شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

في حلب مقاتلون يحلمون بعذارى الجنة وجنود يرشدونهم إلى باب السماء

يصرخ المعارضون المسلحون "الله اكبر"، فيرد عليهم الجنود "ستصعدون اليه قريبا
رمز الخبر: 615
20:25 - 09 September 2012
SHIA-NEWS.COM شیعه نیوز:
شیعة نیوز: في موازاة الاشتباك بالرصاص والقذائف والصواريخ، يخوض طرفا النزاع في حلب حربا كلامية تبدا في منطقة السيد علي يوميا بسيناريو واحد: يصرخ المعارضون المسلحون "الله اكبر"، فيرد عليهم الجنود "ستصعدون اليه قريبا". وغداة مواجهات شرسة بين الجانبين، طردت القوات النظامية قبل نحو اسبوعين المقاتلين المناهضين للنظام من حي الجديدة المسيحي الواقع عند طرف هذه المنطقة ليتحول اثر ذلك الى خط للتماس يرزح تحت رحمة القناصة.
ويفصل اقل من 50 مترا بين طرفي النزاع اللذين لا تلتقي اعين عناصرهما، انما تتقاطع اصواتهم ونداءاتهم وشتائمهم الساخرة في اغلب الاحيان.
ويقول المجند احمد (22 عاما) "يتعاملون معنا على اساس اننا كفار ونستحق الموت، ونحن نسخر منهم ونقول لهم انهم لن يجدوا عذراء تقبل باي منهم في الجنة".
ويؤكد عسكريون انهم القوا القبض في السابق على مقاتلين كانوا يحملون في جيبوهم ملابس داخلية نسائية ظنا منهم انهم سيتمكنون من اهدائها الى "العذارى الحور العين اللواتي وعدوا بهن في الجنة بعد ان يستشهدوا".
ويشير جنود آخرون الى ان بعض المقاتلين في الجانب الآخر يدخلون المعركة وهم يحملون "جواز سفر للجنة" منحهم اياه شيخ سلفي، ويقول احد الجنود "نستطيع برصاصاتنا ان نساعدهم على الوصول الى باب السماء".
وغالبا ما يرد المقاتلون وخصوصا الاسلاميين على جنود القوات النظامية متوعدين اياهم ب"نار جهنهم".
ويسخر بدوره الجنرال في الحرس الجمهوري الذي يقود العمليات العسكرية في غرب حلب من المعارضين المسلحين، قائلا "هم يدعون انهم يقاتلوننا حتى يتناولوا طعام الغداء على طاولة الرسول، لكن هل تظنون فعلا ان النبي قد يفكر في مشاركتهم الطعام؟".
ويتابع "اعتقد ان مجرد التفكير بذلك سيقطع شهيته".
ومنذ بداية النزاع الذي قتل فيه اكثر من 26 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، يؤكد النظام انه يخوض مواجهة مع متطرفين تمولهم دول عربية وذلك بهدف القضاء على التعايش بين الطوائف في سوريا.
ويشكل السنة غالبية سكان سوريا (80 بالمئة) علما ان الاقلية العلوية (10 بالمئة) التي يتنمي اليها الرئيس بشار الاسد تسيطر على مقاليد الحكم منذ عقود. وظلت حلب بعيدة عن النزاع المسلح المستمر منذ منتصف اذار/ مارس 2011، الا ان لغة السلاح فيها اليوم هي الاكثر شيوعا.
ويبدو حي الجديدة المسيحي الذي تنتشر فيه الابنية الحجرية والمطاعم والمتاجر التي تبيع التذكارات والاغراض القديمة، مهجورا من سكانه الذين كانت تكتظ بهم طرقاته، وفارغا من السياح الذين بداوا يبتعدون عن سوريا منذ اكثر من عام ونصف العام.
وتقول ام عبدو (52 عاما) التي تغطي راسها بمنديل ملون وهي تنظر من بعيد الى شقتها التي غادرتها قبل نحو اسبوعين وتحاول تفقدها "اراها، لكنني لا استطيع الوصول اليها. انه امر محبط".
وفي مكان قريب، يستريح جنود بعد تبادل شرس لاطلاق النار، ويقول عصام الذي وضع قطعة قماش على راسه تحميه من الشمس "الرجال المسلحون (المعارضون) متوترون اليوم بالاخص بعدما حصلوا على ذخيرة تتيح لهم اطلاق النار كما يشاؤون".
وفيما تتنقل الاهانات بسهولة ذهابا وايابا، فان ايا من الطرفين لا يجروء على التقدم باتجاه الطرف الآخر في منطقة يحمل زجاج وجدران منازلها ندبات واثار النزاع.
واغلق مطعم "سيسي" الاكثر شهرة في حلب أبوابه منذ شهرين، فيما يبقى محمد صبار (37 عاما) وحده في متجره يحاول بيع الملابس الداخلية وثياب النوم النسائية.
ويقول "لم ابع قطعة واحدة منذ شهر لان الطريق خطيرة والزبون المعتوه هو الوحيد الذي قد يقصدني. آتي الى هنا فقط لانني اشعر بالملل في منزلي".
جوزف (46 عاما)، الذي يصنع حقائب نسائية ويرسلها الى ليبيا، هو الوحيد الذي لا يشتكي من الوضع الحالي.
ويقول "ابيعها لليبيات اللواتي يرسل بلدهن الينا العاطلين عن العمل لمقاتلة جنودنا.

المصدر: العالم
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: