شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

نتائج المعادلة الكيميائية في مختبر الغوطة

رمز الخبر: 8398
16:52 - 21 September 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

بعد الضربة الكيميائية التي حدثت يوم 21-08-2013 في الغوطة الشرقية بريف دمشق مباشرة وجه القطب الأمريكي ومن يدور في فلكه، التهمة بغطرسة وصلف الى نظام الاسد ووضعوها في دورق الضربة الكيميائية، ثم أضاف القطب الروسي ومن يدور في فلكه أدلتهم القوية بالنفي الى هذا الدورق، وبعدها اشتد التفاعل فيه وأخذا كلا القطبين يضيفان العوامل المساعدة على زيادة شدة التفاعل الى هذا الدورق، ولتخرج نتائج المعادلة الكيميائية بعد اتفاق كيري– لافروف في جنيف، بحضور جزء من هذا الأتفاق مبعوث الامم المتحدة الاخضر الأبراهيمي في (14 سبتمبر/ أيلول 2013) كالاتي:
 
· الكيان الغاصب الاسرائيلي فاز بالتخلص من الاسلحة الكيميائية السورية المدمرة التي تشكل خطر فعلي عليه دون أن يخسر قطرة دم من جنوده، ودون أن يخسر دولار واحد من خزينته! وهذا فضل قدمه له بعد أن قاتل نيابةً عنه، بأدراك أو بغيره، على طبق من ذهب كل من:
 
‌أ. الاسر الحاكمة في جزيرة العرب، وعلى رأسهم آل سعود بقيادة بندر بن سلطان "الكيماوي" المتهم الاول بأصطناع الضربة الكيميائية على رؤوس الابرياء في الغوطة، وسوف تضيف هذه الاسرة جريمة بشعة الى سجلها التاريخي الحافل في محاربة الامة العربية والاسلامية من أجل الحفاظ على سلطتهم!.

‌ب. الائتلاف السوري، والمجلس العسكري، وجبهة النصرة، وباقي القوى "الاسلامية" المتشددة والعاملة تحت لواء القاعدة.

‌ج. حكومة السلطان العثماني المنتفش أردوغان.
· روسيا الاتحادية: فازت فوزاً رائعاً في نجاح دبلوماسيتها الحكيمة، وأثبتت للعالم من جديد أنها قطباً حقيقياً عاد من جديد، ولا يمكن لسياسات القوى العظمى ان تتجاوزه، والفضل يعود الى هذا الرجل الداهية بوتن الذي أثبت للعالم أنه رجل دولة بالقول والفعل، وهذا سيحفز الكثير من الدول المتضررة من القطب الامريكي أن يتجهوا الى القطب الروسي ليحموا أنفسهم في مداره.
 
· أمريكا أيضا خرجت فائزة دون أن تتورط في حربٍ تعرف متى وأين تبدأ ولا تعرف متى وأين تنتهي، ونالت هذا الفوز دون ان تحمِّل ميزانيتها المترنحة عبئاً جديداً "فوزاً مجانياً" أيضا دون أن تزيد الرقم في عدد قتلاها الذين خسرتهم في حربها مع العراق وأفغانستان! كذلك، أقنع الرئيس أوباما العالم بالفعل أنه رجل سلم وليس رجل حرب، تمكن من تخليص المنطقة بل العالم من خطر وصول هذه الاسلحة الخطرة الى يد التكفيريين والارهابيين الذين يقاتلون على التراب السوري ضد النظام وشعبه، وسوف ينال جائزة نوبل للسلام التي تنتظره.
 
· إيران والعراق هما الوحيدان اقليمياً منذ بداية الأزمة السورية آثروا طريق العقل والحكمة، ونادوا بالحل السلمي عن طريق المفاوضات، حفاظاً على الارواح والممتلكات! ورفضوا الاحتراب، وبذلوا كل الجهد لابعاد الفتنة الطائفية! و ساهموا كالعامل المساعد الذي يضاف الى المعادلة الكيميائية لمساعدة التفاعل لكن في النتيجة يخرج كما هو دون ان يخسر شيء من خواصه! وهذا يعني أن أيران ساهمت بحنكة سياسية في ابعاد العدوان عن سورية وحزب الله نهائياً، أو على الاقل مؤقتاً، وأثبتت للعالم أنها قوة رادعة ولاعب مهم لا يمكن الاستغناء عنه في الحفاظ على التوازن الاقليمي والسلم العالمي.
 
  حكومة السلطان العثماني أردوغان تدخلت تدخل عدواني سافر في شؤون سورية، وبذلت على مدى أكثر من سنتين جهوداً دبلوماسية وعسكرية استخباراتية خيالية من أجل اسقاط نظام الاسد، وفتحوا الحدود على مصراعيها لدخول المرتزقة التكفيريين من أتباع القاعدة وما شاكلهم "المجاهدين" من كافة أنحاء العالم، هم وأسلحتهم! وقدموا لهم الخبرة والخدمات اللوجستيكية والتجسسية ظناً منهم سيسقطون نظام الاسد خلال أشهر على غرار ما حدث في ليبيا! وكانوا مستعدون أن يساهموا في العدوان دون موافقة مجلس الامن، كما أبدوا أستعداداتهم لجعل مطاراتهم وقواعدهم العسكرية في خدمة أمريكا! بأختصار بذلوا مساعي خيالية من أجل القضاء على هذا النظام وقلعه من جذوره! لكن سياستهم أثبتت فشلها، وبقى الاسد في عرينه، كما أن القطبين روسيا وأمريكا لم يلتفتوا لها أي حكومة أردوغان عندما ذهبوا الى جنيف وأتفقوا على إلغاء العدوان أو تأجيله على أقل إحتمال! فذهبت مساعيهم هبائاً مع الريح! كما ستنعكس هذه السياسة الفاشلة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وممكن يخرج أردوغان من رئاسة الحكومة والاسد ما زال جالس في عرينه.
 
· في جزيرة العرب كل من آل سعود، وآل ثاني، والاسر التي تحكم الامارات، هؤلاء فتحوا خزائنهم لِيُسرِفوا بالصرف على المرتزقة الذين جاءوا بهم الى سورية عبر تركيا ولبنان والاردن والعراق، وكذلك على "الجيش الحر" وتُقدِّر بعض الجهات مقدار ما صرفوا الى الآن حوالي تسعة مليارات دولار! كما بذلوا كل الجهود من أجل حث أمريكا بالعدوان على سورية، لدرجة أبدوا استعداداتهم على دفع فاتورة الحرب بالكامل لأمريكا! هؤلاء خابت سياساتهم بطرد الاسد من عرينه! لكنهم نجحوا فقط في إشعال الفتنة الطائفية والعرقية، كما نجحوا بجلب الارهابيين التكفيريين من كل مستنقعات العالم الطائفية ليقاتلوا النظام السوري وشعبه المظلوم نيابة عن إسرائيل وأسيادهم الامريكان! من يظن أن هؤلاء هدفهم حماية السنة في سورية فهو واهم، لأن السنة هم من يديروا البلد، ويسيطرون على غالبية مفاصل النظام الحاكم، بما فيه الجيش! وإذا كانوا هؤلاء غيارى على الاسلام والمسلمين، فهذه مايانمار امام اعينهم يُحرقون فيها المسلمون ويُهجرون ويتعرضون الى ابادة حقيقية! أين غيرتهم أمام هؤلاء؟ واذا كان هدفهم القضاء على "دكتاتورية الاسد" فبلدانهم أولى أن يجلبوا لها الديمقراطية، ويحمون المرأة عندهم من العبودية والاذلال.
 
· فرنسا: أثبتت حكومتها الحالية بقيادة فرانسوا أولاند، ووزير خارجيته لوران فابيوس على عدم كفائتها في تعاملها مع المسألة السورية، كان موقف فرنسا متصلب ومتغطرس، ليس لديها سوى خيار واحد! خيار الحرب الشاملة ولا تؤيد حتى ضربة تأديبية لنظام الاسد! كذلك عندما تخلت بريطانيا عن الذهاب الى الحرب بعد رفض مجلس العموم، واعلان أوباما بالتريث والذهاب الى أخذ موافقة الكونغرس الامريكي، بقت فرنسا متصلبة في موقفها في الذهاب الى الحرب! هذا ينم عن غطرسة وأستكبار ورعونة! وبالنتيجة أصبحوا مسخرة أمام الشعوب الاوربية، خاصة عندما لم يطلب من وزير خارجيتها حظور لقاء كيري_لافروف_الابراهيمي في جنيف.
 
· الجيش الحر، والجماعات المسلحة من الارهابيين التكفيريين الذين أتى بهم آل سعود بقيادة بندرهم الكيمياوي خاب ظنهم بأسيادهم الذين ياتمرون بامرهم وينفذون أجنداتهم، كما أثبتوا للعالم أنهم تجار حروب، همهم المال والسلطة على حساب الشعب السوري.
 
· سورية: نجحت في إلغاء العدوان أو ابعاده على الاقل لكسب مزيداً من الوقت بمساعدة حلفاؤها وعلى رأسهم روسيا الاتحادية، وبذلك جنبت شعبها والدول الأقليمية من كارثة فقط الله يعلم حجمها، وهذا فوز مهم في هذه المرحلة يقوي التحام الشعب السوري بقيادته، ويرفع معنويات الجيش العربي السوري.
 
أخيراً، ممكن يقول قائل أن نظام الاسد خسر بتخليه عن سلاحه الاستراتيجي الوحيد مقابل السلاح النووي للكيان الغاصب إسرائيل، الجواب: أولا هذه المبادرة أتت بعد مشاورة كل الحلفاء، وهم أدرى بتكليفهم وليس أغبياء.
 
ثانياً والاهم: إن هذا السلاح يشكل خطراً حقيقياً على الشعب السوري وعلى شعوب المنطقة في حالة تعرض سورية للعدوان وضرب مخازن هذا السلاح من قبل الاعداء، كما أن سورية اليوم في موضع حرج بسبب الاحتراب المستمر على أراضيها مع هؤلاء الارهابيين التكفيريين، وما يسمى بالجيش الحر، ولو وقعت هذه الاسلحة بيد هؤلاء سوف يهددون السلم العالمي ككل! لذا أرى هذه الخطوة حكيمة من قبل سورية وحلفاؤها، ابعدت الخطر عن العالم وتخلصت بها من عدوان فقط الله وحده يعرف مداه.

عاصم الجابري (روتردام)

النهاية
الزاوية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: