شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0
أجوبة الشّيعة

آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله) كانوا على التوحيد

SHIA-NEWS.COM شيعه نيوز :
رمز الخبر: 60
01:43 - 10 August 2012
السؤال:
السلام عليكم..
ورد في كتب عديدة حول آباء النبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما يلي:
إنّ جميع آبائه(عليهم السلام) وأُمّهاته كانوا على التوحيد، لم يدخلهم كفر ولا عيب ولا رجس ولا شيء ممّا كان عليه أهل الجاهلية.
أي: إنّ جميع آبائه وأُمّهاته(عليه الصلاة والسلام) كانوا على التوحيد من أبيه الأوّل حتى نبيّ الله آدم(عليه السلام). فإن كان كذلك ففي زمن الأنبياء(عليهم السلام) على أيّ دين كانوا؟
مثلاً في زمن نبيّ الله موسى(عليه السلام) هل كانوا على الديانة اليهودية؛ لأنّ نبيّ الله موسى(عليه السلام) حجّة عليهم، وهو نبيّ زمانه، وكذلك في زمن نبيّ الله عيسى(عليه السلام)، وكذلك بالنسبة لباقي الأنبياء؟
وهل يحقّ لنا أن نقول: إنّهم كانوا يهوداً أو نصارى أو غير ذلك، أم لا؟ وكيف؟
يرجى بيان الأمر.
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعم، وكما دلّت عليه المصادر والأحاديث أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يدينون بالحنيفية وما تتعبّد به من طقوس وشعائر.
وقد قال السيّد جعفر مرتضى في كتاب (الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)) ما يلي:
((قالوا: إنّ كلمة الإمامية قد اتّفقت على أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من آدم إلى عبد الله كلّهم مؤمنون موحّدون(1).
بل ويضيف المجلسي قوله:... بل كانوا من الصدّيقين، إمّا أنبياء مرسلين، أو أوصياء معصومين, ولعلّ بعضهم لم يظهر الإسلام لتقية، أو مصلحة دينية(2).
ويضيف الصدوق هنا: أنّ أُمّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) آمنة بنت وهب كانت مسلمة أيضاً(3)))(4).
ثمّ قال: ((وممّن صرّح بإيمان عبد المطّلب وغيره من آبائه(صلّى الله عليه وآله وسلّم): المسعودي، واليعقوبي. وهو ظاهر كلام الماوردي، والرازي في كتابه (أسرار التنزيل)، والسنوسي، والتلماسي محشّي الصفا، والسيوطي...))(5).
ثمّ قال: ((وقد استدلّوا على ذلك أيضاً بقوله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات...)(6)))(7).
والحنيفية التي سار عليها آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) إنّما هي: دين النبوّة والأنبياء، أو دين الله وهي الإسلام، في كلّ عهد من عهود الأنبياء تتبنّى عقيدة التوحيد وما يدور في عبادة الله وحده، وقد وصف الله تعالى إبراهيم(عليه السلام) بها كما في قوله عزّ وجلّ: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُسلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشرِكِينَ )) (آل عمران:67).
قال العاملي في موضع آخر: ((وجود بقايا الحنيفية - دين إبراهيم، كالحجّ وآدابه - في الجزيرة العربية، وفي مكّة بالذات؛ لأنّ العرب، وهم أولاد إسماعيل، قد توارثوا عنه الدين الحقّ وكانوا يعتزّون بذلك - إلى أن قال: - غير أنّ بقية منهم - وإن كانت قليلة جداً - قد بقيت متمسّكة بعقيدة التوحيد، وترفض عبادة الأوثان؛ وتعبد الله على حسب ما تراه مناسباً وقريباً إلى تعاليم دين إبراهي،. ومن هؤلاء: عبد المطّلب، وأضرابه من رجالات بني هاشم الأبرار.
وكان من بقايا الحنيفية: تعظيم البيت، والطواف به، والوقوف بعرفة، والتلبية، وهدي البدن...
وقد روي عن الصادق(عليه السلام) ما مفاده: إنّ العرب كانوا أقرب إلى الدين الحنيفي من المجوس؛ فإنّ العرب يغتسلون من الجنابة، والاغتسال من خالص شرائع الحنيفية، وهم أيضاً يختتنون، وهو من سنن الأنبياء، كما أنّهم يغسلون موتاهم، ويكفّنونهم، ويوارونهم في القبور، ويلحدونهم، ويحرمون نكاح البنات والأخوات، وكانوا يحجّون إلى البيت ويعظّمونه، ويقولون: بيت ربّنا، ويقرّون بالتوراة والإنجيل، ويسألون أهل الكتب...(8)))(9).

أمّا في ما يتعلّق بمدى علاقة آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) باليهودية والنصرانية، فنقول:
1- كما ورد في النصّ المذكور أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرّون بكلّ من التوراة والإنجيل، هذا مسلّم به دون شك؛ لأنّ كلاً من الكتابين المذكورين كتاب الله المنزّل على موسى(عليه السلام) وهو: التوراة، وكتاب الله المنزّل على عيسى(عليه السلام) وهو: الإنجيل، فهم - أيّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) - يؤمنون بذلك حقّاً كدين في خط حنيفية إبراهيم(عليه السلام).
2- كما لا شكّ ولا ريب أنّ المؤمنين بالتوراة من قوم موسى(عليه السلام) هم مؤمنون بدين موسى كمسلمين أحناف، وهكذا القول فيمن آمن بالإنجيل من قوم عيسى(عليه السلام)، كلّ قد آمن بالله وكان في الإسلام حنيفاً.

إذاً فلا ضير في أن يكون آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الذين أدركوا عيسى(عليه السلام) في دين عيسى(عليه السلام)، ومن أدرك موسى(عليه السلام) أن يكونوا في دينه أيضاً، طالما أنّهم قد أقرّوا بما جاءت به التوراة والإنجيل فلماذا لا يكونون في معية قوم عيسى(عليه السلام) وقوم موسى(عليه السلام)؟! وهذا ممّا لا يتنافى مع مسلّمة كونهم أحنافاً.

نعم، ممّا يجدر ذكره: ما ورد في قوله تعالى: (( وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللَّهِ... )) (التوبة:30) فاليهود هنا وإخوانهم النصارى قد وصفهم الله تعالى بالإشراك، والإشراك يتنافى مع مسلّمات الحنيفية وما تتعبّد به من التوحيد، وهذا يعني: أنّ اليهود والنصارى قد انحرفوا عن التوراة والإنجيل، وأنّهم على خلاف ما جاء به عيسى وموسى(عليهما السلام)...
قال الطبرسي في (مجمع البيان): (( (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً )) (آل عمران:67) نزّه إبراهيم وبرّأه عن اليهودية والنصرانية؛ لأنّهما صفتا ذمّ، قد دلّ القرآن والإجماع على ذلك. وهذا يدلّ على أنّ موسى أيضاً لم يكن يهودياً، ولم يكن عيسى نصرانياً؛ فإنّ الدين عند الله الإسلام، واليهودية ملّة محرّفة عن شرع موسى، والنصرانية ملّة محرّفة عن شرع عيسى، فهما صفتا ذمّ جرتا على فرقتين ضالّتين))(10).
وعلى ضوء هذه الحقيقة التاريخية لم يكن آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) الأحناف نصارى ولا يهوداً، بل كانوا على دين الأنبياء ابتداءً من عيسى وحتى إبراهيم(عليهما السلام).
ودمتم في رعاية الله

(1) انظر: أوائل المقالات: 46 القول في آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)، تصحيح اعتقادات الإمامية: 139 في أنّ آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كانوا موحّدين.
(2) بحار الأنوار 15: 117 حديث (63) الباب (1).
(3) الاعتقادات في دين الإمامية: 110(40) باب (الاعتقاد في آباء النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم)).
(4) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 185 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(5) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 186 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(6) مجمع البيان 4: 90 قوله تعالى: (( وَإِذ قَالَ إِبرَاهِيمُ لأبِيهِ آزَرَ... ))، تفسير الرازي 24: 173 قوله تعالى: (( وَأَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ )).
(7) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 187 الفصل الخامس البحث الأوّل.
(8) انظر: الاحتجاج للطبرسي 2: 91 - 92 في ما احتجّ الصادق(عليه السلام) على الزنديق.
(9) الصحيح من سيرة النبيّ الأعظم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) 2: 230 - 231 الفصل الخامس البحث الرابع.
(10) مجمع البيان 2: 317 قوله تعالى: (( مَا كَانَ إِبرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصرَانِيّاً... )).
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: