شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

الرياض تتحدّى واشنطن

لطالما كانت السعودية وقطر دولتين تختلفان في مقاربة مسائل الشرق الأوسط حتى في سوريا، فالرياض والدوحة رغم أن مصالحهما توافقت على معارضة نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن موقفهما تباين في دعم المعارضة السورية. اختلفت الرياض والدوحة حتى في النزاع السوري حيث قطر قررت دعم المتطرفين الاسلاميين في سوريا الذين عارضتهم السعودية ونأت بنفسها عنهم لتدعم في المقابل المعارضة المعتدلة في سوريا.
رمز الخبر: 10697
15:38 - 25 March 2014
 SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:
 
منذ الاختلاف مع واشنطن في مقاربة الملف السوري، والسعودية ترفع الصوت لتؤكد أنها ليست دولة يستهان بها وليس من السهل تجاهلها في الشرق الأوسط، إذ أن الرياض عبّرت سابقاً عن غضبها حيال السياسة الأميركية المتبعة في سوريا وفي مصر وحيال التقارب مع ايران بخطوات عدة، منها رفض مقعد غير دائم في مجلس الأمن، وبدعم التغيير في مصر والإطاحة بحكم الإخوان المسلمين. والآن، صعّدت السعودية موقفها تجاه دولة قطر التي تحركها واشنطن وترسم لها سياستها في المنطقة، فقررت سحب سفيرها من قطر ومن ثم أدرجت منظمات كثيرة على لائحة الإرهاب أبرزها جماعة الاخوان المسلمين التي تدعمها الدوحة وواشنطن.
 
بيد أن المملكة أرادت ان توجه رسالة قوية وواضحة الى واشنطن والى رئيسها أوباما الذي اقترب موعد زيارته الى الرياض بأنها دولة اقليمية غير عاجزة عن التحرك على الارض ازاء اي سياسة تضر بمصالحها وهي غير خائفة عن التعبير عن رفضها لسياسة قطر وبطريقة غير مباشرة سياسة واشنطن وستعارض تدخل الدوحة في مصر الذي يخلق حالة من عدم الاستقرار كما انها لن تغير قيد أنملة عن دعمها للسلطة الحالية في مصر. وعلاوة على ذلك، لن تقبل اي محاولة تعمّق الانقسامات في مجلس التعاون الخليجي، لذلك قطع العلاقة الديبلوماسية مع الدوحة وتضامن البحرين والامارات مع المملكة في هذه الناحية يضع قطر في حالة مواجهة وتصادم مع غالبية مجلس التعاون إضافة إلى مصر حالياً.
 
والحال، أنه كيف نستغرب رفض الرياض القاطع بالسماح لقطر بأن يقوى نفوذها في المنطقة وكيف ستقبل بأن تتجاوزها ولوقت طويل كانت تعتبر السعودية أن قطر جزء من إقليم الإحساء (إقليم في السعودية)؟.
 
لطالما كانت السعودية وقطر دولتين تختلفان في مقاربة مسائل الشرق الأوسط حتى في سوريا، فالرياض والدوحة رغم أن مصالحهما توافقت على معارضة نظام الرئيس بشار الأسد، إلا أن موقفهما تباين في دعم المعارضة السورية. اختلفت الرياض والدوحة حتى في النزاع السوري حيث قطر قررت دعم المتطرفين الاسلاميين في سوريا الذين عارضتهم السعودية ونأت بنفسها عنهم لتدعم في المقابل المعارضة المعتدلة في سوريا.
 
وعليه، لن يكون قرار سحب السفراء قراراً يتيماً، بل سيتبعه خطوات تصعيدية أخرى حيث تنوي السعوية تحجيم الدور القطري لتعود هي الأقوى على الساحة العربية خصوصاً أن الدوحة استغلت مرونة وديبلوماسية المملكة. وتستعد السعودية إلى تقييد معاملاتها المالية والتجارية وربما لاحقاً ستقرر إغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية بهدف عزل قطر. في نهاية المطاف، الخطوات التصعيدية التي قامت بها السعودية تظهر للعلن بأنها موجهة لقطر، إلا أن في باطن الأمور هي موجهة إلى واشنطن لجعلها تستمع للمملكة مجدداً.


النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: