شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

ما هی حقیقة فضیحة وصول المساعدات الأمیرکیّة لـ«جبهة النصرة»

ذکرت صحیفه "الدیار" ان الإدارة الأمیرکیة أنهت العام 2012 بفضیحة کبرى على صعید سیاستها الخارجیة وخصوصاً تلک المتعلّقة بسوریا، وذلک بوصول المساعدات الأمیرکیة التی بلغت قیمتها 25 ملیون دولار أمیرکی الى «جبهة النصرة» الإسلامیة المتطرّفة التی تُعتبر من أکثر التنظیمات المسلّحة فی سوریا فاعلیة، من دون سائر المعارضات السوریة، بعد أن صنّفتها فی تشرین الثانی الفائت تنظیماً ارهابیاً أجنبیاً بسبب صلاتها بتنظیم «القاعدة» فی بلاد الرافدین، ووضعتها على لائحة الإرهاب.
رمز الخبر: 2877
09:32 - 06 January 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز :

شیعة نیوز: حتى أنّ المبادرة الأخیرة التی حملها الموفد الأممی- العربی الأخضر الإبراهیمی الى سوریا، تضمّنت بنداً یتعلّق بوقف إطلاق النار بضمانة ترکیة، قطریة وسعودیة من دون أن یشمل تنظیم «جبهة النصرة» الإرهابی، على ما ورد فیها.

ویرى مصدر دیبلوماسی مطلع أنّ ما حصل هو موضع نقاش داخل الإدارة الأمیرکیة لا سیما وأنّه یُشکّل خطأ جسیماً قامت به وزارة الخارجیة الأمیرکیة التی أعلنت عن تخصیصها مبلغ 25 ملیون دولار لدعم مقاتلی المعارضة السوریة، ویتمثّل هذا الخطأ فی تمویلها لجبهة النصرة التی وضعتها على لائحة الإرهاب، من دون أن تقصد ذلک بالطبع. غیر أنّ هذا الخطأ یدلّ برأیه على أمور عدّة یجدر التوقّف عندها هی:

1- ضعضعة الإدارة الأمیرکیة وعدم قدرتها على السیطرة على المعارضة السوریة فی الداخل، ولا على الساحة السوریة، ما یدلّ بالتالی على ضعف هذه المعارضة التی تتکلّ علیها الولایات المتحدة.
2- تورّط الولایات المتحدة العلنی بأنّها تساعد وتدعم مقاتلی المعارضة السوریة بعد أن کانت تنفی هذا الأمر منذ بدء الثورة فی سوریا، وما إعلانها عن المخصّصات سوى دلیل قاطع على تدخّلها فی الشؤون الداخلیة فی سوریا، هذا الأمر الذی حذّرت منه روسیا مراراً فی مواقفها المتعلّقة بإیجاد الحلّ للأزمة السوریة.
3- تعرّض الولایات المتحدة فی المقابل للخیانة إمّا من قبل المعارضة السوریة، أو من قبل الذین تعتمد علیهم فی الداخل لإیصال مساعداتها للمعارضة، ما جعل المساعدات تصل لجبهة النصرة.
4- فعالیة «جبهة النصرة على الأرض وقدرتها على الاستفادة من المساعدات بطریقة ما والحؤول دون وصولها لمقاتلی المعارضة السوریة.
5- عدم قدرة الولایات المتحدة والدول الحلیفة لها من حسم الأمور على الأرض السوریة رغم المساعدات المالیة والعسکریة التی تُغدق بها على المعارضة السوریة فی الداخل والخارج، والتی تُقدّر بالملایین.

ومن هنا یجد المصدر نفسه أنّ تصاعد نفوذ «جبهة النصرة» یزداد، وهذا ما کانت تخشى منه الولایات المتحدة والدول الأخرى، وتعتبره مشکلة لها ولمستقبل سوریا، على اعتبار أنّ هذه الجبهة هی من التنظیمات المتطرّفة التی تعمل على محاربتها منذ أحداث 11 أیلول 2001 الإرهابیة، وقد أتى الدعم الأخیر لیضاعف من نفوذها على الأرض وبین الجماعات المسلّحة.

فی المقابل، یتخوّف المصدر من أن تکون الولایات المتحدة قد وقعت بهذا الخطأ عن قصد، أو أوحت بوقوعها به لتغییر ما فی أسس اللعبة التی تمارسها فی دول الشرق الأوسط. فالأخوان المسلمون یحکمون حالیاً فی مصر، ولا نجد أی اعتراض على حکمهم هذا من قبل الولایات المتحدة، فهل ترید أن تحکم القوى الإسلامیة المتشدّدة سوریا، على اعتبار أنّها قد تکون الوحیدة القادرة على إسقاط نظام الرئیس بشّار الأسد؟!

ویُعقّب بأنّ التصنیف الرسمی لـ«جبهة النصرة» بالإرهاب الذی وقّعته وزیرة الخارجیة الأمیرکیة هیلاری کلینتون فی العشرین من تشرین الثانی الماضی، إضافة الى الرسالة السیاسیة التی بعثها الى السوریین، یمنع المواطنین والفئات الأمیرکیة من التعامل مع «جبهة النصرة». والأهم من ذلک، فإنّ القانون الأمیرکی یعاقب ویقاطع أی تنظیم آخر یتلقى المساعدات الأمیرکیة إذا تعامل مع «جبهة النصرة»، غیر أنّ بعض الفئات الناشطة فی المعارضة المسلّحة، والتی تنسّق بعض عملیاتها العسکریة مع الجبهة انتقدت هذه الخطوة الأمیرکیة حتى قبل الإعلان رسمیاً عنها، خصوصاً وأنّ الولایات المتحدة تعلم بوجود مثل هذا التنسیق. ولعلّ هذا الأمر ما یبعث على الشکوک، بحسب المصدر، من أنّ الخطأ الذی حصل وشکّل فضیحة للإدارة الأمیرکیة قد یکون مقصوداً.

فالولایات المتحدة عندما أدرجت «جبهة النصرة» المتشدّدة رسمیاً على لائحة المنظمات الإرهابیة، معلنة عن اعتقادها بأنّ هذه المنظمة التی تنشط فی إطار المعارضة السوریة المسلّحة ترتبط بتنظیم «القاعدة»، أرادت، بحسب المصدر نفسه، التبرؤ منها على اعتبار أنّها تابعة لـ «القاعدة» التی تقوم هی بمکافحة إرهابها على الصعید الدولی ککلّ، ولیس فقط فی الولایات المتحدة أو فی الدول الأوروبیة. کما فرضت وزارة الخزانة الأمیرکیة عقوبات مالیة على اثنین من أعضاء «جبهة النصرة» هما میسر علی موسى عبدالله الجهوری، وأنس حسن خطاب. غیر أنّ الجمیع یعلم من یغذّی «القاعدة»، ومن کان وراء ظاهرة زعیمها أسامة بن لادن.

وتجدر الإشارة الى أنّ «جبهة النصرة» لا تضمّ عدداً کبیراً من المقاتلین، إلا أن مقاتلیها أکثر فاعلیة بسبب خبرتهم القتالیة فی العراق. ویعتقد أن معظم أعضاء الجبهة هم من السوریین الذین قاتلوا فی العراق خلال الوجود العسکری هناک، إضافة الى مقاتلین عراقیین ولیبیین.


المصدر: جام نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: