شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

1

بشهادة الامام الصادق (عليه السلام) خسرت الانسانية اعظم عالم ومفكر اسلامي معصوم

إن الإمام الصادق (عليه السلام) توفرت له ظروف استطاع أن يستغلها لنشر أحكام الدين وان يفتح ابواب مجالسه لطلاب العلم وتصدى للتدريس ونشر المعارف اشترك في مجلس درسه أربعة آلاف تلميذ وعن طريق هؤلاء التلاميذ انتشرت علوم الإمام الصادق، منها العلوم الدينية: كالفقه والحديث والتفسير، ومنها العلوم الانسانية: كالتاريخ والأخلاق وعلم الاجتماع.
رمز الخبر: 8068
14:17 - 01 September 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:

{لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط}.

هذه إحدى الآيات التي تبين علّة النبوة، وتبين من جهة أخرى مهمة الأنبياء. فالأنبياء ابتعثوا لبناء مجتمع جديد، ولاقتلاع جذور الفساد، ولإعلان ثورة على جاهلية زمانهم، وقلب مجتمعاتهم.
إنها عملية صناعة مجتمع على أساس التوحيد والعدل الاجتماعي وتكريم الإنسان، وتحريره، وتحقيق المساواة الحقوقية والقانونية بين المجموعات والأفراد، ورفض الاستغلال والاستبداد والاحتكار، وإفساح المجال للطاقات والكفاءات الإنسانية، وتشجيع التعلّم والتعليم والفكر والتفكير.. إنها عملية إقامة مجتمع تنمو فيه كل عوامل سموّ الإنسان في جميع الأبعاد الأساسية، ويندفع الكائن البشري فيه باتجاه مسيرته التكاملية على ساحة التاريخ. هذه هي المهمة التي بعث الله الأنبياء من أجلها، ويُستنتج من ذلك أن الإمامة، باعتبارها امتداد لمهام النبوة، تتحمل نفس هذه الأبعاد. أي إيجاد مجتمع إسلامي عادل، والسعي لصيانة مسيرته الصحيحة.

{وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}
إن الإمام الصادق (عليه السلام) توفرت له ظروف استطاع أن يستغلها لنشر أحكام الدين وان يفتح ابواب مجالسه لطلاب العلم وتصدى للتدريس ونشر المعارف اشترك في مجلس درسه أربعة آلاف تلميذ وعن طريق هؤلاء التلاميذ انتشرت علوم الإمام الصادق، منها العلوم الدينية: كالفقه والحديث والتفسير، ومنها العلوم الانسانية: كالتاريخ والأخلاق وعلم الاجتماع.

وتصدى الإمام لمناقشة المنتمين الى الأفكار الدخيلة، والردّ على الزنادقة والماديين والملحدين، مباشرة او عن طريق تلاميذه، وقارع أصحاب النحل المنحرفة بقوة. ولكل مجال من مجالات الدين، ربّى كوكبة من الطلبة والمتخصصين. ويمكن القول بان الوضع الذي عاشه الامام الصادق (عليه السلام) اجتماعيا هوالاشهر بعد امير المؤمنين (عليه السلام) من حيث التفاف الناس حوله وكثرة طلابه وتزايد قاصديه للتعلم والسؤال والاستفسار ولذا نجد ان الروايات التي نقلت عنه هي اكثر من اي امام آخر من ابائه وابنائه (عليهم السلام) .

ومن هنا نستطيع ان نخطوا الخطوة الاخرى لنتوصل الى النتيجة وهي التساؤل عن السبب في نسبة المذهب اليه فانه لا شك انه كان يدعوا الى المذهب ويؤمن بولاية امير المؤمنين (سلام الله عليه) والمعصومين من ابائه وابنائه وبتعبير آخر انه (سلام الله عليه) استطاع استقطاب اكبر عدد واعظم نسبة من المجتمع في هذا الاتجاه وان الملتفين حوله والمتعلمين منه كانوا باعداد هائلة جدا حتى ان تسعمائة شيخ في مسجد الكوفة يقول حدثني جعفر بن محمد (صلوات الله عليه) ، فقال المجتمع يومئذ عن اصحاب الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انهم جعفريون اي هم الملتفون حوله والمندرجون تحت قيادته وعقيدته واهدافه لانه في ذلك الحين من اقوى واشهر الائمة المعصومين (عليهم السلام) في زمانه بل من اقوى واشهر علماء الاسلام كله حتى ان ابا حنيفة بن النعمان يفتخر بانه من طلاب الامام الصادق (عليه السلام) ويقول على ما روي عنه : (لولا السنتان لهلك النعمان) ، يريد بهما عامين قضاها بالتلمذة على يدّ الامام الصادق (عليه السلام). وعلى هذا كان الامام الصادق عليه السلام وأتباعه والشخصيات النظيفة الملتزمة اكثر الناس نصيبا من الاضطهاد والتعقيب والبلاء. عاش امامنا الصادق عليه السلام تلك الفترات المرعبة من العهد الاموي البغيض، وشاء القضاء والقدر أن يعاصر من ملوكهم كلا من عبد الملك بن مروان، والوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك، والوليد بن يزيد، ويزيد بن الوليد، ومروان بن محمد آخر اولئك الفراعنة.

عاصر الامام عليه السلام كل تلك الحفنة الحاقدة على رسالة جده المصطفى صلى الله عليه وآله، والمبغضة لال بيت النبوة، فعاش تلك المدة الطويلة وأهل بيته وشيعته في أجواء مرعبة، وعندما تسلم سدة الحكم المنصور الدوانيقي الذي لمس في الامام عليه السلام ومبادئه وشيعته خطرا عليه وعلى حكومته، فصمم القضاء على الامام عليه السلام والفتك به بأي وسيلة كانت، فقال قولته المعروفة للامام عليه السلام: قتلني الله ان لم أقتلك. ولكن الامام عليه السلام - رغم تلك الظروف القاسية والتهديدات الشريرة من المنصور - استمر في اداء رسالته وادارة جامعته العلمية، ورغم تلك الظروف القاتمة والأجواء القاسية كانت تتوافد عليه جموع الطلاب من مختلف الأقطار الاسلامية، مع تباين اتجاهاتهم وآرائهم وعقائدهم. ولم يزل الامام الصادق عليه السلام قائدا لمسيرة الامة الاسلامية نحو الهداية والفضيلة حتى اغتاله طاغية عصره رمز التجبر والحقد المنصور الدوانيقي بالسم بالمدينة المنورة في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148 ه‍، ودفن بالبقيع مع أبيه الأمام الباقر والامامين زين العابدين والحسن بن علي عليهم السلام. فبموته خسرت الانسانية أعظم عالم ومفكر اسلامي معصوم، بقي التراث الاسلامي مدينا له ولأفكاره ولارائه العلمية الخالدة. فسلام الله عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم التحقت بالرفيق الأعلى ويوم تبعث حيا.

بقلم : حازم عبد الجبار

النهاية
براثا
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم:
غیر قابل للنشر: 0
تحت المراجعة: 0
منشور: 1
تعلیقات
amaer
IRAQ
04:01 - 1393/05/29
احسنت