فرضيات خطيرة وجديدة حول إغتيال رياض الأسعد

لا يزال الالتباس والغموض يخيم حتى الساعة على مصير مؤسس ميليشيات الجيش الحر رياض الاسعد الذي تعرض مع عدد من قيادات هذه الميليشيات لهجوم من قبل القوات السورية أدى لمقتله، بحسب الرواية السورية الرسمية، فين حين لم تنشر المعارضة السورية اي تفاصيل عن هذا الخبر بل إكتفت بالقول ان الاسعد الذي نقل لاحدى المستشفيات التركية قد تعرض لاصابات خطرة نتيجة قصف بالطائرات الحربية السورية إستهدف منطفة ريف اللاذقية بينما كان بصحبة عدد من قيادات ميليشيات الجيش الحر.

المعارضة لم تتحدث عن أي تفاصيل متعلقة بما كان يفعله الأسعد في منطقة ريف اللاذقية، إلا ما صرحت به أمس مصادر سورية قريبة من الجيش لمراسل "الحدث نيوز” باللاذقية علي سرحيل التي قالت بأن "الاسعد كان على رأس مهمة لم تتم لانه قتل” تكشف القليل مما كان يحضّر له رياض الاسعد في ريف اللاذقية”.

مصادر سوية مطلعة ومقربة من المعارضة السورية كشفت للـ "الحدث نيوز” عن بعض ما كان يحضر له في منطقة ريف اللاذقية، حيث قال المصدر بأن "الأسعد كان في هذه المنطقة التي تشكل جزءاً هاماً من قدرات الجيش السوري الحر للاعداد لتوحيد كتائب عسكرية تابعة للحر ومتفرقة عن بعضها وذلك تحت قيادته وإشرافه بعيداً عن قيادة هيئة الاركان المشتركة التي يقودها اللواء سليم إدريس في المنفى”.

وأضاف المصدر بأن "الخلافات العميقة التي طافت على السطح بين الاسعد وقيادات الائتلاف الوطني السوري وهيئة الاركان المشتركة في الجيش الحر خصوصاً بعد عزله عن قيادة هذه المجموعة العسكرية والتصريحات الاخيرة التي أدلى بها الاسعد عن سرقة الثورة وضياعها وعمليات الفساد والاستغلال في الائتلاف كان لها تأثير بالغ على الكتائب المقاتلة على الارض، حيث بات بعضها يغرّد خارج سرب هيئة الاركان المشتركة، وبات يتمتع بقيادة ذاتية على مستوى المناطق معزولة عن القيادة الاساسية في الخارج”، مضيفاً بأن "احد أسباب هذا الخلاف والتشتت بين القوات المقاتلة والقيادة هي عزل رياض الاسعد الذي يتملك شعبية بين العديد من الوحدات المقاتلة التي إنفصلت عن قيادة الجيش الحر بعد عزل الاسعد”.

واشار المصدر في سياق المعلومات التي أوردها للـ "الحدث نيوز”، بأن العديد من المراسلات التي تمت بين بعض قادت الكتائب خصوصاً في منطقة ريف اللاذقية الشمالي، وبين رياض الاسعد الذي كان متواجداً في تركيا وبحمايتها، كانت تتمحور حول الطلب من الاسعد القدوم إلى المنطقة وتشكيل نواة قوى عسكرية معارضة موحدة تحت قيادته يكون شأنها قيادت العمليات العسكرية ضد قوات النظام والمحافظة على هذه المنطقة وتوسيع رقعت المناطق المحررة بمعزل عن القيادة المشتركة للجيش السوري الحر، حيث يكون هنا رياض الاسعد قائد فعلي لهذه الكتائب بصفة "قائد الجيش السوري الحر”. وقق قول المصدر.

وكشفت ان التنسيق بات على أعلى المستويات بين هذه الكتائب والاسعد، وإمتد حتى ابعد من ريف اللاذقية إلى مناطق ساخنة أخرى شمالاً وجنوباً، حيث كان الاسعد قد قام بعدة زيارات إلى منطقة ريف اللاذقية لتنسيق هذا الامر والاتفاق مع الكتائب وتشكيل غرفة العمليات والقيادة بالتنسيق مع كتائب في مناطق أخرى، حيث ان ما كان يحضر هو (شبه إنشقاق) "بحسب وصف المصدر” عن الجيش السوري الحر، وتشكيل جيش سوري حر آخر بقيادة داخلية معزولة بشكل كامل عن الخارج وهذا المخطط قد وصل إلى خواتيمه قبل عملية القصف.

وقال المصدر بسياق حديثه ان "قيادة الجيش السوري الحر والائتلاف السوري لقوى الثورة قد علم بما يخطّط وحاول منع الاسعد من القيام بذلك عدة مرات عبر إنذارة، كاشفاً بأن "الاسعد قد تلقى تهديداً مباشراً من هيئة الاركان المشتركة بـ "وضح حد له” في حال حاول شق صف الجيش السوري الحر أو الثورة”، وفق المصدر.

وعن عملية الاغتيال المفترضة، نفى المصدر إمتلاكه أي معلومات حول الأمر بسبب الغموض الذي يلف القضية، نافياً ان يكون النظام السوري هو الذي قام بعملية القصف، معتقداً بأن "مجموعات تابعة للجيش السوري الحر جناح (سليم إدريس) على علاقة بالامر، وأن ما جرى هو عملية تصفية داخلية لرياض الاسعد من قبل المعارضة، لوضع حد للمشروع الذي كان يعمل عليه الاسعد”.

وقد أبدى المصدر في ختام كلامه حزنه على الوضع المأساوي الذي وصلت إليه الامور بين مجموعات المعارضة بعضها بعضاً، خصوصاً بعد ما دخلت مجموعات القاعدة على الخط، حيث باتت الثورة (وفق رأيه) تعاني من خطرين اليوم، خطر النظام وهجمته العسكرية، وخطر القاعدة وبعض من يمهد لها الطريق ويدعمها من داخل المعارضة نفسها، وفق تعبيره.

النهاية

الحدث نیوز