شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

كيف تحولت فرنسا إلى الحليف الأول للولايات المتحدة لضرب سوريا؟

وقالت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية إن مسؤولي البيت الأبيض يصرون على أن أوباما ما زال يفكر في الاختيار ما بين توجيه ضربة صاروخية محدودة، أو تنفيذ غارات جوية على أهداف داخل سوريا، ولا توجد أية إشارة عن موعد اتخاذ القرار. وأضافت المجلة أن الأيام الأخيرة تفتقت عن شيء واضح، ألا وهو أن الولايات المتحدة في حال قرر أوباما التدخل ستكون تقريبا وحيدة في هجومها.
رمز الخبر: 8076
16:10 - 01 September 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

ذكرت "فورين بوليسي” ان "بريطانيا وألمانيا نفضت أيديهما من المشاركة في ضرب سوريا، بينما لم تظهر تركيا أية دلالة على دعم كلامها بالأفعال، بعد أن تحدثت بلغة صارمة تجاه ما يحدث في سوريا، وفي وقت أبدى فيه أوباما استعداد بلاده لتوجيه ضربة عقابية لنظام بشار الأسد، يبدو أن هناك دولة واحدة على استعداد للمشاركة العسكرية وهي فرنسا، التي كان يُستهزأ بها لوقت طويل لضعفها المميز”.
 
وقالت مجلة "فورين بوليسي” الأميركية إن مسؤولي البيت الأبيض يصرون على أن أوباما ما زال يفكر في الاختيار ما بين توجيه ضربة صاروخية محدودة، أو تنفيذ غارات جوية على أهداف داخل سوريا، ولا توجد أية إشارة عن موعد اتخاذ القرار. وأضافت المجلة أن الأيام الأخيرة تفتقت عن شيء واضح، ألا وهو أن الولايات المتحدة في حال قرر أوباما التدخل ستكون تقريبا وحيدة في هجومها.
 
ففي الخميس الماضي، وجه البرلمان البريطاني هزيمة مهينة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ، وصوت ضد تدخل لندن ضد دمشق، أما وزير خارجية ألمانيا فصرح لصحيفة "زايتونج” بأن ألمانيا لم يُطلب منها المشاركة في الضربة، عوضاً عن تفكيرهم أصلاً في عمل ذلك، أما تركيا التي عبرت عن استعدادها للتدخل في سوريا دون انتظار قرار من مجلس الأمن، فساد الصمت موقفها الرسمي في الأيام القليلة الماضية مع ظهور بوادر تدخل أميركي في سوريا.
 
وتقريبا رفضت كل الدول المشاركة في الضربة إلا فرنسا فكانت الاستثناء، إذ صرح الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لصحيفة لوموند، أن استخدام الأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق "يجب أن لا يمر من دون عقاب”، وأن فرنسا "مستعدة لمعاقبة” الأسد على تلك الهجمة، كما أن هولاند يتمتع بميزة لا تتوفر لديفيد كاميرون، إذ إن صلاحياته تتيح له توجيه ضربات عسكرية دون موافقة البرلمان، وتوحي لغة الرئيس الفرنسي القوية بأنه مستعد لعمل ذلك.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن المشاركة الفرنسية المحتملة في سوريا ستكون الثالثة لها في غضون الأعوام الماضية كشريك رئيسي أو وحيد في عمليات عسكرية، خشيت إدارة أوباما أن تنخرط فيها بشكل فردي. وحلت فرنسا محل بريطانيا كحليف رئيسي لواشنطن في العمليات العسكرية المحدودة حول العالم.
 
 هذا النهج القوي أظهرته فرنسا خلال أزمة ليبيا، عندما قاد الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي الجهود لفرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية، ولاحقا أمر القوات الفرنسية بتوجيه الضربات الأولي للتدخل العسكري هناك، كما لعبت القوات الجوية الفرنسية -التي لحقت بها قوات بريطانيا والولايات المتحدة فيما بعد- دورا محوريا في تدمير معظم القوات العسكرية لمعمر القذافي، وأدى ذلك في النهاية إلى الإطاحة به وموته على يد قوات الثوار.
 
أما في مالي، فكان موقف فرنسا هو الأقوى، حيث سيطر فرع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على شمالي مالي بداية عام 2012، وفرض حكمه ونفوذه وحول المنطقة لمعسكر لتدريب الجهاديين من الدول المجاورة، وبدأ التنظيم في بداية عام 2013 في التقدم جنوبا نحو العاصمة المالية، ما أقلق المسؤولين الأميركيين، وأبدوا خشيتهم من فرض السيطرة الكاملة من القاعدة على البلاد، وأدان أوباما هذا الحدث، لكنه أوضح عدم رغبته في التدخل عسكريا لوقفه.
 
وقد دفع ذلك فرنسا لدخول مالي، فأغارت على معسكرات التنظيم وبدأت في جرهم مرة أخرى ناحية الشمال، ونشرت فرنسا أكثر من أربعة آلاف جندي فرنسي في مالي، وأسهمت القوات الأميركية بنقل القوات الفرنسية ومعداتها، كما أسهمت بالمعلومات الاستخباراتية لكنها تعهدت بعدم نشر قوات برية، ما أوقع العملية كلها على كاهل فرنسا.
 
وفي ظل إحجام بريطانيا عن المشاركة في تدخل أميركي قادم في سوريا، أعطت فرنسا إشارات تؤكد أنها الحليف الوحيد للولايات المتحدة، المستعدة للمشاركة عسكريا بجيشها حتى لا تخوض واشنطن حربها بمفردها، وتملك فرنسا قواعد عسكرية في دولة الإمارات العربية المتحدة وجيبوتي، يمكنها نظريا أن تمهد الطريق أمام غارات جوية في سوريا، كما أن طائراتها -بعد موافقة تركيا- يمكن أن تقلع من قاعدة أنجرليك في جنوب تركيا.
 
 ونقلت المجلة عن الخبير في الشؤون الفرنسية في مؤسسة "راند” مايكل شوركن قوله: إن "فرنسا تبنت نهجا أحادي الجانب لأمنها القومي، وتعتزم استخدام قواتها العسكرية من دون مصادقة حلف شمال الأطلسي أو الأمم المتحدة، وأنها تفضل العمل ضمن تحالف واسع من دول صديقة، مؤكداً أن فرنسا على استعداد تام في الوقت الراهن لأن تحارب بمفردها أو مع الولايات المتحدة”.
 
وقالت المجلة الأميركية إن "النهج الجديد لفرنسا المتسم بالقوة، يعكس تغيرات القيادة في فرنسا وتاريخها المعقد في الشرق الأوسط وإفريقيا، فقد كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي قاد فرنسا أثناء حرب ليبيا مؤيدا لأميركا، وأكثر ارتياحا لاستخدام القوة العسكرية على عكس أسلافه، كما أنه أول رئيس فرنسي يعيد باريس إلى حضن الناتو بعد عقود من الجفاف”.
 
وأما الرئيس هولاند فهو يساري، لكنه يعتقد أن أحداث الشرق الأوسط وإفريقيا يمكن أن يكون لها تأثير مباشر على مصالح بلاده، فالشركات الفرنسية تنشط عبر المنطقتين، كما أن قرب فرنسا من الشرق الأوسط يعرضها لضربات صاروخية من دول كسوريا، أو هجمات إرهابية من دول كمالي.
 
وأضاف شوركن، أنه سأل أحد ضباط الاستخبارات الفرنسية عن سبب اهتمام باريس بمنطقة الساحل في إفريقيا، فأجابه بأن فرنسا تعتبر المنطقة كدولة "المكسيك” بالنسبة للولايات المتحدة..
 
ولفتت المجلة إلى أن اتفاق الطرفين الأميركي والفرنسي لاح عبر عبارات المودة المتبادلة بين مسؤولي البلدين، فقد أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بفرنسا، واصفا إياها بـ”الحليف القديم”، لافتا إلى أن آخر مرة وقفت فيها فرنسا إلى جانب أميركا في صراع كانت عام 1778 خلال حربها ضد بريطانيا.


النهاية
الحدث نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: