شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0
الشيخ علي سلمان:

تقرير هيومن رايتس واتش الأخير يخرجنا من حالة الجدل بين المعارضة

رمز الخبر: 11457
21:15 - 31 May 2014
 SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
 
حديث الجمعة – سماحة الأمين العام الشيخ علي سلمان
 
الجمعة 16 مايو 2014 الموافق 16 رجب 1435 هـ
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
 
الموضوع الأول : تقرير هيومن رايتس ووتش والقضاء البحريني
 
التقرير يتكون من 64 صفحة ونشرته المواقع الالكترونية وصحيفة الوسط، وبالنسبة لنا كشعب البحرين أن كل سطر من هذا التقرير علينا الاطلاع عليها وتقدير الجهود المبذولة من المنظمات الحقوقية والمجتمع العالمي المنصف وتفتح لنا الآفاق كيفية التعاطي مع المجتمع الدولي وكيف يقرأ ويتعاطى وبعد ذلك علينا السعي في نشر مثل هذه التقارير لبقية أرجاء العالم.
 
وقد تحدثنا في هذا المنبر وغيرها من المنابر عن طبيعة القضاء البحريني سواء في فترة الطوارئ واستمراره حتى اليوم، ومثل هذا التقرير يخرجنا من حالة الجدل بين المعارضة والسلطة فالسلطة تدعي أن القضاء أفضل قضاء بالعالم والمعارضة تدعي أن القضاء أسوأ ما شهدناه واذا صدر تقرير من مثل هذه المنظمة المحايدة وقالت أن نظام العدالة الجنائية في البحرين فشل في تحقيق المستوى الأدنى من المحاسبة والعدالة المحايدة.
 
العنوان الذي اختاره التقرير يكشف طبيعة القضاء القائم في البحرين وهو "تجريم المعارضة وترسيخ الإفلات من العقاب” وهذا العنوان عبارة عن نظام متكامل يجرم المعارضة ابتداء من لحظة القبض ثم التحقيق ومرورا بالنيابة العامة ثم المحاكم وإصدار الأحكام.
 
ومن هذا المسجد نسأل الله سبحانه وتعالى للورد إيفبري بالصحة والعافية فهو يرقد بالمستشفى وهذا اللورد الذي قدم المصالح الإنسانية على المصالح السياسية لبريطانيا ووقف مع شعب البحرين على الأقل منذ معرفتنا به أي ما يقارب 20 عام.
 
عنوان التقرير "تجريم المعارضة” هو ما أفضى إليه اللورد إيفبري وقال ما مضمون كلامه: عندما راجعت الإجراءات القضائية في البحرين لم أجد نظام قضائي وإنما نظام لتجريم المعارضة.
 
كما أن الشق الثاني من العنوان هو الإفلات من العقاب وقد أشار التقرير أنه لم يتعرض المسئولين الكبار للمحاكمة وهذا أيضا ما أوصى به تقرير السيد بسيوني، ووجدنا تبرأت المحاكم لصغار الشرطة من قتل مجموعة من الشهداء والحكم على آخرين بأحكام ناعمة مثل الستة شهور لقاتل الشهيد هاني عبدالعزيز.
 
 
 
الموضوع الثاني : الناشط الحقوقي نبيل رجب
 
في موضوع الناشط الحقوقي نبيل رجب هناك مجموعة من النقاط أوردها بشكل سريع:
 
- اعتقال نبيل رجب اعتقال ظالم لأنه وبحسب المقرر الخاص بالحريات في الأمم المتحدة قال بأن نبيل رجب معتقل تعسفا اي معتقل رأي وأن ممارسته لحرية التعبير ويجب أن يحمى لا أن يعتقل أو تظاهره أو حضوره بالعاصمة هو حق من حقوقه. وعلى هذا الأساس تم اعتباره من قبل جميع المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة كذلك وورد ذكره في تثمين الشجاعة في أحد خطابات الرئيس الفرنسي.
 
- ساهم نبيل رجب قبل الاعتقال من خلال حركته قبل الحراك الشعبي الواسع وأثنائه وقبل اعتقاله بإيصال قضية شعب البحرين المطالب العادلة والحقوقية إلى مختلف مناطق العالم إعلاميا وحقوقيا، وأيضا عندما اعتقل نبيل رجب لم يتوقف نشاطه بالقدر الذي يستطيعه مثل كتابة تغريده أو رسالة لزوجته أو غيرها.
 
- اعتقال مدة عامين على المستوى الداخلي زادت شعبية نبيل رجب كما يتعاطف شعب البحرين مع بقية المعتقلين كون نبيل رجب يدافع عن شعب بأكمله، وعلى المستوى الخارجي تحول إلى أكثر وأكثر لأيقونة من أيقونات الربيع العربي على المستوى العربي وجرت مقارنة بين نبيل رجب ونيلسون مانديلا بالرغم من مدة السجن المحدودة لنبيل. النتيجة وما أود أن أوصله لأبنائي سواء كان نبيل رجب بالمعتقل أو خارجه وهو ما على كل شخص منا العمل به أننا قد لا نستطيع منع اعتقال السلطة لنا ولكن لنجعل اعتقالهم أمرا سلبيا على السلطة، فأنت من تستطيع أن تختار المعركة فلا تعطي الفرصة للنظام أن يعمل التشويش عليك، وعندما تطالب بحقوقك فلا توجد ضمانه من اعتقالك فهذا طبيعة الأنظمة الديكتاتورية.
 
- خرج نبيل رجب من المعتقل متمسك بنفس مبادئه ومطالبه بل ربما زاده الاعتقال اصراره بالمضي في اكمال مشواره الذي بدأه قبل أن يعتقل.
 
- عناصر القوة في حركة نبيل رجب وهي مطالبته بمطالب عادله مشروعه والديمقراطية والحرية والمساواة ودفاعه عن حقوق الإنسان بالبحرين وتمسكه بالسلمية والشجاعة في الكلمة والموقف، وكل فرد منا يا أبنائي يستطيع أن يعمل بها. نبيل رجب نموذج يمكن لشبابنا في العمل السياسي والحقوقي أن يستفيدوا منه وأن يقتفوا أثره، مثل هذا النموذج يخلق احراج وضغط على النظام.
 
- خرج نبيل رجب بعد قضائه عامين بالمعتقل وسيخرج كل المعتقلين كما خرج نبيل رجب ليساهموا في إكمال النضال أو ليحتفلوا بالنصر، هذه المعادلة وبعد التوكل على الله سبحانه وتعالى والإخلاص لله وبذل ما في الوسع سيخرج المعتقلون.
 
الموضوع الثالث : المرحومة أم حسن
 
انتقلت قبل أيام المرحومة أم حسن من سكنت البلاد القديم، وهي تعاني من بعض الأمراض كالسكري والضغط كما عانت من عدم القدرة على الحركة ونادرا ما تخرج من منزلها خصوصا بعد وفاة زوجها منذ أكثر من عام ونصف، وأم حسن لها ثلاثة أبناء بالإضافة لإبن آخر من زوج آخر. وأبنائها الثلاثة هم علي ومحمود وحسين، علي شاب يعمل في إحدى الشركة كسائق وهو مضطر ومعاشه محدود، وقد ذهب لتجديد رخصة سياقته واعتقل من هناك، وهو يقضي بالسجن ظلما 15 سنة الآن. الإبن الثاني محمود ويقول أنه كان راجع من زيارة أمه من المستشفى وأنا شخصيا لم أرى لحظات اطلاق الرصاص ولكن شاهدت اللحظات ما بعد اطلاق الرصاص بحكم زاوية إطلاق الرصاص لم تغطيها زاوية الكاميرات على منزلي وهو بالمناسبة جاري يسكن بالمنزل القريب مني، وقد شهدته محمول كالذبيحة بيد الشرطة ثم بعد انقطاع الأخبار عنه وبعد سؤال أهله عنه التقوا به بمستشفى العسكري وهو مصاب برصاص الشوزن في بطنه ووجه، وبقى بين الحياة والموت لأكثر من ثلاثة أسابيع وقد حكم على محمود بعدما اصيب من بالشوزن بالسجن سنة كاملة بتهمة التجمهر وقد قضى منها 8 أشهر تقريبا. الإبن الأصغر حسين لا يبات في منزله وهو لا يعلم مصيره هل مثل أخيه الأكبر علي إن كان مطلوب أم لا ولكن ما أشهده بين الحين والآخر هو اقتحام رجال الأمن المنزل ويستفسرون عن حسين، فحسين لا تعلم إن كان يبات في مقبرة أو منزل مهجور أو أي مكان آخر.
 
فهذه حياة كل من علي ومحمود وحسين ووالدتهم أم حسن، فأم حسن تحتاج عيادة المستشفى فلا تجد من يرعاها وهي بحاجة للمستشفى بين الحين والآخر، ولأم حسن أقارب –بنات زوج أم حسن- وعلى الأقل وهي أرقام بتحفظ 3 من أبنائهم معتقلين و2 مطاردين وواحد خارج البحرين.
 
وأم حسن ليس لها بالسياسة دخل وهي مريضة وتحتاج من يعتني بها، ويتراودها إنبها الأكبر حسن بين الحين والآخر وهو لا يقطن معها، منزل أم حسن يقع في مرمى الغازات السامة خصوصا في ليالي الجمعة والسبت وفي كل لحظة كنت أتوقع أن تستشهد بسبب كميات الغازات الكبيرة التي تسقط في منزلها.
 
أم حسن وبسبب عدم قدرتها على الحركة لم تزر أبنائها وهم بالمعتقل، وفضلت البقاء بمنزلها وأن تسأل ابنها الكبير عن حال اخوته في حال زيارته لهم، واذا زرتها لن تجد عندها إلا الحسرة وأملها بالله سبحانه وتعالى.
 
في الثلاثة الأشهر الأخيرة تنقلت أم حسن بين منزلها والمستشفى بشكل شبه يومي فهي مريضة وهي لا تبقى بالمستشفى بسبب قلة الأسرة بمستشفى السلمانية، حتى اختارها الله سبحانه وتعالى بسبب حالتها المرضية وعندما توفيت أم حسن وبعد تحرك مع أكثر من جهة سمح لابنها محمود ولم يسمح لابنها علي من توديع والدته لمثواها الأخير، وسمح لمحمود فقط من توديع والدته ولم يسمح له من حضور بقية مجلس عزاء أمه!.
 
أم حسن قبل وفاتها كانت تترقب زوار الفجر في كل ليلة، والعالم العربي كله يعلم زوار الفجر ولم يعد وقت الفجر تترقبهم لأنهم يزورونها في وقت الضحى والظهيرة وأول ساعات العشاء.
 
أم حسن نموذج لآلاف الأمهات البحرينيات الطيبات فإلى من يسمعنا من العالم العربي أو الغير عربي .. من الظالم في هذه المعادلة أم حسن أو النظام؟
 
الموضوع الرابع : ظاهرة اجتماعية
 
طلب مني الحديث عن ظاهرة بقاء بعض الأزواج خارج منازلهم لساعات متأخرة من الفجر في مقاهي الشيشة أو ما شابهها، وهي ظاهرة غير سوية وان كان صاحب عمل سيكون عمله متأثر وفي حال بحثه عن عمل سيجد الصعوبة والتعب في البحث بسبب السهر. للرجل أو المرأة إن كانت لهم الحاجة من الجلوس مع أصحابه والتنفيس عن نفسه وهو من حقه، ولكن عندك أسرة وأولاد بحاجة لوقتك ووجودك بالمنزل فوجودك بالمنزل بحد ذاته مطلب، وقد يكونون بحاجة للحديث معك وهي مطلب، لذا أرجوا من أخواني وآبائي أن يلتفتوا لهذه الظاهرة وأن ينتبهوا لأزواجهم وأبنائهم وأن لا يتمادوا في هذه الظاهرة.
 
اللهم فرج عن معتقلينا .. شافي جرحانا .. أرحم شهدائنا .. اعد مغيبينا .. اللهم اجعل هذا البلد آمن وارزق أهله من الثمرات وألف بين قلوبهم واجمعهم على الخير والهدى،
 
غفر الله لي ولكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


النهاية

إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: