شیعة نیوز/ استهدف هجوم بعبوة ناسفة سيارة للشرطة في 28 يوليو/تموز، في قرية سترة ذات الغالبية الشّيعية، جنوبي العاصمة المنامة، ما أسفر عن مقتل رجلي شرطة وإصابة خمسة آخرين. ليست الهجمات ضد الشّرطة أمرًا جديدًا في البحرين، حيث كانت السّلطات تحاول قمع الاحتجاجات الشّيعية منذ العام 201. على مدى السّنوات الأربع الماضية، قُتِل عناصر الشّرطة بطرق بسيطة نسبيًا، كالدّهس بالسّيارات أو بعد إصابتهم بأسلحة نارية أو قنابل أنبوبية أو قنابل المولوتوف. مع ذلك، يبرز تحليل تكتيكي لهجوم 28 يوليو/تموز أنّه مختلف عن الهجمات السّابقة ضد الشّرطة في البحرين. أولًا، يبدو أن العبوة الناسفة صُنّعت باستخدام مواد شديدة الانفجار، بعكس ذلك المُستَخدم غالبًا في تصنيع القنابل الأنبوبية. ثانيًا، تظهر صور الهدف أن العبوة المستخدمة أدّت إلى ظهور شظايا، موحدة الشّكل، دائرية، كمحمل الكريات، بدلًا من كونها غير منتظمة الشّكل، كالمسامير أو البراغي. ويبدو أن انتشار الشّظايا كان منتظمًا أيضًا بطريقة ما، ما يدل على أن الجهاز كان ذو اتجاه أرضي، من نوع الألغام المضادة للأفراد، أو إصدار مبتكر من سلاح مماثل.
بالإضافة إلى نوع الذخائر المستخدم، يبدو أنّه تمّ التّخطيط جيدًا للهجوم وتنفيذه. الضّرر الحاصل في سيارة الشرّطة يوحي بأنّه تم تشغيل العبوة في الوقت الأمثل- غالبًا يتم تشغيل العبوات في وقت مبكر جدًا أو متأخر جدًا، ما يؤدي إلى فشل الهجوم. أيضًا، زُرِعت العبوة على طريق معروف باستخدامه من قبل الشّرطة وفي مكان يتيح لمشغل العبوة رؤية الهدف بشكل واضح.
مجموعة لم تُعرَف سابقًا، تًدعى سرايا وعد الله، أعلنت مسؤوليتها عن الحادث في تغريدة نُشِرت على موقع تويتر. قالت المجموعة إن هذا الهجوم هو الأول وهددت بالمزيد. وتوحي درجة دقة الهجوم بأن الفاعل الجديد- أو الموجود سابقًا، الذي تلقى مساعدة أو تدريبًا خارجيين- كان بالفعل مسؤولًا.
حمّلت السّلطات البحرينية مسؤولية الهجوم لإيران، التي لطالما تم اتهامها بالتّحريض وتجهيز الميليشيات الشّيعية في الإمارة. وزعمت السّلطات البحرينية أيضًا في الأيام الأخيرة أنها اعترضت شحنة من الأسلحة والمتفجرات القادمة من إيران والموجهة إلى المعارضين الشّيعة. قوات الأمن قالت إن المتفجرات المضبوطة كانت من ذات نوع المتفجرات المُستَخدمة في الهجوم لقاتل في 28 يوليو/تموز، على الرّغم من أنًها لم تحدد النوع الذي يتم الحديث عنه. كانت السّلطات البحرينية قد ضبطت مخابئ للأسلحة والمتفجرات في الماضي، ما ثبت اعتقادها بأن شحنات الأسلحة كانت في طريقها من إيران إلى المعاضرين الشّيعة في البحرين. ونظرًا لتاريخ إيران بتسليح وتدريب المقاتلين في المنطقة، فإنه من المحتمل أن تكون طهران دربت وسلحت واضعي هجوم 28 يوليو/تموز.
البحرين ليست البلد الخليجي الوحيد الذي يواجه مشاكل أمنية. في القطيف في المنطقة الشرقية في السعودية، قُتِل اليوم أحد عناصر الشّرطة وأصيب اثنان آخران عندما تعرضت السّيارة التي كانوا يستقلونها لإطلاق نار على يد قناص في سيارة أخرى. وأفيد عن اعتقال رجلين على صلة بالقضية. وفي حال كانت المجموعة التي هاجمت دورية الشّرطة شيعية، فقد يكون ذلك مؤشرًا على غضب الشّيعة من السّلطات إثر الهجمات الأخيرة على المسجد على يد عناصر كتيبة ولاية نجد التّابعين لداعش.
يُحتَمَل أن يكون الهجوم أيضًا من عمل الجهاديين الذين ينشطون في المنطقة، على أمل زرع الفتنة الطّائفية بين الحكومة وقوات الأمن والشّيعة. وفي نقطة أخيرة يجب أخذها بعين الاعتبار، يحتمل أن يكون الهجوم مجرد مسألة جنائية لا علاقة لها بالصّراع الطّائفي على الإطلاق. من المعروف أن المهربين المدججين بالسّلاح والمجموعات الإجرامية الأخرى يعملون في المنطقة. ومع كون ذلك احتمالًا سطحيًا، يجب أخذ العوامل كلها بعين الاعتبار.