شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

أردوغان و أحلام العصافير

كانت نتيجة الصخب الاعلامي التركي ، الاعلان عن انخراط تركيا في التحالف الدولي الذي تقوده امريكا ضد "داعش"
رمز الخبر: 12895
13:01 - 02 August 2015
شیعة نیوز/ كما كان متوقعا لم يكن هدف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ، من انخراطه في التحالف الدولي ضد "داعش" ، سوى خصومه التقليديين ، وهم الاكراد، الذين وقفوا في وجه حليفه التقليدي "داعش" في شمال سوريا ، قبروا حلمه في قضم ما امكن من الاراضي السورية ، التي لم تخف الحكومات التركية المتعاقبة ، لاسيما حكومة حزب "العدالة والتنمية" ، التي تعتبر نفسها الوريث الشرعي للعثمانيين.

قبل اسبوع من الان اثارت حكومة اردوغان ضجة اعلامية كبيرة على وقع التفجير الارهابي الذي شهدته بلدة سروتيش التركية ذات الاغلبية الكردية، والذي ذهب ضحيته 32 من الشباب الكردي ممن كانوا يحتفلون من اجل الانتقال الى بلدة عين العرب(كوباني) بهدف اعمارها ، محملة "داعش" المسؤولية ، مهددة هذا التنظيم التكفيري بالويل والثبور وعظائم الامور، رغم ان "داعش" لم تعلن لحد الان مسؤوليتها عن التفجير.

وكانت نتيجة الصخب الاعلامي التركي ، الاعلان عن انخراط تركيا في التحالف الدولي الذي تقوده امريكا ضد "داعش" ، وكذلك السماح للطائرات الامريكية استخدام القواعدالعسكرية في انجرليك وديار بكر ، للقيام بمهام عسكرية في سوريا.

ويلفت نبيل لطيف في مقال تابعته "المسلة"، ان اغلب المحللين السياسيين ، شككوا منذ اليوم الاول بنوايا اردوغان من وراء انخراطه في التحالف الدولي ، فالمعروف ان اردوغان وحكومته من اكبر داعمي الجماعات التكفيرية في سوريا وفي مقدمتها "داعش" و "جبهة النصرة" ، ولولا هذا الدعم التركي لما وصلت الاوضاع في سوريا الى ما وصلت اليه الان.

بعد اسبوع من انخراط تركيا في التحالف الدولي ضد "داعش" ، كانت حصيلة الغارات والقصف التركي الذي استهدف "داعش"!! على الجانب الاخر من الحدود ، هي قتل نحو 260 مقاتلا كرديا!! من حزب العمال الكردستاني!! ، بالاضافة الى مئات الجرحى ، هذا ما ذكرته وكالة الاناضول التركية الرسمية بالضبط.

وتم قصف مراكز لوحدات حماية الشعب  الكردية التي تقاتل "داعش" عند اطراف بلدة جرابلس الكردية التي مازالت تحت سيطرة "داعش" ، اكثر من اربع مرات من قبل مدفعية الجيش التركي ، وقد بررت القيادة العسكرية التركية القصف ، باطلاق نار من الجانب السوري.

وخلال هذا الاسبوع لم تطلق تركيا طلقة من مسدس على "داعش" رغم انه لم يفصل "داعش" عن القوات التركية الا مئات الامتار ، بل على العكس تماما ، قامت المدفعية التركية بقصف "وحدات حماية الشعب” الكردية التي كانت في حال الهجوم لطرد "داعش" من مدينة جرابلس القريبة من الحدود ، الامر الذي دفع قيادات في "وحدات حماية الشعب” الكردية لتحديد موقفها من الممارسات التركية التي تصب باكملها في صالح "داعش".


وفي اعلان يكشف الغطاء عن النوايا الحقيقية وراء انخراط اردوغان في التحالف الدولي ضد "داعش"!! ، ذكرت وكالة الاناضول التركية الحكومية ان بين الجرحى شقيق رئيس حزب "الشعوب الديموقراطي" الكردي صلاح الدين دمرتاش ، الذي كان وراء خسارة حزب اردوغان "حزب العدالة والتنمية" للاغلبية التي كان يحتاجها لتغيير النظام السياسي التركي من البرلماني الى الرئاسي.


الاعلان التركي عن وجود شقيق دمرتاش بين الجرحى ، جاء بعد ان فتح القضاء ، العصا الغليظة بيد اردوغان ، تحقيقين بحق زعيمَي حزب حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دمرتاش وفيجن يوكسيك داغ ، بتهمة "الترويج لمنظمة ارهابية" ، حيث يؤكد اغلب المراقبين للمشهد التركي ، ان اردوغان من خلال مغامرته غير المدروسة في العراق وسوريا ، يسعى للانتقام من صلاح الدين دمرتاش وحزبه ، ومغازلة القوميين الاتراك ، و وضع الشعب التركي بين خيارين لا ثالث لهما ، اما منح حزب العدالة والتنمية الاغلبية التي يريدها اردوغان باش شكل من الاشكال ، واما الفوضى والانهيار الامني والاقتصادي.


ويعتقد لطيف بأن "سلوك اردوغان مع الاكراد ، اثبت ان الرجل لم يكن يوما مقتنعا بالسلام الذي كان يتحدث عنه مع الاكراد ، وانه كان يسعى كل هذه الفترة ، من اجل الحصول على اصوات الاكراد ، لتغيير النظام السياسي في تركيا ، والتاسيس لجمهورية تركية يحكم فيها وحزبه لعقود طويلة.

لهذه الاسباب وغيرها اتهم صلاح الدين دمرتاش ، حكومة اردوغان بانها وراء التفجير الارهابي الذي حصد ارواح اكثر من 30 شخصا وجرح اكثر من 200 اخرين في بلدة سروتيش الكردية ، كما اتهم اردوغان بانه يسعى لحرمان الاكراد من الربط بين مناطقهم في شمال سوريا ، وهو ما يقوي شوكة "داعش".


التطورات الميدانية والسياسية في تركيا وعلى الحدود التركية العراقية والتركية السورية ، تؤكد صدقية اتهام دمرتاش لاردوغان ، الذي يجازف بدفع تركيا الى نفق مظلم لا نهاية له ، لارضاء اطماعه في السلطة عبر ارغام الاتراك والاكراد للتصويت لحزبه في حال حصول انتخابات مبكرة ، ولارضاء نوازع الهيمنة وتحقيق حلم العثمانيين في سوريا.

وفي مقدمة هذه الاحلام احتلال حلب ،انطلاقا من اعتقاده ان سوريا ماضية نحو التقسيم ، وان تركيا احق من الجميع في الحصول على جزء كبير من الكعكة السورية ، ناسيا او متناسيا ، ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء ، وان حلم اعادة الحياة الى جثة الامبراطورية العثمانية المتعفنة ليست الا احلام عصافير تعشعش في رأس اردوغان.

وان الشعب السوري لم ولن يرضى ان يكون مرة اخرى تحت حكم السلطان العثماني ، الذي كان يحتقر العرب ، وان رأس اردوغان سترتطم بالواقع السوري عاجلا ام اجلا ، وما هستريا اردوغان ودخوله الحرب على سوريا بهذا الشكل الجنوني ، محاربا من يحارب "داعش" ، الا دليلا على فشل حروب اردغان بالوكالة ضد سوريا .

لذلك ستفشل حرب اردوغان الحالية على سوريا ايضا ، فلا الشعب ولا الجيش ولا القيادة السورية تسمح ان تتحول سوريا الى ساحة يصول فيها اردوغان ويجول ، كما لن يسمح حلفاء سوريا بذلك ولا الظروف الاقليمية والدولية ايضا، وان غدا لناظره قريب.

إنتهی/AR01

المصدر: المسلة
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: