شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

بين خلاف ’داعش’ و’النصرة’: السعودية في خطر!

مشهد الإجرام والدم المراق الذي بات مألوفاً في مجازر الارهابيين بحق الشعب السوري، لا يغيب حتى عن الرسائل الدعائية والإعلامية للتكفيريين. الاتهامات المتبادلة بين "داعش" و"النصرة" لا تخلو من التوبيخ والتأنيب وتدافع المسؤوليات، وليس آخرها وصف "داعش" لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بالمارق والسارق، وغيرها من العبارات، خصوصاً بعد أن كان أعلن الأخير فك الارتباط بين تنظيمه و"داعش".
رمز الخبر: 11041
12:39 - 15 April 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

 تساؤلات كثيرة تطرح مع كل معركة تُستجد بين "أُمراء" التكفير في سوريا، وخاصة بين مسلحي "جبهة النصرة"، وتنظيم "داعش". إنفراط عقد حملة لواء فكر " القاعدة" يثير الاستهجان، فكيف يمكن لمجموعتين تكفيريتين تحملان المبادئ نفسها استباحة دماء بعضهما البعض، وقتل المدنيين المؤيدين لكلا الطرفين.
 
مشهد الإجرام والدم المراق الذي بات مألوفاً في مجازر الارهابيين بحق الشعب السوري، لا يغيب حتى عن الرسائل الدعائية والإعلامية للتكفيريين. الاتهامات المتبادلة بين "داعش" و"النصرة" لا تخلو من التوبيخ والتأنيب وتدافع المسؤوليات، وليس آخرها وصف "داعش" لزعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري بالمارق والسارق، وغيرها من العبارات، خصوصاً بعد أن كان أعلن الأخير فك الارتباط بين تنظيمه و"داعش".
 
لـ"داعش" و"النصرة" مشروعان مختلفان، الأولى هدفها إقامة دولة إسلامية تمتد من مناطق شرق سوريا مروراً بجنوب تركيا وصولاً إلى الأراضي العراقية بينما الثانية ترمي الى "إسقاط النظام السوري (الحكومة السورية) وضرب قواعد الجيش والمدنيين الموالين للحكومة". هكذا يقارب الباحث السوري في شؤون الحركات الإسلامية حسام شعيب لموقع "العهد الاخباري"، نظرته للمشهد.
 
برأي شعيب، هدف "داعش" جذب المسلحين الى بلاد الإسلام أو ما يسمى بـ "بلاد الجهاد" لإنشاء إمارة إسلامية تطبق شعائر دينية خاصة بها. يقول: هذه الإمارة بدأنا نراها في بعض المحافظات السورية كالرقة، ويرى أن "النصرة" تختلف عن الداعشيين، فهي تسعى لحشد عدد كبير من الإرهابيين لإسقاط النظام انطلاقاً من مبادئ ربطها بـ "القاعدة" في افغانستان والعراق وباكستان واستكمالاً لمشروع التنظيم الأم في الأراضي السورية.
 
وجهة نظر شعيب تنسجم مع رؤية أستاذ العلوم الاجتماعيّة والخبير في الجماعات الاسلاميّة عبد الغني عماد. يشرح الأخير: بدأ ارتباط "النصرة" بـ "القاعدة" منذ إعلان أيمن الظواهري في "رسالته الشهيرة" أنها فرع لـ "القاعدة" في سوريا، معتبراً أن الولاية المكانية لدولة العراق هي العراق والولاية المكانية لـ "جبهة النصرة" لأهل الشام هي سوريا.
 
الخلاف بين "النصرة" و"داعش" من مبايعة الى إعلان حرب !
 
هذا الإعلان أشعل الخلاف بين "الجبهة" و"الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش". يقول عماد في حديثه لموقع "العهد الاخباري": " ظهر خلاف الى العلن أكثر بعد ردّ زعيم "داعش" المدعو "أبو بكر البغدادي" على رسالة الظواهري والتي سجل فيها مؤاخذات شرعية عديدة أبرزها أن "المشروع الجهادي للدولة الاسلامية"، حسب الأصول التأسيسية عند منظري "القاعدة" الاصوليين، لا يعترف بحدود وإنما بالولاية والبيعة الهادفة بالأساس لإقامة "حكم الله في الارض".
 
عماد يوضح أن الظروف لم تتح "للقاعدة" في اي مكان، وحتى في افغانستان، إمكانية تطبيق هذا الحكم، لذلك كان دائماً "المشروع الجهادي" ضد دولة الكفر هو المتقدم على مشروع بناء "دولة الحاكمية" التي يقام فيها شرع الله، ويتابع: كانت بنظر الاباء المنظرين موضوعا مؤجلا حتى اسقاط حكم الجاهلية والكفر عن وجه الارض. ومن يقرأ أدبيات "القاعدة" لن يجد كتابات تتعلق بتنظير شؤون الدولة بينما سيجد كماً هائلاً من التنظيرات الجهادية.
 
على أن أسبابا أخرى أدت لاحتدام الخلاف بين الطرفين. يقول شعيب: "داعش" تعتبر "النصرة" لا تلتزم بمبادئ "إقامة الدولة الإسلامية"، ولا تنسق معها على محاور القتال. وهذا ما دفعها الى الخروج على الظواهري ووصفه بـ "المارق والضال" ليس فقط لأنه لا يوافق فكرها بإقامة دولة إسلامية أو إمارات، بل لأنه يسعى الى إسقاط النظام عبر التعاون مع الجماعات التي تسمى بـ "المعارضة المعتدلة".
 
جوهر الصراع بين الجانبين يتلخص "بنقض البيعة". يقول عماد: البغدادي يتهم الجولاني بالمروق ويرى أن الأولوية تكون بالجهاد وتأجيل بناء الدولة الى ما بعد اسقاط النظام وهو ما ترفضه داعش، ويضيف: إلى جانب معارك "البيعة" هناك خلاف آخر، فوجود "القاعدة" في العراق ثم تمددها الى سوريا تحت قيادة البغدادي أجبرتها على تلبية احتياجات السكان وحلّ مشاكلهم. ومن هنا بدأت فكرة اعلان الدولة في العراق ثم امتدت الى سوريا، وهو ما أثار خلافات داخل صفوفها حول الاولويات الجهاد، ام الدولة، ام الاثنان معاً ؟
 
"داعش" VS "النصرة"
 
هل أصبحت "داعش" صنيعة النظام ؟
 
عليه، فإن القضية اليوم، لم تعد خلافاً عقائدياً، فقد دخل على خط الصراع بين الطرفين عناصر جديدة، أبرزها تعرض صفوف الطرفين للاختراق ودعم " داعش" بالمسلحين من الخارج. يعتبر عماد أن هذا الخلاف يصب في خانة الجيش السوري. فعندما بدأ الصدام بين الجيش والجماعات المسلحة ظهر أن حجم قوة "داعش" (العسكرية واللوجستية) كان مبالغاً به. وانها (داعش) كانت تخلي مناطق في مواجهة الجيش السوري لمقاتلة الفصائل المسلحة الاخرى وهو ما عزز رواية خصومها عن أنها "صنيعة النظام" أو الوجه الآخر له كما ذكر في البيانات الأخيرة لـ "جبهة النصرة".
 
عندما تنقلب "داعش" على مشغليها: السعودية في خطر !
 
وفي إشارة لافتة وخطيرة، ينبه شعيب إلى أن خطر "داعش" أصبح اليوم يطال "القاعدة" نفسها، خصوصاً بعدما بدأت تتفلت من مشغليها الذين باتوا غير قادرين على ضبطها، ويتوقع انقلاب "داعش" على مموليها ولا سيما الدول الخليجية في القريب العاجل، ويرى أن وقف الدعم الخليجي والسعودي تحديداً لـ " داعش" تحت شعار "المعارضة المعتدلة" سيظهر لـ "داعش" أن دول الخليج انقلبت على نفسها ولا تريد بناء الدولة وتخاذلت عن "نصرة الحق".
 
وعن لائحة الجماعات الإرهابية التي اطلقتها السعودية مؤخراً، يرى شعيب أن المملكة استشعرت خطر هذه الجماعات عليها، لكنه يذكر بأن الدعم الذي تقدمه الرياض لـ "المعارضة المعتدلة" هدفه إطالة الحرب على سوريا، ويخلص إلى أن المشروع الاساسي لإرهابيي سوريا هدفه تقسيم بلاد الشام وإنشاء دويلات لاضعاف الدور السوري في دعم المقاومة عبر ضرب المحور الممانع من الخلف.

النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: