارعهما على وجه التأكيد. ومن عجائب القدر ان قادة تمرد، الحركة الشبابية المصرية التي جمعت ملايين الناس في الشوارع في 30 حزيران (يونيو) للمطالبة بتنحي مرسي، يجدون الان انهم حلفاء مع السعودية حيث كان امر مثل هذه المظاهرات سيكتشف قبل اشهر من وقوعها.

وقال محمد عبد العزيز، احد زعماء تمرد الثلاثة "الاستقرار في مصر والانتقال الناجز يصب في مصلحة كل الدول العربية بما فيها دول الخليج" وهو كلام يمكن ان يصدر عن اي قائد عسكري او امير.

وادعى ان مصر لا تزال "الشقيقة الكبرى" او الزعيمة الطبيعية للعالم العربي. "من المؤكد ان مصر لا تستطيع ان تكون دولة عميلة لاي طرف"، حسب قوله.

في خيمةسيد حسن في ميدان التحرير، ايد رجل اكبر سنا اصراره على ان مصر لم تتستبد باميركا وبعدها قطر كراعية للدكتاتورية دولةً اخرى – هي السعودية. وقال احمد محمود (60) ان "الشعب المصري يُخدع مرة اخرى". ورد حسن بما يوحي بان شعاره يتجاوز مدى ثقته. وقال: "المصريون يُخدعون بعض الوقت. لكن ليس كل الوقت".


النهاية
الوعی

إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: