شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

الشيخ علي آل موسى: الشيخ النمر سجين رأي لم يرتكب ما يدخله في نطاق «الحرابة»

تحدث الشيخ علي آل موسى في كلمته المصادف لذكرى استشهاد الإمام علي الهادي (ع) عن كيفية تعامل الظالم مع القيادات المناوئة مستعرضاَ قراءته بسلوك المتوكل والمعتمد العباسيين مع الإمام الهادي (ع).وذكر سماحته أن للظالم سلوكا يمارسه ضد القيادات المخالفة، وظهر ذلك في السياق التاريخي القديم والحديث المعاصر معا من لدن الأنبياء والرسل مرورا بالأوصياء والأئمة، وختاما بالقيادات المعاصرة المناوئة للظالمين والتي ترفض الانضواء تحت رايتهم وعباءتهم.
رمز الخبر: 5844
14:12 - 16 May 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

قال سماحة الشيخ علي آل موسى في كلمته بمناسبة ذكرى إستشهاد الإمام الهادي (ع) أن آية الله آل نمر سجين رأي، مؤكداً أنه لم يقم بأي شيء يدخله في نطاق حكم الحرابة داعياً إلى مقاومته بالفكر والحجة لا بالقوة والسيف.

وتحدث الشيخ علي آل موسى في كلمته مساء الأمس المصادف لذكرى استشهاد الإمام علي الهادي (ع) عن كيفية تعامل الظالم مع القيادات المناوئة مستعرضاَ قراءته بسلوك المتوكل والمعتمد العباسيين مع الإمام الهادي (ع).

وذكر سماحته أن للظالم سلوكا يمارسه ضد القيادات المخالفة، وظهر ذلك في السياق التاريخي القديم والحديث المعاصر معا من لدن الأنبياء والرسل مرورا بالأوصياء والأئمة، وختاما بالقيادات المعاصرة المناوئة للظالمين والتي ترفض الانضواء تحت رايتهم وعباءتهم.

وذكر آل موسى أساليب السلطات الظالمة اتجاه القيادات المناوئة في ست نقاط :

1- التضييق:

وقال إن الظالم يضيق على القيادات المناوئة له في المال، ويضيق عليها بخنق حركتها وفعلها وتواصلها مع الناس، فيمنعها من الوصول إلى الناس ويمنع الناس من التواصل معها في محاولة منه لتطويقها وتحجيم دورها ومنع تأثيرها في المجتمع.

مشيراً الی فعل المتوكل العباسي في منع الفقهاء والعلماء والناس من الاتصال بالإمام الهادي (ع) مضيفاً أنه كان بين فينة وأخرى يداهم دار الإمام في المدينة المنورة أو سامراء بالتفتيش ويأخذ ما لديه من مال وكتب وغيرها ليحصي عليه المداخل والمصارف ويضعه تحت الرقابة الدائمة.

2- العزل:

من جانب آخر أشار الشيخ آل موسى إلى الأمر الثاني في سلوك الظالم ومنهجه التعاملي مع القيادات المناوئة له وهو عزلها عن قواعدها الشعبية تمهيدا لشرذمتها وتمزيقها وتمييع قضيتها وهدفها ومطالبها وتفتيت الأنصار من حولها مبيناً أن ذلك العزل يتم بطريقتين وهما الإقامة الجبرية والسجن.

مؤكداً انها إحدى ممارسات المتوكل الذي عزل الإمام (ع) بذات الطريقتين ونقله من المدينة المنورة إلى سامراء في العراق وفرض عليه الإقامة الجبرية عشرين سنة تخللتها فترة زجه فيها بغياهب السجون.

وحسب سماحته فإن هذا العزل استهدف إقصاء القائد والرمز عن الساحة والحد أو القضاء على تأثيره الاجتماعي.

3- الإذلال:

ووصف الشيخ آل موسى الحكام الظالمين بأن نفوسهم تطفح بالنرجسية وجنون العظمة والغرور الطاووسي والكبرياء الخاوية وأنهم يعوضون عن عقدة الحقارة والنقص المستكين في نفوسهم بالمظاهر البراقة والأبهة الخداعة والمظاهر الكاذبة.

فيما قال "أن العظماء كالغصون المثمرة تتدلى للأسفل وكالنجوم تلوح على صفحات الماء بينما الخواة يشمخون بأنوفهم كالغصون الفارغة والدخان العقيم المتصاعد إلى السماء".

وأضاف أن الظالمون يسعون لإذلال القيادات المخالفة لمنهجهم بوضعها في مقام دوني وتوجيه التهم إليها أو الترفع والتعالي عليها في المجالس أو النيل منها ومن قيمتها وسمعتها وشرفها أو استحقارها والتهوين منها حسب تعبيره.

و"هكذا كان المتوكل العباسي يمعن في إهانة الامام الهادي (ع) فيمتطي هو ووزراؤه وعماله وجنوده خيولهم في أبهة وخيلاء ويأمر أن يمشى بالإمام الهادي راجلا في وقدة الحر تجلده الشمس بسياطها، ويتحلبه العرق بوديانه".

"ولا يكتفي المتوكل بذلك بل يندفع مزهوا في ليلة من ليالي معاقرته للخمر فيأمر بالإمام الهادي (ع) ويطلب منه أن يحتسي الخمر وأن ينشده الشعر رغبة في إذلال نفسه العظيمة، لكن الإمام وجه له صفعة قاسية، وألقى عليه قصيدة (باتوا على قلل الجبال تحرسهم) التي جعلته يبكي.

4- الاستخفاف بالمقدسات:

وفي سياق متصل أوضح الشيخ علي آل موسى أن الظالم يستخف بالقيادات المخالفة له وبرموزها ومثُلها ومقدساتها.

"وهذا ما جعل البعض في مسير الزمن المتطاول يمضون في طريق السخرية بمقدسات الآخر المختلف والعبث بها وتدميرها.

مشيراً إلى الإفتراء والكذب الذي يصف من يسجد على التربة بأنه (سجود للتربة)، ويصف احترام علي أمير المؤمنين (ع) بأنه (عبادة لعلي)، ويصف زيارة القبور بأنها (سلوك شركي في عبادتها، والتقرب إليها)، ويتهمون الآخر بالاعتقاد بوجود مصحف آخر هو (مصحف فاطمة)!!

"وهذا ما جعل المتوكل ينال من شخصية علي أمير المؤمنين عبر ما يفعله أبو عبادة المخنث. وهو الذي جعله يحرث قبر الحسين (ع) ثلاث مرات، ويجري الماء عليه لإخفاء أثره وطمس معالمه ومنع الوصول إليه وإمعانا في إرهاب الأتباع وإذلالهم بإهانة مقدساتهم".

وهو نفسه ما سار عليه آخرون بعده قاموا بهدم قباب وقبور أئمة البقيع (ع) في 1220ه و 1344ه، وتفجير مرقدي الإمامين العسكريين (ع) في سامراء وهدم ضريح الصحابي الجليل حجر بن عدي الكندي (رض) ونبش قبره والإدعاء أنه من الأماكن التي تمارس فيها طقوس شركية.

5- اضطهاد الأتباع:

أما الصفة الخامسة التي تميز بها الظالمين ذكر الشيخ آل موسى أن من سلوك ومنهج الظالم تجاه القيادات المخالفة له اضطهاد أتباعها عبر التنكيل بهم وزجهم في غيابات السجون الرهيبة وقعر الزنازين المظلمة وفصلهم من العمل والوظيفة والتقتير الاقتصادي والمعيشي عليهم وقذفهم في أتون البطالة والفقر والجهل وصعوبات الحياة القاسية.

موضحاً دور المتوكل العباسي في اضطهاده لزوار الحسين (ع) "فيقطع من بين كل عشرة منهم يد أحدهم ثم يد تسعة منهم ثم قتل أحدهم ثم قتل تسعة منهم وذلك حسب ماروت المصادر التاريخية المؤكدة.

6- القتل والتصفية:

وأشار فضيلة الشيخ الموسى إلى "أن السلوكيات الخمس الماضية التي يقوم بها الظالم إن لم تجد نفعا فإنه يقوم بالحل الأخير الذي يملكه وهو الإجهاز على القائد المخالف له.

وهكذا قتل كثير من الأنبياء، ومثل بهم. فقد نشر النبي زكريا، وقتل النبي يحيى، وأهدي رأسه إلى بغي من بغايا بني إسرائيل، وكان بنو إسرائيل يقتلون كل يوم بين الطلوعين سبعين نبيا، ثم يمضون لأعمالهم وأسواقهم كأنهم لم يفعلوا شيئا".

"كما قتل أوصياء الأنبياء، وسفكت مهج أئمة أهل البيت (ع) بين مقتول ومسموم، كما قتل فقهاء عظام: كالشهيد الأول صاحب (اللمعة الدمشقية)، والشهيد الثاني صاحب (الروضة البهية)، والشهيد الثالث التستري صاحب (إحقاق الحق)، والشهيد الرابع (السيد محمد باقر الصدر)، وأكثر من سبعين طودا من أولاد السيد محسن الحكيم، فضلا عن السيد حسن الشيرازي، والسيد مهدي الحكيم، وغيرهم الكثير.

وأكد سماحته أن الظالم لا مانع لديه أن يزهق حتى أراوح أقرب المقربين له في سبيل تربعه على كرسي الحكم والغايات والمآرب الأخرى التي يرتئيها مشيراً إلى قول هارون الرشيد لابنه المأمون حينما سأله عن تعظيمه للإمام الكاظم (ع) ووصفه له بـ (صاحب الحق)، فقال لولده: (يا بني، إن الملك عقيم، ولو نازعتني فيه لأخذت الذي فيه عيناك).

مبيناً كيف ترصد المعتمد العباسي بالإمام الهادي (ع) الدوائر حتى قدم له السم الزعاف النقيع في رمان أو ماء فقضى عليه.

وفي سياق ذلك تحدث الشيخ علي آل موسى عن مطالبة المدعي العام في المحكمة الجزئية في الرياض بإقامة حد الحرابة الأعلى (القتل أو الصلب) بالعلامة الشيخ نمر النمر.

وقال: "إن الشيخ النمر لا يعدو كونه (سجين رأي) ولم يقم بأي شيء يدخله في نطاق الحرابة وأن الفكر يقاوم بالفكر والحجة تقارع بالحجة لا بالقوة والسيف".

انتهی
المصدر: احرار الحجاز

 
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: