شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

«انتحاريون» لم تنبت لحاهم بعد!

«طاهر المهاجر»، وهو اسم وهمي لطفل لم يتجاوز عمره الـ14 عاماً، اصطحبته والدته من مصر، بعدما توفي والده، انضم إلى صفوف «جبهة النصرة»، وقتل قبل أيام في مدينة البوكمال خلال هجوم شنه «جهاديو» تنظيم «داعش».
رمز الخبر: 11053
14:34 - 16 April 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

تكشف صراعات الفصائل «الجهادية» في سوريا يوماً بعد يوم مدى تورط، أو توريط، الأطفال في حرب دُفعوا إليها ليدفعوا حياة لم تكتمل بعد ثمناً لقرارات لم يتخذوها، أو لا يمكن لهم أن يتخذوها أصلاً، لتتحول هذه القضية من مجرد حالات فردية إلى ظاهرة أصبحت جلية في سوريا «المقصد الأول لجهاديي العالم وأكثر دول العالم استقبالاً للبراعم الجهادية، حيث يتم إعدادها وتنميتها لتصبح جاهزة لدخول أرض المعركة»، على حد تعبير خبير متابع لملف الفصائل «الجهادية» في سوريا، الذي يضيف أن «المدارس التي افتتحتها هذه الفصائل قبل أكثر من عام ونصف العام بدأت بتخريج دفعات جاهزة للقتال، كما تحولت ومع مرور الوقت إلى مقصد مهم للأطفال المدفوعين للتدرب على القتال، ومن ثم الموت».

«طاهر المهاجر»، وهو اسم وهمي لطفل لم يتجاوز عمره الـ14 عاماً، اصطحبته والدته من مصر، بعدما توفي والده، انضم إلى صفوف «جبهة النصرة»، وقتل قبل أيام في مدينة البوكمال خلال هجوم شنه «جهاديو» تنظيم «داعش».

بعض الروايات تحدثت عن مقتله ذبحاً إلى جانب «رئيس الهيئة الشرعية» التابعة لـ«النصرة» في المدينة. «المئات من أمثال هذا الطفل قتلوا أو ينتظرهم ذات المصير»، يعلّق الخبير.

ويوضح خلال حديثه إلى «السفير» أن «حكايات الأطفال الجهاديين، أو من يطلق عليهم البراعم، أو حتى طيور الجنة، باتت جزءاً من النسيج الجهادي الذي عملت، وما زالت تعمل، الفصائل الجهادية على حياكته، فهؤلاء الأطفال هم بمثابة استثمار لهذه الفصائل».
ويضيف أن «هؤلاء الأطفال يشكلون مفصلاً مهماً، فكل من ينجو من هذه المعارك ويكبر سيتحول بكل تأكيد إلى قيادي مخضرم، الأمر الذي يكفل لهذه الفصائل تواجد فكرها وتجدده بشكل دوري».

صورة للقيادي البارز في تنظيم «القاعدة» أبو خالد السوري، الذي قتل على يد «داعش» في حلب، ورثاه زعيم «القاعدة» الحالي أيمن الظواهري، يمكنها أن تفسر الكثير، فالقيادي «القاعدي» يظهر في الصورة وهو يقوم بتدريب طفل لا يتجاوز عمره العشر سنوات على استخدام السلاح الرشاش في سوريا، في مشهد يعود بالذاكرة إلى تجربة مخيمات تدريب الأطفال في معسكرات خاصة في أفغانستان.

ويستفيض في الشرح قائلاً إن «أبو خالد السوري قتل في حلب، ولكن قبل أن يموت هذا الرجل كم مقاتلاً صنع؟ وكم عدد الأطفال الذين تلقوا تعاليمه وتشربوها، ليصبحوا قنابل موقوتة تنتظر من يفجرها؟ هذه هي استراتيجية القاعدة منذ انطلاقه، تتنقل بين أرض وأخرى، وتعمل دائماً على تأمين استمراريتها». ولا يعتبر قيام «الجهاديين» بتدريب الأطفال وإقامة معسكرات خاصة لهم في سوريا سراً، فـ«صنّاع الموت يفتخرون بصناعتهم، لا بل ينشرون وبشكل دوري صوراً لهذه المعسكرات بهدف تشجيع الأطفال واجتذاب المزيد منهم»، بحسب الخبير.

ويتابع «الجهاديون لا ينظرون إلى هؤلاء على أنهم أطفال وإنما مكلّفون شرعاً بكافة فرائض الإسلام بما فيها الجهاد، لذلك لا يرون أنه من الخطأ دفع الأطفال إلى ساحات المعارك والاشتباكات وهو ما يجعل التهديد الذي يحيق بالأطفال في مناطق سيطرتهم مضاعفاً لأن له مبرراً شرعياً»، مشيراً إلى وجود أكثر من سبعة معسكرات تدريبية للأطفال في سوريا، تنظمها عدة فصائل «جهادية»، أبرزها «جبهة النصرة»، و«داعش». وكانت كشفت «السفير» في شهر آب الماضي، عن إقامة معسكرات تدريب للأطفال في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة.

وعن طرق رفد هذه المعسكرات، قال مصدر متابع لنشاط «الجهاديين» في سوريا إن هذه الفصائل تعمل بداية على اجتذاب الأطفال بهدف تعليمهم وتلقينهم تعاليم الدين الإسلامي عن طريق المدارس الدينية التي افتتحوها في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة، مستفيدين من غياب حالة التعليم من جهة، ومن ارتفاع حدة التوتر الطائفي والتي قد تدفع العديد من الآباء لإرسال أبنائهم، كما تعمل خلايا متوزعة في مختلف العالم، يتركز نشاط معظمها في دول العالم الثالث، على جذب المراهقين، والتقاط أبناء بعض المتشددين وإرسالهم لهذه المعسكرات»، ويتابع «بعض الأطفال يتجاوزون فترة التدرب بسرعة، فيتم إرسالهم إلى أرض المعارك، وقد يتم بالدفع ببعضهم لتنفيذ هجمات انتحارية، في حين تتم تهيئة بقية الأطفال كرصيد احتياطي يتم الزج بهم في المعارك عند الحاجة».

يأتي ذلك في وقت كشف فيه معاون وزير التربية السوري عبد الحكيم الحماد أن عدد المتسربين من العملية التعليمية خلال العام الدراسي 2013-2014 بلغ نحو نصف مليون تلميذ وتلميذة، مقابل 4 ملايين التحقوا بمدارسهم في جميع المحافظات. كما تسببت المعارك بخروج نحو 5 آلاف مدرسة عن خطة الوزارة، الأمر الذي ساهم بتمهيد الطريق لنشاط هذه المعسكرات، والتي يزداد عددها بشكل مطرد، حيث قام «داعش» مؤخراً بافتتاح معسكر جديد قرب مدينة الرقة الخاضعة كلياً لسيطرته أطلق عليه اسم «الشرعي للأشبال»، يضم بحسب مصادر «جهادية» أكثر من 50 طفلاً تتراوح أعمارهم بين السابعة والخامسة عشرة. كما أوضحت المصادر ان التدريبات التي يتلقاها هؤلاء الأطفال تعتبر قاسية جداً، وقد يسعى «داعش» إلى دفعهم لتنفيذ عمليات انتحارية.

«أبو سفيان» لقب لطفل آخر لا يتجاوز عمره الـ 15 عاماً، نشرت صفحات «جهادية» تابعة لـ «جبهة النصرة» صورته، ورثته بعد أن قضى غرقاً، مشيرة إلى أنه «طلب عملية استشهادية»، إلا أنه غرق قبل أن يحقق «أمنيته»، صورة أخرى لمئات الصور المشابهة التي تخلق يومياً في سوريا، التي يبدو ان قرع ناقوس الخطر فيها لم يعد يجدي أي نفع بعد أن تفشى المرض وتجذّر، لتصبح سوريا منبعاً لـ«الجهاديين» وفكرهم، دون تنشيط أي رادع أو فكر مضاد قد يعيد سوريا إلى عصر ما قبل «الجهاديين».

النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: