SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:
تمخضت جهود الولايات المتحدة في عزمها على ضرب سوريا، عن ائتلاف يضم 33 دولة كإجراء عقابي ضد ما تعتبره الولايات المتحدة تجاوزاً للخطوط الحمراء التي رسمتها للنظام السوري الذي استخدم الاسلحة الكيماوية في حربه ضد الجماعات المسلحة كما تقول الولايات المتحدة، فقد أعلنت واشنطن أن عدد الدول المؤيدة للضربة العسكرية ضد سوريا ارتفع إلى 33، في تكرار "عددي" يعيد الى الذاكرة.
تحالف عملية "عاصفة الصحراء" أو "حرب تحرير الكويت" (17 يناير إلى 28 فبراير 1991)، التي شنتها قوات التحالف المكونة من 34 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق.
ومثلما يعيد التاريخ نفسه بأسباب الحرب وهو امتلاك السلاح الكيماوي، فان أعداد الدول المتحالفة يكاد يكون ذاته في مفارقة "عددية" وتأريخية، تكرّر فيها دوامة الزمن، أسباب الحروب، وأهدافها، وأرقامها ايضا.
و كان البيت الأبيض قد أعلن الثلاثاء إنّ "ثمان دول إضافية بينها الكويت وقعت البيان المشترك حول سوريا الذي صدر في السادس من الشهر الجاري على هامش قمة مجموعة ال20 (جي 20) التي عقدت في مدينة (سان بطرسبورغ) في روسيا".
وأوضح في بيان له أن "كلا من جورجيا وغواتيمالا والكويت ومالطا ومونتينيغرو وبنما وبولندا والبرتغال قد وقعوا البيان المشترك حول سوريا".
وأشار البيت الأبيض الى أن البيان المشترك "يدعم بصراحة الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة ودول أخرى لحظر استخدام الأسلحة الكيميائية".
فيما بلغ عدد الدول الموقعة عليه الى الآن 33 دولة.
ولا يعيد التاريخ نفسه، في العدد "الثلاثيني" للدول المتحالفة، فحسب، بل وفي التكوين "النوعي" لهذا التحالف، فمثلما كان التحالف الذي قاد حرب "عاصفة الصحراء"، وكذلك حرب اسقاط الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين العام 2003، عبارة عن تحالف دول عربية بقيادة دول الخليح مع الولايات المتحدة والغرب، فان نظام بشار الاسد يواجه ذات النوع ايضاً.
غير أن التحالف الذي تعتزم الولايات المتحدة اكمال تشكيله للتدخل في سوريا يشبه الى حد كبير "الغزو" الأمريكي للعراق، أو حرب الخليج الثالثة، أو حرب "تحرير العراق" العام 2003 والتي أدت إلى احتلال العراق عسكريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومساعدة دول مثل بريطانيا وأستراليا وبعض الدول المتحالفة مع أمريكا.
فقد كان ائتلاف "الراغبين" كما سمته الولايات المتحدة الأمريكية يختلف اختلافاً كبيرا عن الائتلاف الذي خاض حرب الخليج الثانية، لأنه كان ائتلافاً "صعب" التشكيل واعتمد على وجود جبهات داخلية في العراق، تماما مثلما تسعى الولايات المتحدة اليوم حيث تعتمد على المعارضات السورية المسلحة في حربها ضد النظام السوري.
وقوات "التحالف"، مصطلح يُطلق على الدول التي تتحالف لتشكل قوات عسكرية، تحارب ضد هدف واحد، ومن أشهر قوات التحالف في التأريخ الحديث، قوات التحالف في الحرب العالمية الأولى، والثانية.
وتحالف دول الحلفاء في فترة الحرب العالمية الأولى (1914 – 1918م) ضم الدّول التاليّة: بريطانيا، فرنسا، الإمبراطورية الروسية، وضمت مجموعة دول المحور، الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية، والدولة العثمانية، وبلغاريا.
وتحالف الحرب العالمية الثانية ضم مجموعة كبيرة من الدول أهمها بريطانيا وفرنسا والصين و بولندا.
و بعد قصف اليابان لميناء "بيرل هاربور" الأمريكي، انضمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى قوات الحلفاء في الحرب ضد دول المحور.
وفي يونيو خالفت ألمانيا اتفاقية عدم الاعتداء التي أبرمتها مع الاتحاد السوفيتي، واجتاحت الاتحاد السوفيتي من الشرق، ليصبح السوفييت دولة من دول الحلفاء.
النهاية
الوعی
