شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

سيناريو مصر تتكرر في ليبيا: صراع إستخباراتي لـ"حسم عسكري"على نمط السيسي

وجهة نظر جبريل وهو السياسي الليبي الأوفر حظا في معادلة الاقليم والدول العربية وبعض اقنية المجتمع الدولي كانت قد مالت لتشخيص الوضع الداخلي ضمن رؤية شاملة سمعتها منه ‘القدس العربي’ مباشرة قبل بروز التطورات الحادة واللافتة خلال الـ 72 ساعة الماضية.
رمز الخبر: 10259
14:57 - 22 February 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

يمكن تتبع الخط البياني للأحداث الساخنة في ليبيا من خلال رصد التعليقات والمعطيات والوقائع التي تحدث عنها رئيس الائتلاف الوطني الليبي محمود جبريل عدة مرات مؤخرا في اطار نشاط واضح تقول الوقائع اليوم ضمنيا بانه استهدف التسخين قبل التصعيد.

وجهة نظر جبريل وهو السياسي الليبي الأوفر حظا في معادلة الاقليم والدول العربية وبعض اقنية المجتمع الدولي كانت قد مالت لتشخيص الوضع الداخلي ضمن رؤية شاملة سمعتها منه ‘القدس العربي’ مباشرة قبل بروز التطورات الحادة واللافتة خلال الـ 72 ساعة الماضية.

والائتلاف الليبي الذي خرج من مولد الانتخابات الأخيرة بلا حمص وبلا اغلبية عمليا بدأ اشتباكه مع الواقع الموضوعي بالوثيقة المهمة التي طرحها جبريل الشهر الماضي على الفرقاء في طرابلس وبنغازي على امل المساهمة بتوافقات تعيد الائتلاف كقوة سياسية واجتماعية معتدلة الى واجهة الاحداث.

الوثيقة عددت في ذلك الوقت ست مشكلات كبيرة للواقع الليبي أهمها السلاح غير الشرعي والكتائب العسكرية الفوضوية ونفوذ الاجنحة المسلحة المتشددة والدور السلبي للمفتي العام مع سلبية الحكومة الحالية التي يبدو انها خارج سياق التغطية عندما يتعلق الامر بالفعل وانتاج القرار والواقع الموضوعي.

على نحو او آخر ربطت ‘القدس العربي’ بين التشخيصات التي استمعت اليها عدة مرات من قادة بارزين في الائتلاف الوطني بينهم جبريل نفسه وبين الاحداث التي تجري اليوم على شكل مواجهة او معركة مصطنعة عنوانها الاساسي البحث عن طريقة للحسم العسكري في ليبيا على اعتبار ان الواقع معقد جدا والاطراف اغلبها متوازية القوة واللجوء لخيار التدخل الاجنبي صعب وغير متاح.

وعلى اعتبار ان الازمة متعددة الاوجه اجتماعيا وامنيا واقتصاديا كما قال جبريل في جلسة سياسية حضرتها ‘القدس العربي’ بالعاصمة الاردنية عمان.

آنذاك شدد الرجل على صعوبة الاستعانة بالخارج لتحقيق توازن في القوة العسكرية يسمح بعملية سياسية جديدة على اعتبار ان ذلك مدعاة للتخوين والتكفير في المجتمع الليبي وانه ايضا مدعاة للخضوع الى اجندات قوى غربية لديها مصالح في عدم انتاج حالة استقرار في الواقع الليبي.

‘الليبيون عند التظاهر شرسون وقادرون على تعديل مزاج الواقع ‘ قال جبريل ـ وهو يتحدث عن الحاجة الموضوعية لقوة تتصدر باسم بناء الجيش الوطني حتى تحسم فوضى الميليشيات والسلاح المنفلت.

دون ذلك ستبقى الجهود عبثية في رأي مجموعة الائتلاف الوطني ولن تكون منتجة لأن ليبيا اصبحت مسرحا لأجندات اجهزة الاستخبارات الغربية والعربية والافريقية التي تعبث بالجميع، ولأن الليبيين مستلبون للحالة الراهنة وقوامها البقاء في منطقة الصفر قبل بناء الدولة كما قال الناشط السياسي عماد الهوني.

اوراق محددة في السياق كشفتها مجالسات جبريل منها وجود منافسات تمويلية خليجية على الساحة الليبية، ووجود اتصال بين اجهزة الاستخبارات الروسية وما سمي في جنوب البلاد بظاهرة كتائب القذافي التي عادت للظهور.

ومنها ايضا التأثير الحيوي للملف المصري على الواقع الامني الليبي وعلى اساس ان الاخوان المسلمين راغبون بالعودة الى الحكم في مصر او افساد الحكم المناقض لهم بالحد الادنى وليبيا قد تكون ساحة حيوية لهم في حال الانتقال الى مستوى تنفيذ هذا البرنامج ، الامر الذي يفسر حالات خطف مصريين والاعتداء عليهم في بنغازي مقابل الافراج عن اصوليين متشددين اعتقلتهم السلطات المصرية.

هذا الخليط من فوضى الاجندات والبوصلات انتهى فيما يبدو برسم سيناريو كشفت مصادر مطلعة جدا لـ ‘القدس العربي’ عن حقائقه ودلالاته.
السيناريو يبدأ من فكرة سحب الشرعية من المؤسسات الانتقالية التي برزت بعد حكم القذافي والتي يسيطر عليها الاخوان المسلمون اكثر من غيرهم.

ابرز هذه المؤسسات هي المؤتمر الوطني الذي يدير في الواقع شؤون البلاد ويسيطر وهذا الاهم على خزينة الدولة عبر مقايضة تدعمها بعض الدول الغربية.
وفقا لمجموعة جبريل تحول كثيرون ممن نجحوا في الانتخابات الى اخوان مسلمين داخل المؤتمر الوطني بعد نجاحهم على اسس قبلية او مناطقية.. هؤلاء اطلقوا لحاهم وتبنوا خطابا دينيا تواطأت معهم مفاصل الحركة الاخوانية التي تسيطر بدورها على القرار في مؤسسات حيوية منها المؤسسة الامنية والعسكرية ومنها مطار طرابلس ومنها بعض الفرق المسلحة التي تكفلت بالسهر على ارعاب واخافة رئيس الوزراء زيدان.

لذلك تبدو مؤسسة المؤتمر الوطني محور الأحداث الأن في اطار خطة بعض قادة الثورة ضد القذافي لسحب الشرعية واعادة انتاجها مما يبرر ويفسر البيانات العسكرية التي صدرت باسم كتائب الزنتان المقربة حسب الترجيحات للائتلاف الوطني بقيادة جبريل مما دفع المؤتمر الوطني للاستعانة بدوره بكتائب مصراتة التي تعتبر الاعنف والاقوى من حيث التسليح والاقرب بنفس الوقت للحركة الاسلامية فيما يبدو ان كتائب طرابلس تدين بالولاء للمجلس العسكري بقيادة عبد الحكيم بلحاج.

تعني هذه المعطيات ان معركة الكتائب التي دارت خلال الساعات الماضية وعلقت في وسطها مؤسسة المؤتمر الوطني برموزها ودورها الاساسي هي في الواقع معركة ضد الاخوان المسلمين والشرعية التي يعلنونها ويتمسكون بها مما يفسر دعم دول عربية من بينها الامارات ومصر والسعودية لسيناريو الحسم العسكري املا في اطلاق عملية سياسية جديدة في ليبيا بادبيات انقلاب السيسي وما بين الاحداث هو ليس اكثر من موجات ارتدادية واضطرابات تسبق اي حسم من اي نوع.

النهاية

إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: