شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

جيش سوريا الجديد مشروع أمريكي مصيره الفشل

تلقى المشروع الأمريكي في سوريا صفعة قوية، بعد فشل العملية العسكرية التي أطلقها ما يسمى "جيش سوريا الجديد" المدعوم والمُجهز والمُدرب أمريكياً، والذي يخفي وراءه هدف التقسيم الذي تسعى أمريكا لتحقيقه بكل ما أوتيت من قوة.
رمز الخبر: 13461
16:09 - 03 July 2016
 شیعه نیوز/ شكوك كثيرة تحيط بالدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا لما أسمته "جيش سوريا الجديد" والذي كان عنوانه المعلن "محاربة تنظيم داعش"، لكن المعطيات تشير إلى أن هدفاً بعيداً أكبر من محاربة داعش، يقف وراء الخطوة الأمريكية خاصة أن العملية انطلقت من مدينة البوكمال على الحدود العراقية، بالتزامن  مع تحرك مماثل بدعم أمريكي ينفذه بعض أبناء العشائر العراقية على الجانب القريب من الحدود السورية في منطقة القائم وشرق منطقة راوة.

مئتا مقاتل مما يسمى "جيش سوريا الجديد" أنزلتهم الحوامات الأمريكية في محيط مدينة البوكمال، لتتمركز بعدها وبدعم صاروخي من 3 حوامات أمريكية، في مطار الحمدان على أطراف المدينة، وتشير المعلومات إلى أن ضباطاً أردنيين كانوا في طليعة القوات المهاجمة، وأن قوات خاصة بريطانية وأمريكية لم يرغبوا في المشاركة على الأرض بل كانوا يديرون العملية من غرف العمليات الموجودة في الأردن والعراق.

ساعات قليلة حتى أعلن تنظيم داعش مقتل 40 عنصراً من القوات المهاجمة وأسر 15 آخرين والاستيلاء على 6 عربات دفع رباعي و 6 شاحنات تنقل ذخيرة، لتفشل العملية ويعود من بقي من عناصر أدراجهم.

يشير الخبراء إلى أن ما تريده الولايات المتحدة من إنشاء هذا الفصيل، هو أن يكون لها أداة على الأرض تستطيع من خلالها أن تظهر نفسها أنها من يسعى لتحرير المنطقة من تنظيم "داعش" خاصة وأن أولى العناوين التي طرحها ما يسمى "جيش سوريا الجديد" هو تحرير مدينة الرقة وفي حال حققت هذا العنوان فتكون بذلك قطعت الطريق على الجيش السوري وحليفه الروسي بأن ينطلق من مدينة تدمر باتجاه الرقة.

الأمر الآخر الذي يجعل أمريكا تنشئ هذا "الجيش" هو التنافس مع روسيا التي تنسق بشكل مباشر مع الجيش السوري في عملياته على الأرض والتي تصرح دائماً بأن القوة الوحيدة التي تقاتل "داعش" هي الجيش السوري، فكان لابد من إيجاد "جيش" بديل يأخذ صخباً إعلامياً ويشكل ورقة تستخدمها أمريكا في أي تسوية للأزمة السورية.

نماذج كثيرة وفصائل متعددة دعمتها وشكلتها الولايات المتحدة في سوريا تمهيداً لمشروعها الذي يهدف إلى تقسيم المنطقة،  قبل أن يتلقى آخر نموذج لها وهو "جيش سوريا الجديد" صفعة قوية في العملية الأخيرة، وتخسر معظم عناصره.

ويضم ما يسمى "جيش سوريا الجديد" ما يقارب ألف مقاتل تدربوا في الأردن على أيدي خبراء أمريكيين وأردنيين، حيث تشير المعلومات إلى وجود 200 مستشار أمريكي وأردني يشاركونهم القتال، ويملكون أسلحة أمريكية لم يسبق لأي فصيل مسلح الحصول عليها.

تشكل ما يسمى "جيش سوريا الجديد" في شهر أيلول من العام 2015 ويضم ما يقارب ألف مقاتل انشقوا عن ميليشيا "الجيش الحر" وتدربوا في الأردن على أيدي خبراء أمريكيين وأردنيين، حيث تشير المعلومات إلى وجود 200 مستشار أمريكي وأردني يشاركونهم القتال، ويملكون أسلحة أمريكية لم يسبق لأي فصيل مسلح الحصول عليها.

يشغل منصب قائد هذا الفصيل المدعو "مهند الطلاع" الذي كان قائداً سابقاً لما يعرف "المجلس العسكري في دير الزور" وقد أكد الطلاع في أكثر من مناسبة أن عناصره تلقوا تدريبات مكثفة من قبل قوات التحالف الأمريكي، في معسكرات على الأراضي الأردنية قبل أن ينتقلوا إلى معسكر بلدة "المحروسة" السورية على الحدود مع الأردن، حيث تم تزويدهم بالسلاح والذخيرة والأجور العالية لتجري كل عملياتهم بالتنسيق مع غرف عمليات التحالف"

يتبين من خلال تصريحات قادة "جيش سوريا الجديد" أنها ليست على علاقة طيبة بوحدات الحماية الكردية التي تدعمها أمريكا أيضاً في الشمال، إذ صرّح قائدها "الطّلّاع" أنه لا يوجد أي تحالف مع الوحدات الكردية، زاعماً أن هدف "جيشه" محاربة داعش والجيش السوري معاً، ما يرجح فرضية محاولة أمريكا تشويه صورة الجيش السوري ووضعه في خانة واحدة مع تنظيم داعش، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لدعم تشكيلات متعددة التوجهات في مناطق مختلفة في سوريا لتعزز فكرة التقسيم، حيث حرصت واشنطن على أن لا يكون في "جيش سوريا الجديد" أي مكون غير عربي، لأنها لا تريد تسليم المنطقة الشرقية للأكراد بل لقبائل عربية من أهالي المنطقة، على عكس المنطقة الشمالية التي تدعم فيها أمريكا الأكراد دون العرب.

تشير المعلومات بأن الاتفاق الذي جرى بين أمريكا وقادة  "جيش سوريا الجديد" تقضي بقبول هذه الفصائل محاربة داعش أولاً على أن تسمح لها واشنطن بمحاربة الجيش السوري أيضاً وعلى ما يبدو فإن الولايات المتحدة قبلت بشرط "الجديد" بدليل أنه يخوض عمليات عسكرية بدعم أمريكي واضح.

وتحاول أمريكا أن تستفيد من تجاربها السابقة التي باءت بالفشل ولذلك سعت ألا يرتبط "جيش سوريا الجديد" بأي قوى تحمل طابعاً إسلامياً في الظاهر، فهي دعمت وشكلت قبل ذلك نماذج وباءت بالفشل كالفرقة 30 و"حركة حزم" و "جبهة ثوار سوريا"، فهي مازالت تسعى لإنشاء ما تسميه "معارضة معتدلة" لتستخدمها ورقة لها في أي حل سياسي قادم.

الوکالة الشیعية للأنباء
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: