شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

سيناريو سلس، لإسقاط صاخب لـ «يبرود»

التلال سقطت بأغلبها، باقي تلّتين مواجهتين للمدينة. المنافذ بأغلبها سقطت تحت قبضة رجال الجيش السوري والحزب، أو تمّت السيطرة عليها بالنار عسكرياً. إستراتيجية الجيش السوري المعدة للمدينة مغايرة للسيناريوهات التي يتم الحديث عنها من قبل بعض المصادر الإعلامية، ما نؤكده هو “لا معركة برية في يبرود حالياً”. المعركة الفعلية لن تبدأ برّياً في الوقت الراهن، او في المدى المنظور، فما يُحضّر لها هو أهم من إسقاطها بعملية عسكرية برية حاسمة.
رمز الخبر: 10452
11:32 - 05 March 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

باتت مدينة "يبرود” السورية بين فكي كماشة قوات الجيش السوري وحزب الله، خصوصاً بعد إحكام السيطرة على بلدة "السحل” التي تبعد عنها نحو 6 كيلومترات شمالاً، إضافة للسيطرة على ثلاث أرباع مزارع ريما وبلدة "العقبة” المتاخمتين شرقاً.

التلال سقطت بأغلبها، باقي تلّتين مواجهتين للمدينة. المنافذ بأغلبها سقطت تحت قبضة رجال الجيش السوري والحزب، أو تمّت السيطرة عليها بالنار عسكرياً. إستراتيجية الجيش السوري المعدة للمدينة مغايرة للسيناريوهات التي يتم الحديث عنها من قبل بعض المصادر الإعلامية، ما نؤكده هو "لا معركة برية في يبرود حالياً”. المعركة الفعلية لن تبدأ برّياً في الوقت الراهن، او في المدى المنظور، فما يُحضّر لها هو أهم من إسقاطها بعملية عسكرية برية حاسمة.

العديد من العوامل طرأت على المشهد في "يبرود” وأدت لاعتماد إستراتيجية مغايرة لمسار المعارك في الميدان السوري. تقاطع المصادر يفيد عن وجود أكثر من عشرة الاف مقاتل مسلح ومزوّد بأسلحة متطوّرة في المدينة. أعدّ هؤلاء أنفسهم جيداً لخوض معركة مسار ومصير ضد القوات السورية وحزب الله وعملوا على مدار أشهر مضت، على تجهييز أنفسهم لـ "معركة الحسم”. معلومات مستقاة عن مصادر ميدانية تفيد انّ مسلحو المعارضة في "يبرود” هم بأغلبهم من متفرعات "القاعدة” ويمتلكون أسلحة متطورة زودتهم بها المملكة العربية السعودية.

هذه المصادر تكشف عن إمتلاك هؤلاء صواريخ "كونكرس” و "فاغوت” المضادتين للدروع، حيث يعوّل هؤلاء على هذه الصواريخ لصد تقدم مدرّعات الجيش السوري، فيما تمتلك فصائل أخرى مثل "جبهة النصرة” صواريخ "كورنيت” الروسية التي تمّ تخزينها في البلدة بعد ان تمّ الحصول عليها من مخازن أسلحة تابعة للجيش تمّت السيطرة عليها في اوقات متتابعة، بحسب المصدر الميداني.

يتراجع أغلب المسلحون نحو "يبرود” التي باتت فارغة بالكامل من المدنيين. أغلب هؤلاء الذين نزحوا اساساً من مناطق القصير وريف حمص، نزحوا مجدداً هذه المرّة نحو عرسال اللبنانية، وباتت المدينة تحوي فقط المسلحين الجاهزون للقتال، ما هو مؤشر لحصول معركة ضارية في حال إتخاذ القرار الميداني بالتقدم البرّي نحوها.

الجيش السوري يبحث عن سبل أفضل لاسقاط "يبرود” من الداخل وبطريقة سلسلة دون خسائر كبيرة، كون العامل البشري الذي يمتلكه الجيش والحزب مهم، وكونهما مهاجمان وليسا مدافعين، ما يترتّب عليهما تقديم تضحيات جسدية كبيرة من أجل تطهير المدينة.

سيناريو الجيش السوري الحالي المتبع في يبرود، هو تطويق المدينة من جميع منافذها وعزلها وفرض سيناريو مشابه لما هو الحال في مناطق "حمص القديمة”، أي حصار قاسي يؤدي إلى إسقاط المدينة من الداخل. في مراقبة لمسار المعركة الحالية، نرى انّ القوات السورية تقدمت في العملية العسكرية إنطلاقاً من بلدة "قارة” الواقع إلى الشمال من يبرود، نحو "السحل” و "مزارع ريما” متجهة نحو الجنوب، لتطهير القرى المحاذية لـ "يبرود” واحدة تلو الاخرى في أسلوب القضم الممنهج. الهدف التالي هو بلدات "رأس المعرة” و "وفليطة”. الاخيرة تقع إلى الغرب من "يبرود”، وتقع بالتوازي على نفس الخط مع "رأس المعرة”. الهدف الحالي هو قطع الارتباط بين "عرسال” و "فليطة”، وعند حصول ذلك يكون المفتاح الثاني لعزلة المدينة قد أنجز أي إحكام تطويقها من الغرب، بالتوازي مع إنجاز الأول وهو السيطرة على التلال، ما سيُمكن القوات من السيطرة النارية على المدينة.

بالعودة إلى الشمال يتم العمل في "مزارع ريما” للسيطرة الكاملة عليها، أي السيطرة على البوابة الشرقية للمدينة، إلى حدود قرية "القسطل” بالتوازي أيضاً مع السيطرة على الجهة الشمالية المتمثلة بقرية "السحل”، يكون بذلك تمّت السيطرة على الجهتين الشمالية والشرقية والغربية، ومن ثمّ تبدأ مرحلة السيطرة على الجهة الجنوبية التي ستبدأ إنطلاقاً من "معلولا” التي ستشهد الدور القادم، بالتوازي مع دكّ "رنكوس” و "عسال الورد” اللتان تعتبران الرقم أثنين بعد "يبرود”، وهاتين لهما سيناريو مختلف أيضاً.

إذاً السيناريو المفترض والمرجع هو تطويق شامل لـ "يبرود”، هذا يترافق مع عمليات إختراق مباغتة في داخل المدينة، وإنجاز عمليات نوعية. الهدف الاستراتيجي للعملية، وهو حماية الداخل اللبناني ومنع عبور السيارات المفخخة أولاً، وثانياً منع عبور المسلحين نحو "عرسال” او نحو داخل الغوطة الشرقية أو تخوم دمشق، أهداف العملية تكون أنجزت عبر الحصار والعزل، دون المرور بعملية برّية عسكرية شاملة في حال نجاح تطويق المدينة، والهدف الأول والأخير هو تحقيق الاهداف المتعلقة بالعملية، وهذا ما يعمل عليه الجيش السوري وهو بحث السبل الاهلة لتحقيق الاهداف ومدى نجاحها في حال عدو المرور في عملية برية، كون المسار على الارض هو لصالح الجيش الذي فُتحت أمامه نظرية عزل المدينة لاسقاطها.

السيناريو هذا يكون الاقرب منطقياً، خصوصاً مع الاعداد الضخمة للمسلحين المتواجدين في المدينة. عقلياً، لا يمكن قتل عشرة الالاف مقاتل في اسبوع أو اثنين، بل هذا الأمر يحتاج لاشهر، وللجيش السوري ليس فقط ميداناً وحداً للقتال بل هناك ميادين أخرى تحتاج لعمليات إجتثاث.


النهاية
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: