شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

لهذه الأسباب أطلّ نصرالله وهذا ما لم يقله في خطابه

بحسب اوساط سياسية في 8 آذار، فان اطلالة السيد «المبتكرة» تشير بوضوح الى سرعة تبلور الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية للحزب عقب خطوة تشكيل حكومة «المصلحة الوطنية» والتي اثارت الكثير من ردود الفعل «الملتبسة» حينها، اضافة الى تسارع الاحداث الميدانية في سوريا، تزامنا مع احداث وتطورات اقليمية جاءت كلها لتؤكد صوابية خيارات الحزب التي اراد السيد نصرالله تظهيرها.
رمز الخبر: 10798
14:37 - 31 March 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

كان بالامكان ان تمر المناسبة الثقافية في بلدة عيناتا الجنوبية دون ان يلتفت اليها احد غير المنظمين وابناء البلدة والقرى المجاورة. لم يكن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ملزما بحضور تلك المناسبة، ليست احتفالا مركزيا للحزب ولم يكن مقررا اصلا ان يكون هو خطيبا في هذه المناسبة وكان يمكن لأي من قيادات حزب الله ان تقوم برعاية هذا المهرجان الادبي والتراثي، هذا يعني بكل بساطة ان هذه الاطلالة جاءت في توقيت مدروس اراد من خلالها السيد ايصال «رسائل» الى الخصوم والاعداء وقبلهم الاصدقاء وابناء «البيئة الحاضنة» للمقاومة، ولو لم يكن هناك مناسبة لتم ابتكار واحدة، ولكن لماذا أراد نصرالله التحدث في هذا التوقيت؟ ولماذا كان شديد الارتياح في عرضه للاحداث والتطورات؟
 
بحسب اوساط سياسية في 8 آذار، فان اطلالة السيد «المبتكرة» تشير بوضوح الى سرعة تبلور الرؤية الاستراتيجية والتكتيكية للحزب عقب خطوة تشكيل حكومة «المصلحة الوطنية» والتي اثارت الكثير من ردود الفعل «الملتبسة» حينها، اضافة الى تسارع الاحداث الميدانية في سوريا، تزامنا مع احداث وتطورات اقليمية جاءت كلها لتؤكد صوابية خيارات الحزب التي اراد السيد نصرالله تظهيرها.
 
وتلفت تلك الاوساط، الى ان توقيت كلمة السيد نصرالله جاء في خضم استحقاقات داخلية مفصلية، فالسيد ترك مسألة ادارة الاستحقاق الرئاسي لحليفيه الجنرال ميشال عون وسليمان فرنجية اللذان يخوضان نقاشات فعالة مع بكركي، ولذلك اكتفى السيد فقط برسم خطوط عريضة تؤكد رغبة الحزب باجراء الانتخابات وعدم الوقوع في الفراغ، اما التفاصيل فرهن بما يمكن لحليفيه ان يحققاه بالتوازي مع تداخل هذا الاستحقاق مع عدة عوامل اقليمية ودولية.
 
اما «بيت القصيد» فكان تطرق السيد نصرالله الى مسألة مشاركة حزب الله في جلسات الحوار الوطني لبحث الاستراتيجية الدفاعية من عدمه، فهذا الامر تقول الاوساط لم يكن مجرد موقف يرتبط فقط بالعلاقة المتوترة مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، فهذا الامر بات وراء «ظهر» حزب الله، فالرئيس يعد ايامه الاخيرة في قصر بعبدا، وعدم «اهليته» لإدارة هذا الملف لم يعد قابل للنقاش بعد ان تخلى عن حياديته علنا، هو غير قادر على انجاز اي شيء جدي خلال شهرين بعد ان اخفق في ذلك خلال السنوات الست الماضية. لكن المسألة الاساسية سواء التأمت «الطاولة أو لم تلتئم، هي «رسالة» في الشكل وفي «المضمون» اراد من خلالها السيد نصرالله رسم ملامح المرحلة المقبلة.
 
فعلى المستوى الشكلي تشير الاوساط الى انه كان واضحا ان السيد يريد ان يقول ان لا قيمة لأي جلسة حوارية لا يحضرها الحزب، ولا يمكن لأحد ان يقيد حريته في الحضور من عدمه، لكن هل باستطاعة احد ان يناقش الاستراتيجية الدفاعية والطرف الاساسي وربما الوحيد المعني عمليا بهذا الامر غير موجود؟ أما في المضمون فالرسالة الاهم تتعلق بتبدل الاولويات، بعد ان اصبحت مكافحة الارهاب تتقدم على ما عداها في الداخل والخارج، والسيد نصرالله اراد التأكيد أن احدا ليس بإمكانه اليوم تغيير هذه «البوصلة»، الاولوية باتت في مكان آخر، وهو قطع الطريق أمام من يريد عن سابق تصور وتصميم «اعادة عقارب الساعة» الى الوراء ونقل النقاش الداخلي الى «مربع» آخر تجاوزته الاحداث، وسواء شارك حزب الله ام لم يشارك، فان «الرسالة» وصلت الى من يعنيهم الامر بان الكثير من «الاوراق» قد سقطت ولم تعد على «الطاولة» واي استراتيجية دفاعية يجب ان تلحظ المتغيرات الحاصلة على ارض الواقع، واي بحث جدي مؤجل الى العهد الجديد.
 
ورأت الاوساط ان المعادلة الجديدة التي ارساها السيد نصرالله في خطابه كانت من خلال الانتقال من مرحلة الحديث والسؤال عن اسباب تدخل حزب الله في سوريا؟ الى مرحلة أخرى تستوجب السؤال عن سبب تأخر الحزب في تدخله؟ ولهذا ابعاد شديدة الاهمية لمن اراد ان يفهم بين «السطور» بعد نجاحات الحزب العسكرية هناك. وفي هذا السياق، فان ما قاله حول لحاق القوى الاقليمية والغربية بموقف الحزب من تصنيف المجموعات الارهابية في سوريا، ينسحب عليه انضمام الخصوم في الداخل «مرغمين» الى هذه الحملة، وهذا ما لم يرد السيد «التبحر» فيه منعا لزيادة احراج تيار المستقبل في هذه المرحلة الدقيقة، وما لم يقله السيد مباشرة وصل الى «جمهوره» مواربة، ولو كان التوقيت مناسبا لقال لهم، «هل اقتنعتم الان بصوابية «الشراكة» الحكومية؟ اليس افضل لنا ان «نحتوي» من فشلت رهاناته السورية بدل الصدام معه؟ ما الذي نريده افضل من ان يتصدر وزراء المستقبل المشهد الداخلي في مواجهة الارهاب «الفلتان» الامني الذي عمل التيار «الازرق» على تمويله وخلق المناخات المناسبة لاحتضانه؟ ما الذي نريده افضل من ان تكون مواجهة الارهاب و«قادة المحاور» استراتيجية وطنية ترعاها الدولة، بعد سنوات من محاولة البعض لتحويلها الى حرب شيعية ضد السنة؟ وهل ثمة شك بعد الآن ان من حاول خلق سلاح مواز للمقاومة للمقايضة عليه، بات يعيش المأزق بعد ان تحولت هذه المعادلة الى عبء عليه؟
 
هذا غيض من فيض التطورات الداخلية التي تجعل من حزب الله مرتاحا بينما انتقل القلق تضيف الاوساط في 8 آذار الى الجانب الآخر الباحث عن مخرج لائق لورطته السورية، فهذا اردوغان غارق في فضائحه ومستقبله السياسي على المحك، «والبيت الخليجي» تصدع، وما جرى في القمة العربية كان واضحا لجهة التحولات «الدراماتيكية» من الموقف ازاء المعارضة السورية التي خسرت موقعها على «الطاولة»، واذا كان تيار المستقبل يعيش على وقع ارتفاع الاصوات ضمن «بيئته الحاضنة» متهمة اياه بالخيانة وباستخدام شريحة كبيرة لخدمة مصالحه السياسية ثم التضحية بها، فان السعودية تعيش المأزق نفسه اليوم مع شعور مجموعات كبيرة من الشبان بالخذلان بعد «انقلاب» القيادة السعودية عليهم من خلال تصنيف نحو 3500 سعودي سهلت عملية ارسالهم الى سوريا، بانهم ارهابيين. وها هم يتوعدونها «بالانتقام».
 
وتلفت تلك الاوساط، الى ان توقيت خطاب السيد يأتي ايضا في لحظة مفصلية بعد انتهاء القمة الاميركية السعودية دون نتائج «مطمئنة» للمملكة «القلقة»، بعد ان اكتشف السعوديون ان الخط السياسي الذي ينتهجه الرئيس الحالي أوباما تجاه إيران هو جزء من استراتيجية أميركية ثابتة، ولذلك لم ينجحوا في تغييرالموقف الأميركي بالنسبة لإيران، فأوباما الذي يرى أنه من المفيد تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، لا يمثل هذا أولويته الأولى ، واتضح ان الأولوية هي للاتفاق مع إيران. ولم يبد أوباما خلال المحادثات قلقا مما يعتبره السعوديون خطر تمدد النفوذ الإيراني من العراق إلى الشام، ومن سمع دفاع الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن قراره عدم توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا بعد استخدام السلاح الكيميائي الصيف الماضي، واقراره أن قدرات الولايات المتحدة لها حدود، يدرك ان من كان يعول على الاميركيين يدرك ان هذا الامر بات في «خبر كان»والخلاصة التي اقتنع بها القادة السعوديون ان الولايات المتحدة التي رفضت ان تحارب ايران من اجل اسرائيل لن تحاربها من اجل السعودية.ما يعني هذا الكلام؟
 
هذا يعني تقول الاوساط ان تحولات كبيرة قادمة على المنطقة يعرفها جيدا السيد نصرالله، وهو جزء اساسي من رسم معادلاتها، خرج ليطمئن جمهوره وينصح خصومه بقراءة ما يجري حولهم جيدا، ايران تتحول الى دولة محورية واساسية في المنطقة، سوريا لن تسقط، الحلف مع روسيا اصبح اكثر تماسكا بعد احداث اوكرانيا، فيما تعاني السعودية وهي الدولة المحورية في المعسكر الاخر من نقطة ضعف مركزية لأنها تفتقد قدرات عسكرية تتناسب مع حجمها ودورها الإقليمي، وهو ما تسبب في خروجها من معادلة توازنات القوة في المنطقة، وجاء القرار الملكي السعودي غير المسبوق بتعيين الامير مقرن بن عبد العزيز «وليا لولي العهد» ليعيد فتح ملف الخلافات الداخلية ويزيد المملكة ضعفا، أما اسرائيل فاستبق نصرالله كلامه حول جهوزية المقاومة وقدراتها باختبارات عملية في مزارع شبعا وجبل الشيخ والجولان، طبعا اسرائيل وصلتها «الرسالة» وتعيد حساباتها وفق المعطيات الجيدة. وامام هذه التطورات لا يبدو السؤال لماذا يبدو نصرالله مرتاحا في مكانه ؟ وانما السؤال الانسب هو لماذا يجب ان يشعر الاخرون بالقلق ؟


النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: