شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

ثقافة الكراهية والدجل والقتل نتائجها مستنقعات دماء في العراق ومجازر بشرية في سورية

تؤدي فتاوى القتل التي يطلقها دعاوة ورجال دين بصورة سرية وعلنية الى مذابح دموية لم يشهد لها التاريخ الاسلامي يوما. ولا تتعلق هذه الفتاوى بحالات واضحة محددة كما في حالات الحروب والجهاد المبين …
رمز الخبر: 6557
14:14 - 20 June 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

 تؤدي فتاوى القتل التي يطلقها دعاوة ورجال دين بصورة سرية وعلنية الى مذابح دموية لم يشهد لها التاريخ الاسلامي يوما.

ولا تتعلق هذه الفتاوى بحالات واضحة محددة كما في حالات الحروب والجهاد المبين دفاعا عن العرض والبلاد والدين، بل يغلب عليها في الكثير من الاحيان الموضوع الملتبس

الذي يؤدي بمنفذ الفتوى الى قتل نفسه بين جموع من ابناء الدين نفسه لكن من مذهب آخر.

ونشرت في هذا الصدد وكالة (آي بي إس) تقريرا، اليوم، يقول ان علماء الدين في المملكة العربية السعودية يقودون "حملة عالية النبرة للدعاة الذين يحرضون المسلمين والعرب على دعم الثوار السوريين ضد ما يقولون أنه فظائع ترتكبها القوات المدعومة من إيران والتابعة للرئيس السوري بشار الأسد".

والمشكلة هو تصنيف هذه القوات التابعة للأسد على انها قوات " شيعية" خالصة بحسب ما تعنيه الفتوى، وهذا مجاف للحقيقة تماما.

ففي يوم الجمعة الماضي، أصدر إمام المسجد الحرام في مكة المكرمة، الشيخ سعود الشريم، نداءً نادراً من نوعه للمسلمين لتقديم المساعدة "بكل الوسائل" للثوار السوريين والمدنيين المحاصرين في الصراع السوري.

وبحسب الوكالة قام الشيخ السعودي (العريفي) الذي يحظى بشعبية في مصر بالدعوة في خطبته بمسجد في القاهرة، ومناشدة الآلاف من المصلين لدعم الجماعات التي تقاتل نظام الأسد، وحث جمهوره على "الإنخراط في الجهاد".

وفي يوم الخميس، تجمع العشرات من العلماء المسلمين، ومعظمهم من الخليج، في القاهرة لدراسة خطط الدعوة إلى "نداء دولي للجهاد في سوريا".

وترى الوكالة في نفس الوقت ان قناة العربية وهي قناة تلفزيونية ممولة من السعودية ذات إتجاه ليبرالي في مجمله، قد إستضافت الشيخ يوسف القرضاوي، ومقره في الدوحة بقطر، للحث على "دعم الجهاد ضد قوات حزب الله التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد في سوريا".

وبسبب الفتاوى التكفيرية، تحولت أرضية حسينية "حبيب بن مظاهر" الى برك من الدماء فيما تلطخت جدرانها وسقفها بأشلاء 31 طالبا جامعيا، كانوا يؤدون الصلاة قبل دخولهم الامتحان في هجوم نفذه انتحاريان يرتديان حزامين ناسفين استهدف الثلاثاء مصلين داخل الحسينية التي تقع في الجهة المقابلة لجامعة الامام جعفر الصادق الاهلية المتخصصة بالعلوم الانسانية في حي القاهرة في بغداد في العراق.

ويأتي تصاعد وتيرة النداءات الدينية بعد أسابيع من تصعيد ميليشيات حزب الله تدخلها في سوريا وإجبارها قوات المتمردين على الخروج من بلدة القصير الهامة إستراتيجياً.

لكن المشكلة هو النظر الى تدخل الحزب على انه حرب مذهبية، لكنه حين قاتل اسرائيل لم ينظر الى الامر على هذا النحو.

وكان المتمردون قد سيطروا على القصير لعدة أشهر. وشهد سقوط المدينة تحولاً في ميزان القوى منذ أن حمل المتمردون السلاح في ديسمبر 2011 وطردا قاموا القوات الحكومية من عدة مدن.

وتأتي دعوات الجهاد من علماء السنة ضد الأسد ليس باعتباره حاكما ( متفردا ) في السلطة او دكتاتورا بحسب وصف وسائل الاعلام الغربية له، بل لانه ينتمي الى الطائفة العلوية التي تعتبر شيعية ايضا.

وكانت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية قد لعبتا أدواراً مماثلة لمدة 10 سنوات أثناء الغزو السوفيتي لأفغانستان الذي بدأ عام 1979، حيث زودت واشنطن المجاهدين الأفغان بالأسلحة وساعدت المملكة العربية السعودية بتمويل وتقديم تبريرات دينية مماثلة لمحاربة القوات السوفيتية.

وشجع سيل الفتاوى" المذهبية " لمقاتلين من السنة والشيعة من كافة الدول ولاسيما الدول المجاورة لسوريا الى التدفق للقتال مع او ضد نظام الرئيس بشار الاسد.

ويلقي العلماء السنة باللوم على إيران وحزب الله لتحويلهم الصراع بين دكتاتورية الأسد وشعبه الى حرب طائفية.

في حين يرى مسلمون لاسيما الشيعة، ان الفتاوى المذهبية التكفيرية ادت الى تصاعد العنف في العراق.

وتقول (آي بي إس) ان " عدة قنوات تلفزيونية عربية بثت خطبة الجمعة للشيخ سعود الشري على الهواء، علما بأن الشيخ الشريم يحظى باحترام واسع في العديد من البلدان المسلمة السنية، وكثيراً ما تسمع خطبه وتلاواته للقرآن في الأماكن العامة، وكذلك في البيوت".

وفي خطبته العاطفية، إنخرط الشيخ سعود الشريم في البكاء وهو يتذكر محنة المدنيين والنساء والأطفال في سوريا.

وقال أن " النساء فقدن أزواجهن، والأطفال تحولوا إلى لاجئين وبيوتهم تحولت إلى أنقاض بفعل قوى العدوان والطغيان.. وأضاف أن هذا يجعل كل واحد منا ملزم بتقديم يد المساعدة".

وفي الماضي كان الشيخ الشريم نادراً ما يقوم بالتعليق على السياسة، وذلك تمشيا مع خط الحكومة السعودية بالحفاظ على مواقع المقدسات الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة بعيدة عن السياسة قدر الإمكان.

فكانت خطبته خروجا ملحوظاً عن تلك السياسة، مما يدل على خطورة الوضع في سوريا.

أما في القاهرة، فقد ركزت خطبة العريفي، التي استغرقت ساعة كاملة، على ضرورة الإنضمام للجهاد. وقد أوضح رأيه بقوله أن التاريخ الحديث لم يشهد مثل هذه المجازر التي ارتكبها هذا النظام على مدى السنوات الـ 40 الماضية.

وحذر الشيخ العريفي، وهو الواعظ الديني تمتاز كتبه بالرواج وبرامجه التلفزيونية بالشعبية، بأنه في حالة نجاح التحالف (الشيعي) بقيادة إيران في سوريا، فسوف يستهدفون "الأطفال المسلمين في بلدان أخرى" ويقومون "بذبحهم كما فعلوا في سوريا".

وتعتبر دعوات الشريم والعريفي والقرضاوي هي الأحدث في سلسلة من الفتاوى الدينية التي تحث الناس على مقاومة قوات الأسد في سوريا.

ففي يوم الخميس، تجمع العشرات من علماء الإسلام السنة، ومعظمهم من الخليج، في القاهرة لإعلان "نداء عاجل للجهاد" في سوريا وحشد التأييد الشعبي للقتال هناك.

ونقلت وكالة (آي بي إس) عن جمال سلطان، رئيس تحرير صحيفة (المصريون) في القاهرة، أن هذا المؤتمر "سيكون له تأثيرات على أرض الواقع بالتأكيد.. وأن العالم يتصور أنه يستطيع أن يبيع الشعب السوري بثمن بخس لطغيان الأسد.. ويسعي الزعماء الدينيون لإثبات أن هذا مفهوم خاطئ ".

وشاهد المشاركون في المؤتمر، بما في ذلك الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهو حصن الإسلام السني ومقر المسجد المرموق للدراسات الدينية في مصر، فيلما وثائقيا يظهر إرتكاب حزب الله والقوات السورية الفظائع ضد المدنيين في مناطق الصراع.

وقال بيان على الموقع الإلكتروني للإتحاد العالمي للعلماء المسلمين، وهي المنظمة الإسلامية غير الحكومية التي نظمت المؤتمر، إن هذا الإجتماع يهدف "لإظهار الوجه الحقيقي لإيران، ونظام الأسد وحزب الله".

وإجتمع بعض من الحاضرين في المؤتمر في وقت لاحق الجمعة مع الرئيس المصري محمد مرسي في محاولة لحشد دعمه للجهاد. وفي اليوم التالي أعلن مرسي أمام آلاف من أنصار والزعماء الدينيين في استاد القاهرة، عن عدد من الخطوات ضد النظام السوري، بما في ذلك قطع جميع العلاقات مع دمشق.

وفي وسائل الإعلام الاجتماعية، يظهر تأثير الفتاوى في دفع انتحاريين الى تفجير انفسهم بين ابناء الشعب العراقي.

وتظهر صور ومقاطع فيديو برك من الدماء بعد كل عملية تفخيخ او تفجير انتحاري وسط الجموع.

ويلقي اغلب العراقيين اللوم على اصحاب الفتاوى التكفيرية مسؤولية ماي حدث ويحملون كذلك الدول التي تنطلق منها هذه الفتاوى المسؤولية.


النهاية
الوعی

إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: