شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

الصهونية و الداعشية وجهان لعملة واحدة

اللوبيات الصهيونية في امريكا والغرب واعتمادا على قوة المال والاعلام والنفوذ السياسي ، حاولوا ، اظهار “اسرائيل” امام الغرب ، على انها واحة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وسط بحر من العرب والمسلمين “المتخلفين والمتعصبين والمتطرفين والساديين والشبقيين” ، ونجحوا للاسف الشديد في محاولتهم هذه الى حد ما.
رمز الخبر: 13599
09:51 - 13 July 2016
شیعه نیوز/ عوامل نجاح محاولة الصهاينة تجميل وجههم القبيح امام الغرب ، تعود في جانب كبير منها الى واقع العرب والمسلمين للاسف الشديد ، وهو واقع محصور بين انظمة دكتاتورية قمعية لا تعترف باي دور للشعوب في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية داخل اوطانها ، وبين وعاظ سلاطين شوهوا الدين ووظفوه من اجل شرعنة هذه الانظمة المتخلفة والاستبدادية ، وليس الى ممارسات الصهاينة الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني ، التي باتت مكشوفة للعالم اجمع وخاصة في عصر ثورة المعلومات.

كثيرا ما اكدنا ، كما اكد غيرنا ، على حقيقة ان ممارسات "داعش” لاتمت الى الاسلام بشيء ، وان الاسلام براء منها ، وان هذه الممارسات تصب في صالح الصهاينة دون غيرهم ، من اجل تكثيف تلك الصورة المشوهة التي رسمها الصهاينة للاسلام والمسلمين امام الغرب ، والتي تنتهي عادة الى تكثيف الصورة المزيفة وغير الحقيقية للوجه القبيح للصهيونية.

قلنا وقال غيرنا ، ان كل الممارسات الوحشية التي تقوم بها "داعش” في منطقتنا ، هي ممارسات صهيونية من الفها الى يائها ، وقامت العصابات الصهيونية بتنفيذها قبل اكثر من 60 عاما ، عندما اسست كيانها اللقيط فوق ارض فلسطين المقدسة ، فالعصابات الصهيونية مثل "الهاغانا” و "الارغون” و "ليحي” وغيرها ، ارتكبت ابشع الجرائم ضد المدنيين العزل من ابناء الشعب الفلسطيني ، بتواطؤ  مع المستعمر  البريطاني ، فقتلوا النساء الحوامل وبقروا بطونهن وقتلوا الاطفال واحرقوا القرى وهجروا اهلها.

العالم "الغربي المتحضر” يحمل اكثر من مليار ونصف المليار مسلم ، ويحمل دينا سماويا عظيما مثل الدين الاسلامي ، ممارسات عصابة "داعش” التكفيرية ، من اجل الاساءة الى الاسلام والمسلمين ، بينما هذا العالم يعرف قبل غيره ان 99 بالمائى من ضحايا "داعش” هم من المسلمين ، الذين تدعي "داعش” زورا وبهتانا انها تدافع عنهم ، بينما يتجاهل "هذا العالم الغربي المتحضر والانساني جدا” ، الجرائم الوحشية التي ترتكبها "اسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني الاعزل والمحاصر من البر والبحر والجو ، بل الادهي والامر نرى هذا الغرب يحمل الضحية مسؤولية ما اقترفه الجلاد ، في استهتار واضح للقيم والمبادىء الانسانية.

قبل 14 عاما ، وقبل ان يرى الشرق هذه الفوضى والدمار الذي يعيشه الان بسبب "داعش” ، كان احد كبار حاخامات الصهاينة يفتي بقتل الاطفال الفلسطينيين ، واغتصاب النساء الفلسطينيات وقتل بهائمهم واقتلاع اشجارهم وتشريدهم ، من قبل جيش الاحتلال ، معتبرا هذه الممارسات هي ممارسات دينية صرفة.

ففی یوم الاثنین 11 تموز / يوليو تم تعيين الجنرال احتياط ايال كرييم رئيس دائرة الحاخامية في الجيش الصهیوني سابقًا والقائد السابق لوحدة النخبة في لواء المظليين في منصب الحاخام الرئيسي للجيش الصهيوني خلفًا للحاخام الحالي رافي بيرتس، الذي سيُنهي فترة ستة أعوام في منصبه ، وكرييم هذا صاحب الفتوى المستلهمة ، حسب قوله ، من الكتاب الخامس من التوراة المعروف باسم "كتاب التثنية” والتي تسمح للجنود الصهاينة باغتصاب النساء غير اليهوديات أثناء الحرب كجزء من الحفاظ على الاستعداد واللياقة القتالية!!.

قبل فترة ألف اثنان من كبار الحاخامات في "إسرائيل”  كتابا تحت عنوان: "شريعة الملك”، وهو كتاب ديني، يُحلل ويبيح قتل العرب والفلسطينيين رجالا ونساء وأطفالاً ورضعا، وناشروه اقترحوا منح مؤلفيه الاثنين جائزة "إسرائيل للأمن”، وعلى الرغم من خطورة التحريض الذي شمله الكتاب، لم تتخذ السلطات الصهیونیة أي إجراء ضد المؤلفين الاثنين ، كما لم تتخذ اي اجراء بحق الحاخام العنصري كرييم لحد الان.

هذه الفتوى الصهيونية ، كثيرا ما تجد لها اذنا صاغية من قبل قطعان المستوطنين الذين قاموا باحراق الاطفال الرضع واليافعين وعوائل باكملها وهم احياء ، وكلنا يتذكر جريمة حرق الطفل ابوخضرا وهو حي والتمثيل بجثته بعد خطفه من قبل مستوطنين صهاينة.

لهذه الاسباب وغيرها يمكن فهم تعاطف الحركة الصهيونية العالمية مع "داعش” ، ودعمها في الخفاء والعلن ، كما نرى على الساحة السورية ، ف”داعش” الوجه الاخر للصهيونية ، فهي تخدم الصهيونية ، وتشوه صورة الاسلام في آن واحد ، كما انها تعتمد ذات الاسلوب الصهيوني في التعامل مع الاخر ، ف”الدواعش” كالصهاينة ، لا ينظرون الى الاخر كبشر ، بل كاشياء لاقيمة لها ، ويحق لهم ارتكاب اي ممارسة مهما بلغت وحشيتها بهذا الاخر ، لذلك نرى الصهاينة و "الدواعش” يسترخصون الحياة الانسانية ويقتلون الاطفال ويغتصبون الناس ويحرقون الناس احياء ويمثلون بالاجساد ويشردون الناس من ديارهم ، مستندين في كل ذلك على نصوص دينية مزيفة ما انزل الله بها من سلطان.

ما يؤكد هذا الترابط العضوي بين "الدواعش” والصهاينة ، عمليا ، هو عدم وقوع اي مواجهة بينهما في اي منطقة في الشرق الاوسط والعالم ، ف”الدواعش” لم يسلم من شرورهم اي بلد في العالم الا الكيان الصهيوني اللقيط ، كما ان الكيان الصهيوني لم يسلم منه شروره اي احد في الشرق الاوسط الا "دولة الخلافة الداعشية” اللقيطة ، فهناك تحالف غير مقدس وغير معلن الا انه واضح وضوح الشمس بين هذين الكيانين اللقيطين.

الوکالة الشیعية للأنباء
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: