المسلحون والمازوت و الكهرباء والخميرة.. تآمروا على رغيف الخبز

 

شیعةنیوز: ورغيف الخبز الذي تعتبره الجهات المعنية و لا تزال خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه أبداً و ربما هذا ما دفع رئاسة الحكومة لإصدار قرار بتشكيل لجنة تتولى مهمة متابعة كل الموضوعات المتعلقة بتامين مادة الخبز من كل النواحي بالتنسيق مع الجهات المعنية والمحافظين واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة لضمان توفير المادة للمواطن بالأسعار الرسمية.

ما يجري على الساحة السورية لم يعد خافياً على أحد, فالإرهابيون وداعموهم في الغرب الاستعماري والمنطقة يستهدفون السوريين حتى في لقمة عيشهم في محاولة يائسة للنيل من صمودهم ودعمهم اللامحدود لجيشهم الباسل الذي يبذل التضحيات دفاعاً عن السوريين كافة الذين طال الإرهاب حتى رغيف خبزهم اليوم عبر استهداف مؤسسات ومستودعات ومطاحن ومخابز.

ورغم خروج عدد من المطاحن العامة والخاصة من الخدمة نتيجة الإرهاب الذي تعيشه البلاد فإن الحكومة تواصل تقديم دعمها لمادة الخبز بقيمة تصل إلى 65 مليار ليرة سنوياً, كما بقيت تدور عجلة المطاحن العامة التابعة للشركة العامة للمطاحن البالغ عددها 34 مطحنة وبطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 6750 طناً من القمح يومياً بحسب الشركة العامة للمطاحن و أن حاجة الاستهلاك المحلي تصل إلى سبعة آلاف طن من الدقيق تستخرج من تسعة آلاف طن قمح ولذلك تقوم المؤسسة بالتعاقد مع 22 مطحنة خاصة في حلب وادلب وحمص وحماة.

وأكدت أن كميات الدقيق متوافرة بصورة مطمئنة تعكسها مستويات مخازين المؤسسة و أنه تم وضع مجموعة من المطاحن الخاصة بالتعبئة من أجل خلق توازن بين الاستهلاك و الإنتاج مستبعدة وجود أي مشكلة, وخاصة أن الأقماح متوافرة وتفي بحاجة الاستهلاك لعام ونصف العام على الأقل.

وبينت أن ظاهرة نقص مادة الخبز التي تظهر وتختفي بين حين وآخر لا علاقة لها بتوقف مطاحن عن العمل أو ما يخص كميات الدقيق, إذ إن جميع الأفران في مختلف المحافظات لديها حاجتها الكاملة من مادة الدقيق في مستودعاتها بصورة دائمة, مشيرة إلى أن توقف بعض أفران ريف دمشق وغيرها من المحافظات السورية عن العمل نتيجة اعتداءات المجموعات الإرهابية

مجموعة مسلحة تسطو على إنتاج مطحنة خاصة في الحسكة.. «زعران» يقتحمون بعض المخابز الآلية وينهبون الإنتاج

 

تعاني حالياً محافظة الحسكة أزمة واضحة في الخبز، والسبب - حسب الجهات المعنية- عدم القدرة على تأمين كامل حاجة المحافظة من الدقيق. ويوضح مدير فرع القامشلي للشركة العامة للمطاحن المهندس جرجس قومي، أن جزءاً من حاجة المحافظة من الدقيق وهو 200 طن يومياً يتم تأمينه من محافظة حلب، لكن حالياً وبسبب تصرفات المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحارب الشعب السوري بلقمة عيشه وهي التي تدعي زوراً وبهتاناً أن حربها من أجل الشعب، لم يعد بإمكان فرع حلب لشركة المطاحن شحن الدقيق إلى الحسكة.
ويضيف قومي أن الكمية المتبقية من حاجة المحافظة من الدقيق والبالغة 400 طن يومياً تؤمن من المطاحن الأربع الموجودة في المحافظة، وهي ثلاث مطاحن عامة هي الجزيرة التي تنتج 175 طناً والقامشلي والحسكة التي تنتج كل منهما 70 طناً.. ومطحنة واحدة خاصة تنتج 80 طناً.. هذه المطحنة التي هاجمها المسلحون في الآونة الأخيرة وسطوا على سيارة لفرع المطاحن محملة بـ 9 أطنان من الدقيق، ورغم ذلك مازلنا محافظين على الطاقة الطحنية

 

وعلمنا من مصادرنا أن الجهات المعنية في المحافظة اضطرت إلى تخفيض مخصصات المخابز الخاصة الموجودة في المحافظة من الدقيق اعتباراً من 15/11/2012 بسبب قلة الدقيق الوارد من حلب، ما جعل المحافظة تستهلك منذ عشرين يوماً بحدود 75 طناً من المخزون الاحتياطي الاستراتيجي فوق الكمية المنتجة من مطاحن المحافظة كل يوم. وبعد توقف معمل حلب للخميرة وخروجه من الخدمة أصبحت محافظة الحسكة تعاني عدم توافر الخميرة أيضاً. ويتم تأمينها حالياً من تجار القطاع الخاص بسعر 250 - 275 ليرة للكغ تسلم للأفران بسعر 52 ليرة للكغ، والدولة تتحمل فارق السعر كون الخميرة مادة مدعومة سعرياً.
هذه الأمور كانت سبباً أساسياً في حدوث أزمة بمادة الخبز في المحافظة، ما شكل معاناة حقيقية لأبناء المحافظة في هذا المجال، والذين أصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانتظار لساعات في طوابير طويلة وفي النهاية قد تحظى بالخبز وقد لا تحظى، وإما شراء المادة بأضعاف سعرها من تجار السوق السوداء الموجودين أمام المخابز العامة، ما يدفع للتساؤل عن كيفية تمكن هؤلاء من الحصول على الخبز من دون غيرهم؟ ويجيب عن ذلك مدير فرع الشركة العامة للمخابز الآلية المهندس محمد بشير عمر بأن هناك عناصر شغب وتجار سوق سوداء تدخل عنوة إلى المخابز الآلية في المحافظة وتعبث بمحتوياتها وتنهب الإنتاج ومستلزماته من داخلها، كما يقوم هؤلاء بمنع عمال المخابز من توزيع الإنتاج تحت التهديد بالأسلحة الحادة والضرب.. ويضيف المهندس عمر إلى هذه الأسباب وجود عدد كبير من الأسر الوافدة إلى المحافظة.
ويخبرنا عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة مسؤول قطاع التموين عبد الرزاق الحريث عن سبب آخر وهو ارتفاع سعر الخبز في المحافظات المجاورة، ما يدفع بعض أصحاب الباصات والميكروباصات العاملة على خطوط النقل بين الحسكة وتلك المحافظات، إلى شراء كميات من الخبز من مخابز المحافظة ونقلها إلى تلك المحافظات لبيعها في السوق السوداء هناك، وخاصة محافظة الرقة، كما أن بعض مربي الثروة الحيوانية أخذوا يشترون كميات من الخبز ويستخدمونه علفاً لمواشيهم، وثمة العديد من المواطنين راحوا يشترون أضعاف حاجتهم ويخزنون الخبز مستفيدين من برد الشتاء الذي يساعد على المحافظة على الرغيف فترة أطول. ويؤكد الحريث أن وضع الخبز في المحافظة مازال تحت السيطرة رغم وجود العديد من الصعوبات التي يساهم بخلقها وتأجيجها تجار الأزمات من أجل استغلالها والاستفادة منها على حساب الوطن والمواطن، لكن نحن في الجهات المعنية بالمرصاد لهؤلاء، ولن نقبل أن يحرم أهلنا في عاصمة سورية بإنتاج الحبوب من رغيف الخبز، فهذا الموضوع خط أحمر، ومخزون المحافظة من الدقيق مازال مقبولاً.
وبعيداً عن هذه الأسباب المتعلقة بالظروف الراهنة في سورية هناك سبب عام لا علاقة له بهذه الظروف موجود في محافظة الحسكة عرفناه من مصادرنا الخاصة، وهو وجود خلل في توزيع الأفران في المحافظة، إذ تضم محافظة الحسكة 287 فرناً منها 271 فرناً خاصاً و12 عاماً و4 احتياطية، يوجد 286 فرناً منها في المنطقة الشمالية الشرقية من المحافظة في الحيز المحصور بين منطقتي القامشلي والمالكية، أما المنطقة الجنوبية من المحافظة على امتداد 120 كم فلا يوجد فيها سوى فرن واحد فقط للقطاع الخاص.

 

لجان شعبية ومطحنة جديدة

 

ويعدد الحريث الإجراءات المتخذة لمعالجة أزمة الخبز في المحافظة، على الشكل الآتي:
1- تكليف مراقب تمويني في كل فرن من الأفران الخاصة الموجودة في المدن بمراقبة العمل في تلك الأفران.
2- أما في الأرياف والأفران الآلية العامة في المدن فتم تشكيل لجان شعبية للإشراف على عجن مخصصات الأفران من الدقيق وتوزيع الخبز على المواطنين.
3- المباشرة بإنشاء مطحنة خامسة في عامودا من قبل القطاع الخاص ستبدأ خلال شهرين بإنتاج كمية تتراوح بين 100 و150 طناً يومياً من الدقيق، ما يلبي 90% من احتياج المحافظة الذي يستجر من محافظة حلب.
غير أن مدير فرع المخابز الآلية طالب إضافة إلى هذه الإجراءات بإجراءات أخرى أهمها:
1- زيادة مخصصات الأفران الخاصة من الدقيق، مع مراقبة استخدام كامل الدقيق المسلم لها عن طريق لجان شعبية تشرف على عمل تلك الأفران من بداية الإنتاج حتى نهايته.
2- توزيع الدقيق (الموحد - الحر) على ريف المحافظة، ما يدفع سكان الريف للانكفاء عن تأمين حاجتهم من الخبز من أفران المدن، وتالياً تخفيف الضغط عنها.
3- فرز دوريات ثابتة وذات فعالية من أجل ضبط العمل في المخابز الآلية وردع كل مخالفة ومحاسبة المخربين الذين يتسللون إلى تلك المخابز

 

زيادة مخصصات الدقيق في محافظة طرطوس مواكبة «للطلب»

 

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن لماذا ازداد الطلب على مادة الخبز في القطاعين العام والخاص في محافظة طرطوس رغم ازدياد مخصصات الدقيق في المحافظة من 250 إلى 300 طن في اليوم الواحد ومع هذا نلاحظ الازدحام على الأفران التي تأخذ الدقيق المدعوم أفران- عام خاص, احتياطي- إضافة إلى أن المواطن لم يجد متطلباته من الخبز خلال يوم الخميس قبل الفائت في مدينة بانياس /29/ تشرين الثاني لعدم توفر المازوت في الأفران كما قيل وهذا ما حصل يوم الخميس الفائت6 كانون الأول في مدينة طرطوس وللوقوف على واقع توفر الدقيق في المحافظة وواقع الرغيف يقول المعنيون:

 

زيادة المخصصات

 

أكد المهندس ناظر سلامي مدير مطحنة طرطوس أن طاقة المطاحن قد زادت خلال العام الحالي لتبلغ 300 طن في اليوم حيث يوجد في طرطوس مطحنتان واحدة عامة والأخرى خاصة ولكنها متعاقدة مع الدولة وتعمل المطحنتان بطاقتهما العظمى وعلى مدار 24 ساعة يومياً حتى في أيام العطل والأعياد لتأمين مادة الدقيق التمويني للمواطنين, وخلال هذا العام زادت توزيعات الدقيق في المحافظة 100 طن يومياً، أما بالنسبة للمخزون فهو يغطي حاجة المحافظة ويتم إرسال الفائض إلى المحافظات حسب خطة الشركة.
وقد بلغت نسبة التنفيذ125 % حيث بلغت كمية الأقماح المخطط طحنها خلال شهر تشرين الثاني الفائت /5500 /طن تم تنفيذ /6900/ طن وبلغت المبيعات من مختلف النواتج /9160/ طناً بقيمة /6/ ملايين و/565/ ألفاً و350 ليرة.
وهنا نطمئن سكان المحافظة بأن الدقيق متوفر ولا داعي للاستماع للشائعات والازدحام كله بسبب الأسر الوافدة إلى المحافظة ما أدى لزيادة الطلب على المادة ليس إلا.

 

نعمل بالطاقة العظمى

 

من جهته أكد السيد علي مصطفى مدير فرع المخابز وجود ازدياد على طلب المادة بسبب الأسر الوافدة إلى المحافظة ونتيجة الأزمة في المحافظات المجاورة والتي تستجر المادة من المحافظة إضافة إلى عدم توفر الخبز الأسمر في الأسواق بالشكل الكافي والذي كان القسم الأكبر منه يأتي من المحافظات المجاورة وإنتاجه في المحافظة محدود ما أدى إلى زيادة الضغط على أفران العام والاحتياطي إضافة إلى أن طلاب الجامعات يأخذون حاجتهم من المحافظة وشاحنات العبور وكل هذا سبب ازدياد الطلب.
وفرع المخابز يملك /18/ خطاً في أنحاء المحافظة موزعة ما بين المدينة والمناطق وتبلغ الطاقة الإنتاجية للخط الواحد /9/ أطنان يومياً أي /162/ طناً في اليوم لجميع الخطوط ونسبة التنفيذ حاليا تجاوزت 105% على مستوى الفرع وخلال الشهر الماضي تشرين الثاني بلغ المخطط في الفرع 4050 طناً نفذ /4148/ طناً بنسبة تنفيذ 103% ومع بداية الشهر الجاري ازداد الطلب بشكل أكبر لترتفع النسبة إلى 110%.
والفرع يعمل بالطاقة العظمى ويستطيع مضاعفة إنتاجه وتغطية كامل احتياجات المحافظة لا مشكلة في المحافظة ولا توجد أي عقبة.

 

 

عدم توفر المازوت للأفران

 

وهذا ما أكده بدوره السيد حسين طيارة مدير التجارة الداخلية في طرطوس حيث إن سبب الازدحام هو الأسر الوافدة إلى المحافظة والتي بلغ عددها حسب الإحصائيات /350/ ألف نسمة وأكثر من /100/ ألف غير مسجلين أي زاد عدد سكان طرطوس حوالي 500 ألف نسمة ومن الطبيعي أن تحصل زيادة طلب على المادة أما بالنسبة لفقدان الخبز في مدينة بانياس فكان بسبب عدم وجود المازوت في الأفران وقد تم التوجه لمحطة الوقود في المدينة لتزويد الأفران من الاحتياطي الموجود لديها والإنتاج لم يتوقف إلا لعدد من الساعات فقط .ومخصصات الدقيق مفتوحة بشكل كامل للأفران الاحتياطية وفق التصريف والحاجة.

 

 

الخاص لا يتحمل الخسارة

 

لاحظ المواطنون توقف العديد من الأفران الخاصة عن العمل ويرجع المهتمون والمواطنون هذا إلى أن القطاع الخاص لا يتحمل الخسارة فكل شيء زاد: قطع الغيار, أجرة اليد العاملة, سعر أكياس النايلون وغيرها وما زال سعر الخبز ثابتاً.
بينما بقيت بعض الأفران الخاصة تعمل ولكن ليس بالطاقة العظمى رغم تسلم المخصصات من الدقيق والمازوت وتالياً يلجأ إلى بيع المخصصات من الدقيق والذي وصل سعر الكيس إلى 1500 ليرة وسعر ليتر المازوت إلى /80/ ليرة سورية مع توفير أجرة العمال والكهرباء فمن المسؤول عن هذا الأمر وكيف ستتم المراقبة, هذا ما يسأله المواطن؟

 

 

تساؤلات تبحث عن جواب

 

ويتساءل المواطنون هل يتم خَبْز كامل الكمية من الدقيق الموزع وإذا خبز الدقيق فلماذا هذا الازدحام على الأفران العامة والاحتياطية وزيادة الطلب وأين تذهب الكميات التي تصل إلى 300 طن يومياً؟؟
إذا حسبنا أن كل طن دقيق ينتج /122/ كيلو خبز وسطياً يتم توزيع 300 طن في اليوم تنتج بحدود /500/ طن خبز أي إن هذه الكمية تكفي لعدد سكان يتجاوز المليون ونصف نسمة وهذا العدد غير موجود في محافظة طرطوس أي يوجد فائض من مادة الخبز وهنا توجد حلقة مفقودة تحتاج إلى بحث ومعالجة!!.

 

 

«إرهابيو الحرية» أوصلوا رغيف حلب إلى 200 ليرة

 

تتفاقم مشكلة الرغيف وتزداد حدة في حلب مع استمرار أزمة الطحين وندرة مادة المازوت وانقطاع التيار الكهربائي شبه التام، الأمر الذي فتح الباب أمام المتاجرة بقوت المواطنين حيث تجاوز سعر ربطة الخبز 200 ليرة سورية بعد أن توقفت معظم الأفران عن العمل ولم تستمر في الخدمة إلا مخابز القطاع العام التي كانت تؤمن في الظروف العادية حوالي 35% من حاجة المحافظة لهذه المادة الأساسية، كثير من المواطنين الذين التقيناهم أكدوا أنهم لم يستطيعوا تأمين حاجة أبنائهم من الخبز منذ عدة أيام رغم وقوفهم يومياً لساعات طويلة أمام المخابز بل إن الأزمة وصلت إلى أفران بيع الصمون والمعجنات بأنواعها حيث باتت الطوابير تظهر أمامها للحصول على مقدار ضئيل من تلك المعجنات وبالأسعار التي يحددها أصحاب تلك الأفران والمحلات والذين يعانون بدورهم من مشكلة تأمين الطحين وأصبحوا يفرضون الأسعار التي يرغبونها على المعجنات وذلك بسبب التكلفة المرتفعة الناجمة عن شراء الطحين بالأسعار الحرة إن وجدت وارتفاع سعر مادة المازوت بصورة غير مسبوقة. المعنيون في المحافظة لا يملكون إجابات شافية ولا توقعات عن المستقبل ويصفون الواقع بأنه صعب للغاية، السيد زكريا عيسى مدير فرع المطاحن قال:
يوجد في المحافظة 20 مطحنة منها 7 مطاحن عامة وقد أصبح معظمها خارج السيطرة ويجري استجرار الدقيق بكميات غير كافية من مطحنة «خانطومان» العامة ومطحنتي «الشهباء والجلاء»، وهناك جهود حثيثة من المسؤولين في المحافظة واتصالات مع أصحاب المطاحن والمسيرين لها من أجل تأمين الحاجة اليومية للأفران، وحتى الآن لم تسفر تلك الجهود عن نتائج ملموسة.
ويقول السيد محمد الأسعد معاون مدير التجارة الداخلية: إن حاجة المحافظة اليومية من الدقيق تبلغ 1600 طن يجري توزيعها في الأحوال العادية على 537 فرناً خاصاً و22 فرناً عاماً و22 مخبزاً احتياطياً، لكن الظروف الحالية تسببت في توقف أغلبية تلك الأفران عن العمل بسبب عدم التمكن من إيصال الدقيق لها بأية وسيلة وذلك بدءاً من السابع والعشرين من الشهر الماضي، وحالياً هناك 7 أفران عامة هي التي تعمل ويقع على عاتقها تأمين حاجة المحافظة من الخبز وهي مهمة شبه مستحيلة، ونتمنى أن تتمكن الجهات المسؤولة من تأمين الدقيق لتصحيح هذا الوضع الصعب.

 

 

600 طن إنتاج مطاحن حماة من الدقيق يومياً .. العمل بالطاقة القصوى على مدارالساعة الصيانة تتم إسعافياً فقط

 

الكثيرون من ممتطي الأزمات أخذوا دوراً كبيراً في الأزمة التي تمر فيها سورية في هذه الأيام معتقدين أن إيلاء الأهمية للوضع الأمني من قبل الجهات المسؤولة يعطيهم الحق والشرعية في استثمار قوت الشعب والمتاجرة به بعد تغليف ضمائرهم بأغلفة سميكة لا تمرر النور وتحجب أعين الرقابة عن أعمالهم الدنيئة التي لا تقل بشاعة عما تقوم به العصابات الإجرامية التي تقتل بالرصاص لأنهم يحاربون إخوتهم الفقراء في الوطن بلقمة أطفالهم وأهلهم ولهذا برزت أزمة الرغيف في بعض الأماكن والتي لا تزال تحت السيطرة رغم كثرة المحاولات لزعزعة القدرة على توفير هذا القوت الأساسي للمواطن والذي عدّته الدولة خطاً أحمر لن تقبل بالاعتداء عليه بأي حال أو شكل وستبقى تدعمه بكل قوة.

 

 

محاربة تجار الدقيق

 

تقول الوقائع التي رواها المواطنون إيهاب وسليمان وأبو المجد وأبو تمام وجورج ومحمود وأبو إلياس لتشرين وهم من سكان مدينة حماة وريف المحافظة: إن بروز عدد من عديمي الأخلاق والضمائر الذين ركبوا موجة الأزمة الأمنية والمؤامرة التي تتعرض لها سورية وخاصة ممن يعرفون بأنهم كانوا عمالاً أو مستخدمين في المخابز وتحولوا بين ليلة وضحاها إلى تجار ورجال أعمال، إما مخفيين أو ظاهرين، وأصبحوا يتاجرون بمادة الدقيق التمويني التي تعد من السلع المدعومة والممنوع تداولها في الأسواق بالتواطؤ مع بعض أصحاب ومستثمري المخابز الخاصة الذين غفت ضمائرهم واستغلوا الأزمة لتجزئة مخصصاتهم من الدقيق التمويني الذي يباع لهم بالسعر المدعوم بحيث يخبزون الجزء الأقل ويبيعون الجزء الأكبر بأسعار السوق السوداء الذي يتراوح بين 27 - 35 ليرة للكغ الواحد للتجار أو المعارف، كما يقومون ببيع جزء كبير من مخصصاتهم من مادة المازوت المدعوم الذي يسلم لهم بسعر 7 ليرات ويصلهم يومياً مهما كانت الظروف ويتذرعون بالتعطل عن العمل لعدم توافر المازوت وهذا غير صحيح إطلاقاً ليقوم بعضهم من الوضيعين ببيعه تحت جنح الظلام بأسعار تتراوح بين 65 ليرة و80 ليرة حسب الزبون مستفيدين من ضعف الرقابة، وربما لأسباب أخرى يقول المواطنون أنهم يجهلونها ولكنها كما وصفوها تدخل في بند الفساد.
وأضاف المواطنون: إن هناك بعض العاملين من اللصوص في المخابز العامة يسرقون الدقيق ومنهم من قبض عليهم بالجرم المشهود وهم يسرقون الدقيق بالأكياس من فوق الجدران أو بالتواطؤ مع الحراس ونشرت الصحف الرسمية أخباراً عنهم ولم تتم محاسبة من يقومون بالتغطية عليهم واستمروا في ممارسة أعمالهم وكأن شيئاً لم يكن ونطالب بمحاربة تجار الدقيق ومن يقف معهم مهما كانت صفتهم.

 

 

تسهيلات

 

قبل الأزمة كانت بعض الإجراءات تتم مركزياً ونظراً للظروف الطارئة وتخفيفاً عن أصحاب المخابز قامت الشركة العامة للمخابز بتقديم عدد من التسهيلات والمرونة في العمل حيث تم فتح حسابات في فروع المصارف المنتشرة في مراكز المناطق والمدن الكبيرة ليتمكن أصحاب المخابز من تسديد قيمة الدقيق والذمم المالية في أي فرع قريب منه ويأتي بإشعار مالي إلى الوجهة المقصودة ليحصل على ما يريد من قطع كميات أو سواه كما تم تحويل المخصصات وحسب رغبة أصحاب المخابز إلى أقرب مطحنة تناسب موقع المخبز الجغرافي لتيسير وصول الدقيق بالسرعة الممكنة ومن دون أي تكاليف إضافية.
وأكد مدير فرع الشركة العامة للمخابز في محافظة حماة فيصل حلاق أن كل مخابز المحافظة مدينة وريفاً تحصل على كامل مخصصاتها المقررة من الدقيق من دون أي نقص لافتاً إلى أن ضعاف النفوس من أصحاب المخابز الذين لا يخبزون كامل الكميات المسلمة لهم هم أساس أزمة الرغيف والكميات كافية لسد حاجة المحافظة مع الوافدين لها من أبناء المحافظات الأخرى..
وأشار حلاق إلى أن مطاحن حماة الثلاث الموجودة في المحافظة تعمل بطاقتها القصوى على مدار الساعة من دون توقف حتى في أيام العطل والأعياد الرسمية والدينية ولا يتم التوقف إلا في حالة حدوث عطل طارئ لتتم الصيانة إسعافياً والعودة للعمل مباشرة وهذا أدى إلى توقف الصيانات الدورية التي كانت تجرى سنوياً ودورياً للمعدات وتتم خلالها أعمال التطوير والتحديث وإدخال تقنيات جديدة لتحسين العمل والأداء.
وذكر حلاق أن المطاحن رفعت طاقتها الإنتاجية من 450طناً يومياً قبل الأزمة الراهنة إلى أكثر من 600 طن حالياً لدرء أي ذريعة تتعلق بتوافر الدقيق. و

 

 

تعديات

 

فيما يتعلق بما تعرضت له مادة الدقيق في محافظة حماة من تعديات المجموعات المسلحة والإرهابية التي تستهدف حياة المواطنين ولقمة عيشهم أفاد حلاق بأن العصابات المذكورة قامت بسلب سيارة بما فيها محملة بكمية تزيد عن 11طناً من الدقيق على طريق عام حماة – سلمية كما تمت سرقة سيارة حمولة 4 أطنان في مدينة حماة عائدة للشركة العامة للمطاحن وتفريغ حمولة سيارة تنقل أكثر من 11 طناً بعد اقتياد السيارة إلى مكان مجهول وإنزال السائق منها لتعثر الجهات المختصة على السيارة فارغة في إحدى مناطق الريف وقد سرقت كل محتوياتها من الدقيق وغيره.

 

 

تحسين الأدء

 

تجدر الإشارة إلى أهمية تعاون الجهات المعنية مع اللجان الأهلية المتطوعة التي شكلت لمساعدة الجهات الرقابية في تحسين أدائها واتخاذ إجراءات رادعة بحق من تثبت مخالفتهم للقوانين والأنظمة النافذة ومحاسبة المسؤولين المقصرين الذين يسهمون بطرق مباشرة أو غير مباشرة بتشجيع ضعاف النفوس على التمادي في غيهم وتمردهم.

 

المصدر: تشرین