شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

تونس، خزّان بشري للتنظيمات الإرهابية يدق ناقوس الخطر

إلى تونس تتجه الأنظار,ليس لمعرفة ما يجري فيها بعد ثورتها المنكوبة ,بل لتحولها اليوم إلى خزان بشري للتنظيمات السلفية والتكفيرية المسلحة, وتعاظم خطر هذه التنظيمات مع امتداد رقعتها الجغرافية إلى أكثر من بلد ,وتزايد أعداد الشباب المنضوين تحت رايات «القاعدة» وغيرها من تسميات تلك التنظيمات الإرهابية.
رمز الخبر: 3358
12:33 - 24 January 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :

شیعة نیوز: التقارير الإعلامية والاستخباراتية المسربة في أكثر من بلد تؤكد العدد المخيف للتونسيين المنضوين في صفوف «الحركات الجهادية» المنتشرة في المنطقة العربية والعالم, البعض يؤكد أن نبع تلك التنظيمات في ليبيا لكن التساؤل لماذا التونسيون هم في المقدمة؟.

وبرز خطر «القاعدة» إلى الواجهة في تونس من خلال عمليتين نفّذهما عناصر منضوون في ما يسمى الفرع المغاربي لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي», كانت الأولى تسلل مجموعة إرهابية إلى تونس من حدود الشمال الغربي مع الجزائر، وجرى التصدي لها من قوات الأمن بعد التبليغ عنها من مواطنين, ثم جاءت عملية «بئر علي»، التي تسللت الجماعة التي نفذتها من ليبيا، الأمر الذي يدلّ على وجود مخطط من قيادة «القاعدة في المغرب الإسلامي» للمضي في إنشاء «خلايا نائمة» في تونس، وتخزين الأسلحة والذخائر، تمهيداً لفتح جبهات تمرّد مسلحة، على غرار ما يقوم به التنظيم في الجزائر والصحراء والساحل الإفريقي، من خلال استقطاب مجموعات من الشباب المنجذب نحو الفكر السلفي «الجهادي» وتدريبها.

الباحث التونسي المختص في شؤون الجماعات الإسلامية صلاح الدين الجورشي يؤكد أن هذا الاتجاه الجهادي نشأ في تونس منذ ثمانينيات القرن الماضي, وازدهر بشكل كبير خلال الفترة الماضية حتى أصبح مستوى الانخراط في هذه التنظيمات يتعدى الانتساب إلى مراكز قيادة خطرة.

الباحث الجورشي أوضح أن هذا الوجود التونسي يدفع إلى دق ناقوس الخطر لأن تنظيم القاعدة والحركات القريبة منه تعتبر أن تونس أصبحت مصدراً مهما لاستقطاب العناصر القتالية.

ويسيطر الشباب السلفي على الشارع التونسي، وضاعف من الاستفزازات وأعمال العنف والتضييق على الحريات خلال الأشهر الأخيرة, وفي مقابل ذلك لوحظ غياب استراتيجية أمنية واضحة لمواجهة هذه الظاهرة من الحكومة التونسية التي تلمست مرات عديدة خطر هذه التنظيمات, وتجنبت الحكومة التونسية في أكثر من مرة توصيفهم بالحركات الجهادية الإرهابية واكتفت بتسميتهم بالجماعات المتطرفة.

الشارع التونسي بدأ يعبر عن خشيته الواسعة من استفحال هذه الظاهرة, وتعرض الكثير من التونسيين لمضايقات حادة من السلفيين, بينما تطور الأمر في بعض الأحيان إلى مواجهات واسعة مع القوات الأمنية. الحالة المتدهورة في تونس يتحمل مسؤوليتها الفريق الحاكم وفقاً للعديد من الأحزاب والشخصيات التونسية, ويقول القيادي في الحزب الاشتراكي نوفل الزيادي: إن غلاة الفاشية والإرهاب يعيشون في ظل الأزمات التي تزعزع المجتمع في كيانه, وذلك من خلال نشر ثقافة الرعب والقتل التي أصبحت للأسف الشديد أمراً واقعاً في تونس اليوم, باعتبار حالة التقهقر التي يعيشها أمن تونس على المستويات كافة.

ويؤكد أن استفحال هذه الظاهرة في تونس يعود إلى عاملين اثنين داخلي وخارجي, حيث انتشرت هذه الظاهرة ليتحول شباب تونس إلى حطب لنار مشتعلة على أساس عقائدي.

والعامل الداخلي هو الأهم كما يقول الزيادي ويتمثل في صمت الطرف الممسك بالسلطة وغياب التصدي لهذه الظاهرة وإبراز أن الصراع الآن بين الجمهورية والاستبداد, أما الخارجي فيتمثل بالحقد الدفين على الأنموذج التونسي المتطور والمتقدم والتنويري من الأطراف الرجعية والوهابية.

الوجود التونسي في تلك التنظيمات استشرى ليصل أفغانستان والعراق والبوسنة والشيشان حيث تم تسجيل وجود العديد من التونسيين في لبنان أثناء المواجهات بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام».

كما أن لسورية النصيب الأكبر حالياً من هؤلاء الإرهابيين الذين قتل قسم كبير منهم خلال العمليات النوعية التي ينفذها الجيش العربي السوري في مناطق عديدة, وكان اغلبيتهم ينضوي تحت تلك التنظيمات التي يعد أشهرها «جبهة النصرة» و«أنصار الشريعة» الإرهابيان.

وتناقلت صحف ومواقع إلكترونية أوروبية أخباراً عن وجود معسكرات لتدريب الجهاديين التونسيين من أجل الذهاب للقتال في سورية أو مالي حيث تسيطر مجموعات مسلحة قريبة من تنظيم القاعدة على شمال مالي, بينما نفت السلطات التونسية ذلك من دون أن تبرز أدلتها لنفي ذلك.

ونقلت الكثير من الصحف العالمية وقنوات التلفزة بالصور والفيديوهات كيف تحتضن تونس اثنين على الأقل من أكبر معسكرات الإرهابيين، أحدها شمال تونس بالقرب من مدينة طبرقة الساحلية، والآخر في أقصى الجنوب بالقرب من الحدود التونسية مع كل من ليبيا والجزائر.

وهكذا يمكن القول: إنّ التيار «الجهادي» يشهد عودة جديدة إلى الساحة العربية على عكس ما كان متوقعاً من ضموره وانتهائه بعد ما يسمى «الربيع العربي».


المصدر: تشرین
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: