شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

أطباء البحرين... وقود الثورة وضحيتها

خرج الناس لكتابة اسمائهم في سجل ثوارت الربيع العربي المزدهر يومها، فيما نصب أطباء البحرين خيامهم في جانب آخر من ساحة «دوار اللؤلؤة» الذي شهد أولى مجازر النظام البحريني ونظيره السعودي الذي احتل المملكة الصغيرة تحت غطاء خليجي وصمت دولي.
رمز الخبر: 9665
11:28 - 18 January 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:


ما حدث في البحرين لم يحدث من قبل. هي ثورة تكرّر نفسها منذ أكثر من عامين. الجموع التي خرجت إلى الشارع للمطالبة بالحرية، ما زالت تخرج بعزيمة بدائية وتتلقى الرصاص نفسه من القاتل نفسه. تعيدنا هذه الصورة إلى ما حدث في 14 شباط (فبراير) 2011 حتى اليوم.

خرج الناس لكتابة اسمائهم في سجل ثوارت الربيع العربي المزدهر يومها، فيما نصب أطباء البحرين خيامهم في جانب آخر من ساحة «دوار اللؤلؤة» الذي شهد أولى مجازر النظام البحريني ونظيره السعودي الذي احتل المملكة الصغيرة تحت غطاء خليجي وصمت دولي.

وحين نتحدث عن القاتل والضحية، لا يمكننا فصل مكوّنات الشعب البحريني. إذ جاء عقاب الأطباء نتيجة معالجتهم المحتجين وفق مبدأ الحياد الطبي، الذي دفنته السلطة الخليفية مع هدم «دوار اللؤلؤة» الذي جمع الشعب ضد القبيلة الحاكمة.

يمثّل «شوكة الأطباء_محنة الكادر الطبي في ثورة البحرين» (طبعة خاصة 2013) الذي صدر أخيراً عن مشروع «أوان ذاكرة اللؤلؤة»، وثيقة مرجعية مهمّة لقصص التعذيب التي تعرض لها الأطباء بروايتهم الشخصية، خصوصاً بعد عسكرة النظام لـ «مجمع السلمانية الطبي».

الكتاب حرّره صحافيون محليون بأسماء غير معلنة، خوفاً من الملاحقة في مملكة بات الخوف فيها سكيناً يهدّد رقاب الجميع. «شوكة الأطباء» سيرة أولى باللغتين العربية والإنكليزية لأحداث عاشها عدد من الأطباء في حربهم المستمرة ضد الموت.

الخوف من رواية ما حدث جعل مهمة جمع قصص التعذيب مستحيلة، لذلك جاء الفصل الأول خالياً من أسماء الضحايا تجنباً لإنتقام النظام من جديد. موقع «مرآة البحرين» الإلكتروني أخذ على عاتقه مهمة توثيق بعض الإنتهاكات بحق 51 من أهم أطباء البحرين واختصاصييها النادرين في مجالهم. تصدرت الكتاب مقابلات مع كل من علي العكري، ورولى الصفار، وابراهيم الدمستاني، وغسان ضيف وزوجته زهرة السماك، وباسم ضيف، ونبيل تمام.

روايات جعلت مبدأها التزامهم بالقسم والميثاق الطبي الذي سيكون وصمة العار على النظام والحدث الأكبر لما سمي يومها المحاكمات العسكرية، التي أدين فيها جميع الكادر الطبي بعقوبات تراوحت بين 5 إلى 15 سنة من السجن مع سحب تراخيصهم الطبية. توثيق يخبرنا المدونون عن توقفه مرات عدة بسبب رفض المساجين رواية ما حدث لهم، خوفاً من العودة مرة أخرى إلى أقبية السجون الخليفية.

الطبيب غسان ضيف سمع عن الثورة من أولاده الصغار، سجّل اسمه بعدها في خيمة الأطباء التي انشئت داخل «دوار اللؤلؤة». لم يعرف حينها أنه سيعاقب لمجرد المشاركة في رفع جرحى تساقطوا بيد النظام الذي قمع أكبر حركة إحتجاج في الجزيرة الصغيرة. سنقرأ قصصاً وروايات يعتقدها البعض خيالية لهول ما حدث.

هنا ستسقط أقنعة خصم وقاضي الشعب بسبب تعريضه الكادر الطبي البحريني لمحاكمات لأول مرة ربما في تاريخ الطب العالمي، وبتهم مضحكة، أساسها «انتهاك الحياد الطبي». كل ذلك جاء بعد محاولة النظام الترويج "لإجرام" هؤلاء، وقبل أن تخرج رواياتهم عن جحيم السجون والصرخات وجروح التعذيب التي عجزوا عن معالجتها هناك.

شتائم طائفية، وإرغام على الرقص، وعلى ترداد أصوات الحيوانات، والصعق بالكهرباء والضرب على الأماكن الحساسة، كانت بعضاً من جولة كل واحد من الأطباء والممرضين مع الألم. جولات التعذيب لا تنتهي، يتحدث أحدهم عن اجبارهم على سماع صراخ بعضهم أثناء وجبات التعذيب لإختبار صبرهم وصمودهم. يتم بعدها الطلب منهم التوقيع على اعترافات لم يقرؤوها. بعض اعضاء الكادر الطبي أطلق سراحه وعاد ليكون شوكة في حلق السلطة ويؤكد على صمود شعب ينتظر جرعته من الحرية.

مريم عبدالله ـ الأخبار اللبنانية

النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: