شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

إغتيال نشطاء الانتفاضة..الرهان الخاسر

واضح بأن السلطة استشعرت رعباً جرّاء استعادة الحراك لحيويته ونشاطه، ما يعني أن جميع حملات القمع والاعتقالات والقتل والتصفية والمطاردة والفصل من الوظائف والحرمان من الدراسة والسفر، ومحاصرة القرى والبلدات.. لم تكسر إرادة هذا المجتمع المتطلع الى مستقبل يتخلص فيه من حياة الارتهان لحكم مستبد وحياة تنضح ذلاً وهواناً.
رمز الخبر: 6709
13:34 - 29 June 2013

SHIA-NEWS.COM شیعةنیوز:
 

هل كان توقيت السلطات لاغتيال الشهيدين السعيدين الشاب علي المحروس والقيادي في ائتلاف الحرية والعدالة مرسي الربح عفوياً؟ أم له دلالات ومؤشرات تستهدفها السلطة؟.

ميدانياً شهدنا هدوء نسبياً امتدّ شهوراً، تخللته فعاليات احتجاجية ومطلبية على نحو مختصر ومختزل، وشهد بضعة حوادث بينها فبركات الداخلية باتهامات خلايا الت...جسس وما أعقبه من بيانات التنديد واحتجاز سماحة الشيخ الصفار في العاصمة الرياض وأخيراً اختطاف الناشط في الحراك الجماهيري الشاب عبد الله آل سريح.

في الايام القليلة التي سبقت اغتيال الشهيدين لمسنا نشاطاً دؤوبا للعديد من تشكيلات الحراك الثوري الميداني تحضيراًلفعاليات التضامن مع الأب الروحي للحراك آية الله الشيخ نمر النمر في الذكرى السنوية الأولى لمحاولة اغتياله التي انتهت باختطافه مضرجاً بدمائه الزكية.

واضح بأن السلطة استشعرت رعباً جرّاء استعادة الحراك لحيويته ونشاطه، ما يعني أن جميع حملات القمع والاعتقالات والقتل والتصفية والمطاردة والفصل من الوظائف والحرمان من الدراسة والسفر، ومحاصرة القرى والبلدات.. لم تكسر إرادة هذا المجتمع المتطلع الى مستقبل يتخلص فيه من حياة الارتهان لحكم مستبد وحياة تنضح ذلاً وهواناً.

وفي مراهنة حمقاء فاشلة قررت السلطات اطلاق قطعانها المتوحشة لتعربد مجدداً تخريباً للممتلكات وترويعاً للأهالي وتطفيشاً لهم وتضييقاً عليهم في نقاط وحواجز التفتيش، وأكملت حماقتها باغتيال الشهيدين المحروس والربح وفي ظنّها أن ذلك سيُخيف جماهيرنا ويدفعها للتقوقع والتخلي عن تطلعاتها ومطالبها المشروعة.

ثم إن ردة الفعل على قتل الشهيد المحروس واغتيال الشهيد الربح أوصلت رسالة صريحة للسلطات مفادها أن الجمهور الشيعي المنخرط في الحركة الاحتجاجية المطلبية لازال قويا متماسكاً ومصراً على مواصلة حركته.. وهذا ما دفع بوحوش السلطة للتمثيل بجثمان القيادي الشهيد مرسي الربح، بهدف الايغال في الترويع والارهاب وفي ظنها أن ذلك سيخيف رفاق دربه ويدفعهم للتراجع والانكسار!.

لعل مفتتح الجواب على رسائل تهديدات السلطة للنشطاء هي الحشود الغفيرة التي نزلت الى الميادين والساحات وشيعت جثماني الشهيدين فوق أعناقها بهتافات "الموت لآل سعود" ما يعني مجدداً فشل السلطة وهباء قمعها الوحشي، وثبات النشطاء وصمودهم وإصرارهم على اكمال مشوارهم الجهادي حتى تحقيق أهدافهم السامية في التخلص من الاستبداد والديكتاتورية والظلم والجور.

من جهة أخرى فإن فشل السياسات السعودية داخلياً على صعيدي التنمية وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية وتلاشي وعود الاصلاح السياسي وتطورات الحركة الاحتجاجية، المتصاعدة في المناطق السنية التي ظلّت تشكل حتى وقت قريب الحاضنة الطبيعية للنظام وللأسرة الحاكمة لاسيما في منطقتي بريدة والقصيم فضلاً عن العاصمة الرياض، ناهيك عن الأزمات المتفاقمة داخل الأسرة نفسها نتيجة شيخوخة الأمراء الممسكين بقيادة البلاد وفتك الأمراض والموت اللذين ما فتئا يعصفان بأركان السلطة، مضافاً الى الصراعات العنيفة والمؤامرات الكيدية بين الأمراء الطامعين في الوصول الى العرش والنفوذ والمال.. هذا الفشل والاحتقان وهذه الأزمات المتراكمة تدفع بالسلطة لافتعال قضايا وبؤر ساخنة من أجل إزاحة الضغط والمخاطر المحدقة بها وترحيلها الى قضايا ثانوية لتشغل وتحول الاهتمام الشعبي باتجاهها، ودائماً ما توسلت بالإثارات الطائفية والمذهبية لتحقيق هذا الهدف!.

رهان السلطة خاسر بلا شك، فالشيعة ما عادوا مكسر عصا، وما عادوا ضعافاً يخشون قمعها وسطوتها وعنفها، رغم تعويلها على الانشغال الاقليمي والدولي بأزمات خارجية أكثر إلحاحاً من قضايا الداخل السعودي، وتعويلها على محاصرة الشيعة بالتجييش الطائفي والفلتان الأمني، فالقضية الشيعية وتطلعات الشيعة وطموحاتهم انتقلت من كونها مجرد اشتغال وهم نخبوي لمشايخ الدين والوجهاء والمثقفين إلى حالة وعي شعبي جماهيري متجذر صنعت حركة احتجاجية لا يستطيع أحد مصادرتها أو القفز عليها لأنها وبكل بساطة باتت خيار الناس وملح عيشهم اليومي.

لعل البعض يرى أننا نبالغ في التوصيف ونوغل في التفاؤل، وسأحيل من يشكك في الأمر أن يقرأ التحولات العميقة في تعاطي الانسان "العادي" في مجتمعنا مع قيمة الشهادة، ومعنى المقاومة والاحتجاج.. اقرأوا بتمعن معاني حضور أم الشهيد المحروس بثوبها "الفرائحي" الى موكب "زفاف" ابنها الى مثواه الأخير!. اقرأوا بوعي وتأمل ابتسامة الثقة بنصر الله على وجه شقيق الشهيد مرسي الربح وهو يلقي عليه تحية الوداع الأخير، واقرأوا أيضاً دلالات أن توصي أم ابنها "أريدك مثل مرسي تستشهد ولا يعتقلوك" كما فعلت والدة الناشط رمزي محمد جمال، معنى أن تفتخر أمهات الشهداء بتضحيات أبنائهن!.

هل سيفهم النظام السعودي بعد اليوم بأنه قد ولى الزمن الذي يُهزم فيه شعبنا أو تنكسر فيه إرادته؟!.

نعم تفاؤلي موغل بعيداً الى حيث المستقبل المتجدد لأن مجتمع الكرامة وجمهور الثورة وانتفاضة الخلاص وشهداء الأمل ذهبوا بحلمهم بعيداً، وقرروا السير اليه مهما طال بهم الدرب ومهما كلفهم من أثمان!. وهذا أحد أسرار استمرار الانتفاضة الثانية للسنة الثالثة من عمرها!!.


النهاية
احرار الحجاز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: