شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

حكاية ابو مصطفي البشيري وصمة عار اخري علي جبين المنظمات الانسانية العالمية

يصاب الانسان بالذهول وهو يستمع لحكايات الاهالي وهم يتحدثون عن بشاعة الجرائم التي ارتكبتها عناصر عصابات داعش الارهابية بحق الابرياء العزل في منطقة البشير التي تم تحريرها قبل 11يوما من دنس هذه العصابات الدموية، وكانت حكاية ابو مصطفي (قاسم البشيري) وعائلته واحدة من الحكايات التي حفرت في اذهان الكبار والصغار من سكان المنطقة وتركت في قلوبهم جرح لايندمل .
رمز الخبر: 13170
23:32 - 10 May 2016
شیعه نیوز/ في يوم الاربعاء الماضي حينما وصلنا ناحية ( تازه ) بعد مرور 4 ايام علي تحرير منطقة البشير التابعة لهذه الناحية، والتي تقع علي مسافة 25 كيلو مترا جنوب محافظة كركوك طلبنا من ( ازهر) وهو احد اقرباء ابو مصطفي ان يقودنا الي مقبرة تازه التي يرقد فيها الشهيد مع ابنتيه الشهيدتين بسلام وأمان، ومن علي قبور العائلة الشهيدة اخذ (ازهر) يسرد لنا تفاصيل الحقيقة التي تفجع القلوب، قائلا : مع بدء فتنة داعش في العراق، قامت هذه العصابات الارهابية باختطاف 10 من النساء والفتيات الشيعيات التركمانيات كانت بينهن زوجة الشهيد ابو مصطفي وهي ايرانية الجنسية وابنتيه الشابتين معصومه 19 عام ونرجس 12 عاما بالاضافة الي طفلين آخرين هما ولدا ابو مصطفي، تم خطفهما مع النساء، وبهذا كان افراد العائلة الخمسة قد تم اختطافهم جميعا، الزوجة والابنتين والولدين .

وفي اليوم التالي قامت عناصر داعش الاجرامية باطلاق سراح 3 من النساء وقتل فتاتين شابتين ( معصومه ) 19 عاما ( ونرجس ) 12 عاما وهما ابنتي الشهيد ابو مصطفي، بينما اصطحبت هذه العصابات معها الزوجة والولدين وبعدها انقطعت الاخبار ولم يعرف احد اي خبر عن مصير الثلاثة،حسبما يقول الاهالي هناك .

شباب ناحية تازه الغياري ودفاعا عن العرض والشرف لم يتحملوا ماحدث، فقاموا بتشكيل مجموعة من المتطوعين وقرروا الذهاب الي مقرات وحصون داعش لتحرير النساء، لكن للاسف الشديد 27 شخصا من هؤلاء الشباب استشهدوا في كمين نصبه لهم عناصر داعش، وان شخصا اخر منهم وقع في اسر هذه العصابات الجبانة حيث قاموا بقطع رأسه وذبحه لاحقا .

وواصل ازهر حديثه الينا قائلا : نعم ابنتي ابو مصطفي تم قتلهما علي يد العصابات التكفيرية وخطف زوجته وطفليه، في الوقت الذي كان فيه ابو مصطفي اثناء سقوط البشير يقاتل الارهابيين علي جبهة ليست ببعيدة عن البشير وكان يعتقد بان عائلته تمكنت من الخروج من البشير مع العوائل الاخري وترك المدينة بعد دخول داعش اليها، ولكن بعد ذلك وصلت الاخبار الي سماعه وعرف بما جري .

بقي ابو مصطفي يسأل ويترقب الاحداث عله يعرف شيئ عن مصير زوجته وابنيه، وبعد مدة اخبره البعض بأن زوجته وابنيه هم احياء، الزوجة واحد ابنائه محتجزين في منزل امير داعش، وابنه الاخر الذي يبلغ 12 عاما موجود في احد المعسكرات التابعة لهذا التنظيم التكفيري في منطقة الرياض غرب البشير، تقوم عناصر داعش بتدريبه هناك، الامر الذي اقلق ابو مصطفي كثيرا لانه كان يخشي ان تقوم عصابات داعش من الاستفادة من ابنه في عمليات انتحارية يذهب ضحيتها عدد من الناس الابرياء .

هذه المصائب لم تثن ابا مصطفي عن مواصلة جهاده ضد عصابات داعش الاجرامية بل زادت من صلابة وعزيمة الرجل وبقي يقاتل علي الساتر الاول من جبهات المواجهة مع هذه العصابات، حتي اصيب بجروح بليغة تم نقله الي ايران لتلقي العلاج هناك، وبعد مثوله للشفاء عاد الي الساتر الاول لمواصلة قتال داعش وقاتلهم ببسالة قل نظيرها حتي استشهد وهو علي الساتر الاول لقتال هؤلاء الاوباش .

داعش لم تشف غليل حقدها الاعمي بعد استشهاد ابو مصطفي وقتل واسر افراد عائلته، بل قامت عناصر هذه العصابات الارهابية بنسف وتفجير منزله وتحويله الي ركام، وكان منزل ابو مصطفي من اوائل المنازل التي تم نسفها في منطقة البشير التي تحولت لاحقا الي مدينة من الركام بعد تفجير ونسف جميع المنازل فيها علي يد هؤلاء الاوباش .

وعلي قبر ابو مصطفي وابنتيه يستمر أزهر بسرد القصة ويقول : ان ماجري سيبقي وصمة عار علي جبين الانسانية، والضمير العالمي مازال يغط في سبات عميق ولم يصحوا من هذا السبات ليسأل نفسه عن الذنب الذي ارتكبته هاتان الفتاتان البريئتان من قرية البشير معصومة ونرجس كي يتم قتلهما بهذه الصورة البشعة، بل ولم تكلف نفسها المؤسسات العالمية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان ولا منظمة حقوق الانسان ذاتها، بالسؤال عن اللائي تم اختطافهن من قرية البشير او عن مصيرهن.

واصبحت قصة ابو مصطفي الذي امضي عددا من سني حياته سجينا في سجن ابو غريب في بغداد أبان زمن نظام صدام البائد، حديث ابناء تازه والمناطق المحيطة بها والجميع حين تسالهم، يقولون ان الشهادة وسام كان يجب ان يناله ابو مصطفي للخلاص مما حل به من مصيبة، لينقذه من القلق والاضطراب الذي عاشه بعد هذه المصيبة .

وبقيت هذه القصة تشكل ذكريات مرة المذاق يسردها جميع اهالي تازه والبشير وداقوق وآمرلي وستتناقلها جميع الاجيال هناك، لتحكي للازمان حقيقة ماجري في زمن ابو مصطفي، الزمن الاصم الابكم الذي قتل فيه الانسان باسم الانسانية، ولتبقي هذه القصة وصمة عار الي جانب قصص اخري طبعت علي جبين المنظمات العالمية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان في زمننا هذا .


الوکالة الشیعية للأنباء
کلمات دلیلیة: ارهاب داعش طوز خرماتو
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: