SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
شیعة نیوز: تبدأ هذه الأحداث من اتهامات قطر بدعمها لإخوان مصر، وهو اتهام لم یسوّقه الخلیجیون فقط، وإنما أیضاً الدول العربیة الأخرى، مروراً بالکشف عن خلیّة إخوانیة مصریة هدفها الاستیلاء على الحکم فی الإمارات، إضافة الى تصریحات لقائد شرطة دبی ضاحی خلفان ومقالات صحافیین سعودیین، ولیس أخیراً مع الجلسة البرلمانیة السرّیة فی الکویت التی تناولت بشکل مباشر دعم قطر لإخوان الخلیج.
مجموعة من المعطیات، وإن جرى ربطها مع بعضها البعض، تخلص الى وجود استیاء، إن لم یکن هجوماً، على قطر، وإن کانت الوحدة الخلیجیة قد ترفّعت عن أی خلافات من أجل حمایة البیت الخلیجی من عدوى الربیع العربی، وتُرجم ذلک بشکل جلیّ خلال الانتفاضة البحرینیة.
فی البدایة مع الجلسة السرّیة الکویتیة، حیث کشف رئیس الحکومة الشیخ جابر المبارک الصباح، عن تورّط کویتیین بخلیة الإمارات عبر «التمویل المالی». لم یسمّ رئیس الحکومة الشخصیات أو الجهات المتورطة فی هذا التمویل، لکنه أعلن أنه سیکشف عن ذلک بعد انتهاء التحقیقات فی الإمارات. الجلسة السرّیة لم تتناول فقط تورط کویتیین، وإنما لمّحت الى دور لدولة خلیجیة ورئیس حکومتها بأحداث الکویت، التی، باعتقادهم، یسببها أولئک النواب الکویتیون المدعومون من قبلها. لم تذکر الصحف هذه الدولة، لکن مصادر نیابیة أکّدت لـ«الأخبار» أنها قطر. والإشارة الى قطر لم یکن من طرف رئیس الحکومة أو وزیر الداخلیة، بل من جهة بعض النواب فی الجلسة عند الأخذ والردّ بینهم وبین الحکومة.
مصادر «الأخبار» نفسها قالت إنّ الجلسة السرّیة کانت جلسة استماع محدّدة سلفاً لمناقشة الحالة الأمنیة العامة فی الکویت مع الحکومة ممثلة بوزیر الداخلیة أحمد الحمود. وأوضحت أن 24 نائباً رفضوا الجلسة السرّیة، لکن الحکومة أصرت علیها، واتضح لاحقاً أنها کانت محقة، لأن النواب ناقشوا أموراً شدیدة الحساسیة.
ورغم إصرار رئیس الحکومة الکویتیة على عدم تسمیة أشخاص محدّدین متورطین فی التمویل، إلا أن صحیفة «الشرق الأوسط» أشارت إلى «وضع کویتیین على قوائم الممنوعین من دخول الإمارات، ومن بینهم سیاسیون وأعضاء فی مجلس الأمة یشتبه فی تورطهم فی قضیة خلیة الإخوان المسلمین المصریین فی مصر».
وأشارت مصادر أخرى لـ«الأخبار» الى أنّ الجلسة، التی استمرت لأکثر من 6 ساعات، کانت صاخبة، وتناولت مواضیع دقیقة وحساسة، وطرح نواب قضیة «مشروع الإخوان وعلاقتهم بإخوان الخلیج والکویت». وأضافت إنّ أحد النواب «وجّه بشکل مباشر اتهامات لرئیس الوزارء القطری، حمد بن جاسم، بافتعال المشاکل فی الکویت»، وتحدث عن «علاقات قویة بین إسلامیین ونواب کویتیین سابقین وبین قطر؛ فبعض هؤلاء یقوم بزیارة لقطر کل أسبوع، وهناک داعیة کویتی یجری زیارة کل 4 أیام لقطر»، بحسب المصادر نفسها.
المصادر لم تذکر اسم النائب الذی أثار موضوع قطر، لکن صحیفة «الیوم السابع» المصریة أوردت أن «النائب عبد الله التمیمی أثار خلال الجلسة دور دولة خلیجیة فی دعم المعارضة، محدّداً دور رئیس وزرائها فی التخطیط لضرب أنظمة الخلیج، وخاصة الکویت، ثم تلفّظ ضدّه بألفاظ وعبارات شدیدة».
وبالنسبة إلى ردّ وموقف الحکومة ورئیسها من اتهام قطر ورئیس حکومتها، قالت مصادر «الأخبار»، التی حضرت الجلسة، إن «الحکومة لم تنف، ولم تعلّق ولم تصدّق».
إضافة الى الجلسة النیابیة العاصفة، هناک موقف لقائد شرطة دبی الفریق ضاحی خلفان، فی حدیث إلى صحیفة «الشرق الأوسط» قبل ثلاثة أیام. هاجم فیه، کعادته، تنظیمات الإخوان، وأشار الى الخلیتین اللتین جرى کشفهما أخیراً فی الإمارات، («القاعدة» والإخوان)، وخلص الى أن التهدید فی الاثنتین هو «الإخوان» «فعبد الله عزام بدأ إخوانیاً»، بحسبه. واللافت لیس حدیثه عن الإخوان، وهو ما یعیده ویکرّره ویدخل فی سجالات حوله مع متتبعیه على حسابه على «تویتر» طوال ساعات الیوم، لکنه جدد هجومه على الداعیة المصری یوسف القرضاوی، الذی انتقد الإمارات من على منبر قناة «الجزیرة» لطردها مواطنین سوریین، متسائلاً «لماذا لم یتحدث القرضاوی عن مواطنین فی الدولة التی هو فیها تم سحب الجنسیات منهم».
مقابلة خلفان یضاف إلیها ما کتبه رئیس التحریر السابق لـ«الشرق الأوسط»، طارق الحمید، تحت عنوان «سیطرة قطر على مصر» مع علامة استفهام. لم یقصد الحمید بهذه العلامة دحض الادّعاءات التی تقول إن قطر تسیطر على مصر، وهو ما وصفه حمد بن جاسم بأنه «نکتة سخیفة»، وإنما تأکیدها. واعتبر أن مصر أکبر من أن تسیطر علیها قطر. ولکن بما أن الإخوان یسیطرون على مصر، وقطر تدعم الإخوان، مع أن ذلک یحیّره ویثیر استغرابه کون حکام قطر من أتباع الشیخ محمد بن عبد الوهاب السلفی، فإن قطر تسیطر على مصر، بحسب المعادلة الریاضیة، رغم أنه لم یحدد ذلک بشکل مباشر. وقال إن قطر تدعم جمیع التنظیمات الإخوانیة، ولیس فی مصر فقط، متسائلاً «هل یشرح لنا الشیخ حمد بن جاسم حکمة الدعم القطری للإخوان، مثلاً. فإما أن نفهم الحکمة من ذلک، أو قد یکون بمقدورنا شرح الخطأ القطری بتبنی مشروع الإخوان لیس فی مصر وحدها، بل فی کل المنطقة».
المصدر: جام نیوز