شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

جرائم تدمير الاثار الاسلامية

إن السكوت عن الجرائم الوهابية بحق التراث الاسلامي سيعني مزيدا من الامعان في تهديم ما بقي منه، فالعقائد الفاسدة تنتشر كجراثيم تنخر الفكر الاسلامي، والتهديم المتعمد و المتكرر للاثار الاسلامية في الجزيرة العربية ...
رمز الخبر: 5056
11:12 - 18 March 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :
 
شیعة نیوز: يمكن اعتبار التدمير المتعمد للاثار الاسلامية تدميرا للتراث الاسلامي ككل، فالتراث الاسلامي ليس مجرد تلك المواقع الاثرية، ولا المنشئات والمباني التاريخية التي شكلت احد الادلة التاريخية والانسانية على وجود ونهضة الحضارة الاسلامية، بل ان التراث يشمل ايضا النصوص النبوية (كل ما تم تسجيلة من احاديث وسنن الرسول الخاتم وآله الاطهار) فكل ما جرى من منع لتسجيل وتدوين الحديث النبوي في حياة الرسول الخاتم، وتحريف النصوص ثم جمع وحرق الاحاديث وما دون من السنن بعد وفاته صوات الله عليه وآله، وخاصة في عهد الخلفاء الثلاثة الاوائل لهو ايضا من جرائم المتعمدة لهدم وتضييع التراث الاسلامي، فابعاد اهل البيت عن مواقعهم هو تدمير للتراث، وتشريد اهل البيت عليهم السلام و شيعتهم هو تدمير للتراث، قتل الائمة عليهم هو تدمير للتراث، وتجريف قبر الامام الحسين في عصر المتوكل العباسي هو ايضا تدمير للتراث الاسلامي، أليس غريبا ان نجد أمة تدعي اتباعها للرسول الخاتم ثم تدمر وتبيد تراثه الشريف الذي هو عنوان للتراث والتاريخ الحضاري الاسلامي ككل، وما حدث في مكة لهو تأكيد واضح وجلي لمخطط تدمير التراث الاسلامي ولبقيع الغرقد حكاية اخرى تكشف مأساة وفاضعة ما احاق بتاريخ الرسالة السمحاء، وبعد كل ذلك فان تدمير الشخصية الاسلامية، وتمييع هويتها الاصيلة هو جزءمن المؤامرة الكبرى للقضاء على الاسلام الرسالي هوية وتاريخا وتراثا وحضارة، وسنحاول هنا ان نتعرف على هذه الجرائم، ونكشف ابعادها ونتائجها على حركة التاريخ الاسلامي والانساني.

 جرائم تدمير الاثار الاسلامية

إن السكوت عن الجرائم الوهابية بحق التراث الاسلامي سيعني مزيدا من الامعان في تهديم ما بقي منه، فالعقائد الفاسدة تنتشر كجراثيم تنخر الفكر الاسلامي، والتهديم المتعمد و المتكرر للاثار الاسلامية في الجزيرة العربية  يشكل خطرا مستمرا على التراث الاسلامي وهذا يعني اننا لن نجد بعد بضعة سنوات اثرا يخص الرسول وآله الاطهار بل لن نجد اثرا اسلاميا هناك، ولولا ان الكعبة المقدسة تمثل دخلا ماليا لايستهان به لربما سيأتي يوم ولن نجد لها اثرا وستصبح جزءا من حكايا التاريخ، أن حماية التراث عمل لا يقوم به شخص مفرد، وهو لا يمكن ان يكون نتاج لجهد فردي، بل انه مسؤولية جماعية يشكل الوعي احد اهم مقوماتها.

والحكومة السعودية، التي تدعي باطلا : بان تهديم الاثار هو عمل شرعي نصت عليه العقيدة الاسلامية من وجهة نظر الفكر الوهابي السلفي، وهنا يحق لنا التساؤل: كيف هرع عدد من رجال الفكر والدين وكان منهم الشيخ "القرضاوي" الى افغانستان لمطالبة حكومة طالبان بعدم تدمير تمثالي بوذا الشهيرين في حين انهم يغضون الطرف عن تدمير التراث الاسلامي وخاصة مقبرة البقيع، فايهما اكثر تماسا بالحضارة الاسلامية؟؟

ان الحفاظ على التراث الاسلامي هو واجب اسلامي قبل ان يكتسب الصفة الانسانية، وحيث ان الرسالة هي خاتمة الرسالات السماوية ولشمولية مناهجها ولكون انها جائت للبشرية جمعاء فان الانسانية ككل تشترك في

المسؤولية الجماعية للحفاظ على التراث والارث الاسلامي، من الخطأ بل من الاجحاف ان نرى تمجيد وتعظيم كل ما هو فاسد، وافساد كل ما هو عظيم، اننا جميعا بحاجة الى المزيد من المعرفة بتراثنا وفكرنا الاسلامي، اننا بحاجة الى تطوير مفاهيم العقل الجمعي فيما يخص التراث الاسلامي، فالحفاظ عليه ليس مسؤولة اصحاب الاختصاص فقط بل انها مسؤولية مشتركة، والا سنجد انفسنا يوما منسلخين عن حضارتنا وعن تراثنا بعد تزايد العبث المتعمد بالتراث والفكر الاسلامي من هنا وهناك، وعلى كل من تعمد تهديم الاثار الاسلامية ان يتحمل المسؤولية القانونية التي تترتب على افعاله باعتبارها جرائم ضد الانسانية، وما حادث سامراء منا ببعيد.

واذا كانت الامم والشعوب تهتم بتخليد تراث عظمائها، فأن تراث اعظم شخصية في التاريخ الانساني الا وهو الرسول الاعظم صلوات الله عليه وآله لهو اجدر بالحفاظ عليه وصيانته، وهنا يحق لنا ان نسأل آل سعود من اباح لهم الحفاظ على تراث ملكهم ومؤسس دولتهم في متاحف خاصة حفظت فيه آثاره وملابسه واسلحته بل وحتى سيارته الشخصية، افليس هذا مخالف للشرع في عقيدتهم؟؟ ام انهم خارج حدود الشرع والقانون؟؟.


المصدر: ابنا
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: