شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

المغرب يؤسس لواقع أفريقي جديد في الأمن الروحي والتحصين ضد التطرف

مام انتشارها السريع وقدرتها على الاختراق الفردي للمكونات الاجتماعية للدول، وإزاء النماذج العقدية والخطابية العنيفة التي تمتلكها الجماعات الإرهابية المتطرفة، أصبح الاشتغال على ضبط الخطاب الديني والتكوين العقدي للمجتمعات وتحصينها من الخطاب المتطرف والطائفي من أوكد المهام المنوطة بعهدة القيادات الدينية لكل الدول في العالم، وإن لم يكن شرط الإرادة السياسية في هذا المجال متوفرا، فإن الوصول إلى “الأمن الروحي للإنسان” الذي سيحفظ توازنه مستحيل. ولعل التجربة المغربية في المجال يمكن أن تصاغ كنموذج رائد، يدفع في اتجاه القضاء الجذري على التطرف انطلاقا من العقل الفردي ووصولا إلى العقل الجمعي.
رمز الخبر: 12703
12:32 - 21 July 2015
في ظل ارتفاع مؤشرات التطرف والإرهاب بأفريقيا، يعمل المغرب على تقوية "الأمن الروحي” بالقارة السمراء، من أجل محاربة هذه الظاهرة المعولمة التي باتت تستغل الوسائل التقليدية والحديثة.

وبعد أقل من 5 أشهر على تأسيس "معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”، أعلن المغرب، في السابع من الشهر الجاري، عن إطلاق "مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”، بغرض "قطع الفرصة على الجماعات المتطرفة لربح مساحات أخرى في استقطابها للشباب في القارة الأفريقية”، خاصة وأن التهميش، والفقر، والبطالة، تشكل فضاء خصبا للتطرف.

في الوقت الذي تعتبر دول غربية، المغرب نموذجا بشمال أفريقيا في محافظته على الاستقرار، يأتي إحداث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تعتمد المقاربة الدينية، وتسويق النموذج المعتدل، وعدم الاقتصار على المقاربة الأمنية لتكون ريادية في التوجيه نحو واقع ديني يتسم بالاستقرار داخل نسق خطابي متوازن ومضمون ديني ينتصر للوحدة الوطنية على حساب الطائفية.

ويرى باحثون مغاربة أن إعلان الرباط عن بعث مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، يهدف إلى "محاربة التطرف، والإرهاب بأفريقيا، وتأطير الشأن الديني بالقارة، خصوصا في ظل ارتفاع هذه الظاهرة في عدد من الدول الأفريقية، واستقطاب الجماعات المتطرفة للشباب بالقارة”.
وترأس العاهل المغربي، الملك محمد السادس، مراسم الإعلان عن هذه المؤسسة التي تهدف إلى "محاربة التيارات الفكرية المتطرفة، وفتح فرص لتبادل الآراء بين علماء القارة الأفريقية، وتنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية”، حسب المرسوم الملكي الصادر بشأنها.

وقال خالد الشكراوي، الخبير في الشؤون الأفريقية والعربية إن الهدف من المؤسسة هو "تأطير الأئمة، وقطع المجال على الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب، وعدم تركهم عرضة لأجندة خارجية مجهولة”.

وأضاف "هناك جزء من مهام مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وهو محاربة الإرهاب، لكن الأساس هو تأطير المجال الديني في عدد من دول القارة”.

ورأى الشكراوي أن ضعف حضور المؤسسات الدينية في مجموعة من الدول الأفريقية، ترك فراغا فيها، ما أدى إلى سيطرة بعض الجماعات المتطرفة، بطريقة يكون معها الإعلان عن هذه المؤسسة معززا لدور المؤسسات الدينية بمختلف دول القارة السمراء والتي لها حضور قديم يمتد لقرون، مثل جامعة القرويين بمدينة فاس المغربية وهي أقدم جامعة في العالم. ووفقا لهذا الخبير، فإن "المسألة الدينية تأخذ جزءا مهما في العلاقات الأفريقية، على اعتبار أهمية المكون الديني في عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة”.

ومن جهته، قال عبدالحكيم أبو اللوز، الباحث المغربي في الشأن الديني والجامعات الإسلامية، إن إنشاء هذه المؤسسة يهدف إلى "محاربة الإرهاب”، معتبرا أن "هدف تأسيس البلاد لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، هو محاربة الإرهاب، خصوصا في ظل وجود عدد من الجماعات المتطرفة بالقارة، مثل بوكو حرام، وداعش، والقاعدة”. وأوضح أبو اللوز أن الاهتمام بالبعد الديني يمكن أن يكون "لبنة من لبنات محاربة الإرهاب”. ويأتي الإعلان عن هذه المؤسسة، حسب أبو اللوز، نظرا إلى البعد الجديد للسياسة الدينية بالبلاد، خصوصا أن الدبلوماسية الدينية أصبح لها تأثير مهم.

ويعمل المغرب منذ سنوات على تأهيل أئمة من مالي، وغينيا الاستوائية، وتونس، ونيجيريا، حيث طلبت هذه البلدان من الرباط تأهيل أئمة مساجدها بالمملكة، في سياق الاستفادة من تجربة المغرب في تدبير الحقل الديني، وتصديره لنموذج "التدين المغربي” إلى بعض بلدان غرب القارة السمراء وشمالها، حسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

وحسب مرسوم أصدره العاهل المغربي، ونشر في الجريدة الرسمية للمملكة، الشهر الماضي، فإن إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي يرأسها الملك محمد السادس، جاء "رغبة منه في المحافظة على وحدة الدين الإسلامي في صد التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة، وفتح فرص لتبادل الآراء بين علماء القارة الأفريقية، وتنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية”.

وذكرت الجريدة الرسمية أن المؤسسة غير الربحية، تسعى إلى "توحيد جهود علماء المغرب، وباقي الدول الأفريقية لخدمة مصالح الدين الإسلامي، وفي مقدمتها التعريف بقيمه السمحة ونشرها، وتشجيع الأبحاث والدراسات في مجال الفكر والثقافة الإسلامية”. ووفقا للمرسوم، يمكن فتح فروع للمؤسسة في باقي الدول الأفريقية.

ويوجد في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات حوالي 150 إماما مرشدا مغربيا، و100 مرشدة مغربية، بالإضافة إلى 447 طالبا أجنبيا ينحدرون من مالي وتونس وغينيا الاستوائية (100)، وساحل العاج وفرنسا.وتقول السلط الدينية في المغرب إنها تعتمد الأمن الروحي لمحاربة التطرف والإرهاب بأفريقيا في ظل ارتفاع مؤشرات التطرف والإرهاب.

وتوجد في أفريقيا، عدة جماعات متطرفة، مثل "بوكو حرام” النيجيرية التي تعني بلغة قبائل "الهوسا” المنتشرة في شمالي البلاد "التعليم الغربي حرام”، وهي جماعة تأسست في يناير 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب "بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، ومد نفوذها إلى دول مجاورة مثل مالي، والنيجر، والكاميرون”.

إنتهی/AR01

مصدر: العرب
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: