شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

غضب فی سیدی بوزید فی الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة فی تونس

یتوقع ان تشهد ولایة سیدی بوزید وسط غرب تونس، مهد ما یسمى ˝الربیع العربی˝ الثلاثاء یوم ˝غضب˝ فی الذكرى الثالثة لاندلاع ˝الثورة˝ التونسیة وذلك للاحتجاج على تردی ظروف المعیشة وتفاقم البطالة والفقر التی كانت من الاسباب الرئیسیة للثورة.
رمز الخبر: 9489
12:03 - 06 January 2014
SHIA-NEWS.COM  شیعة نیوز:

وبدأت الثورة التونسیة فی سیدی بوزید فی 17 كانون الاول/دیسمبر 2010 عندما أضرم البائع المتجول محمد البوعزیزی (26 عاما) النار فی نفسه أمام مقر الولایة احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدیة عربة الخضار والفاكهة التی كان یعیش منها، وتوفی البوعزیزی فی الرابع من كانون الثانی/ینایر 2011 فی المستشفى متأثرا بحروقه البلیغة.

وقد أججت وفاته احتجاجات شعبیة عارمة انتهت یوم 14 كانون الثانی/ینایر 2011 بهروب الرئیس المخلوع زین العابدین بن علی الى السعودیة.

ودفعت ولایة سیدی بوزید أول "شهیدین" خلال الثورة عندما قمعت قوات الامن بالرصاص یوم 24 كانون الاول/دیسمبر 2010 تظاهرة فی معتمدیة منزل بوزیان التابعة للولایة، وقال یوسف الجلیلی الناطق الرسمی باسم لجنة 17 كانون الاول/دیسمبر 2010 التی تأسست یوم أحرق البوعزیزی نفسه لوكالة فرانس برس ان الثلاثاء القادم "سیكون یوم غضب فی سیدی بوزید احتجاجا على سیاسة الحكومة (التی تقودها حركة النهضة) لانها لم تف بوعودها وخانت مبادئ الثورة".

وأضاف "من المتوقع تنظیم مسیرة سلمیة كبیرة تجمع كل القوى الدیموقراطیة" بالتنسیق مع منظمات أهلیة ومع المكتب الجهوی للاتحاد العام التونسی للشغل (المركزیة النقابیة).

ورفض المتحدث تنظیم أی شكل من  من أشكال الاحتفال "الفلكلوریة" فی الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة التی ینتظر أن یتم خلالها أیضا إحیاء ذكرى المعارضین شكری بلعید ومحمد البراهمی الذین اغتیلا العام الحالی على ید جماعة سلفیة تكفیریة، وفق ما اعلنت وزارة الداخلیة.

وأدخل اغتیال بلعید والبراهمی تونس فی أزمة سیاسیة حادة أدت إلى مزید تدهور الاوضاع الاقتصادیة والاجتماعیة فی البلاد.

ورفض المنظمون بشكل قاطع حضور رئیس الجمهوریة المنصف المرزوقی ورئیس المجلس التأسیسی (البرلمان) مصطفى بن جعفر أو رئیس الحكومة علی العریض إلى سیدی بوزید للمشاركة فی احیاء الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة.

وكان متظاهرون طردوا فی 17 كانون الاول/دیسمبر 2012 المرزوقی وبن جعفر من سیدی بوزید ورشقوهما بالحجارة، وقال لزهر قمودی الكاتب العام للمكتب الجهوی لاتحاد الشغل فی سیدی بوزید "نرفض رفضا قاطعا حضور الرؤساء الثلاثة، لأن كل ما فعلوه هو تفقیر منطقتنا، لیس لهم أی مصداقیة".

فی المقابل من المنتظر تنظیم احتفالات "رسمیة" فی الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة بسیدی بوزید، وقال محمد الجلالی رئیس الهیئة المدیرة لمهرجان 17 كانون الاول/دیسمبر 2010 بسیدی بوزید إن الدورة الثالثة للمهرجان لن تكون "احتفالیة" بسبب "الوضعیة الحرجة التی تمر بها البلاد"، ویعول الجلالی على حضور مسؤولین رسمیین كبار إلى سیدی بوزید بحسب برنامج المهرجان الذی أطلع علیه وكالة فرانس برس.

ویعیش سكان ولایة سیدی بوزید التی یقطنها حوالی 418 ألف شخص (وفق آخر الاحصائیات الرسمیة) حالة من الاحباط والسخط بسبب البطالة والفقر وارتفاع الاسعار، فیما النسبة الرسمیة للبطالة فی الولایة هی الاعلى فی البلاد.

وقال منجی الشعیبی العضو فی لجنة 17 كانون الاول/دیسمبر 2010 إنه "مضت ثلاث سنوات (منذ اندلاع الثورة) ولم یتغیر شیء ولا یزال الوضع الاقتصادی والاجتماعی صعبا فی هذه المنطقة الغارقة فی البؤس"، واضاف ان "الشیء الوحید الذی تغیر فی سیدی بوزید هو بناء جدران عالیة حول مقرات مؤسسات الدولة".

وشهدت ولایة سیدی بوزید خلال العامین الاخیرین احتجاجات على تردی ظروف المعیشة، وتحولت بعض هذه الاحتجاجات الى اعمال عنف تم خلالها الاشتباك مع الشرطة وحرق مقر حركة النهضة الحاكمة، ومحاصرة مقر الولایة.

وقالت حسنیة منصری (58 عاما) وهی بائعة ثیاب متجولة فی سیدی بوزید بنبرة غلب علیها الاسى "حیاتنا تسیر من سیء إلى أسوأ وأصبحنا أفقر من قبل وأبناؤنا ما زالوا عاطلین" عن العمل، وأضافت "الشیء الوحید الذی أهدته الحكومة لولایة سیدی بوزید هو هذا" مشیرة بإصبعها الى النصب التذكاری لعربة خضار محمد البوعزیزی.

وتعج مقاهی سیدی بوزید بالعاطلین عن العمل الذین یحلم كثیر منهم بالهجرة الى اوروبا بعدما فقدوا الامل فی تحسن أوضاعهم فی تونس، وقال صفوان العمری (24 عاما) "كنت عاطلا قبل الثورة وما زلت عاطلا وسأبقى عاطلا"، واعتبر ان الحل "السحری" بالنسبة له هو "التعرف عبر الانترنت على امرأة أجنبیة أوروبیة والزواج منها حتى لو كانت فی الثمانین"، وأضاف "من حسن حظی أنی وجدت امرأة عمرها 36 عاما" آملا الزواج منها فی أقرب وقت لیسافر معها الى أوروبا.

وتفاقمت المشكلات الاجتماعیة والاقتصادیة فی تونس بسبب الازمة السیاسیة الحادة التی اندلعت إثر اغتیال النائب المعارض بالبرلمان محمد البراهمی یوم 25 تموز/یولیو الماضی.

ومؤخرا شهدت عدة ولایات تونسیة إضرابات عامة احتجاجا على تردی ظروف المعیشة وغلاء الاسعار وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وحذر حسین العباسی الامین العام للمركزیة النقابیة القویة التی ترعى مفاوضات بین المعارضة والحكومة لاخراج البلاد من الازمة السیاسیة من أن فشل هذه المفاوضات سیجعل تونس "مفتوحة على كل المخاطر".

النهاية
کلمات دلیلیة: غضب تونس الثورة شیعة نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: