شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

كلمة السر لحماس للخروج من مأزقها.. في خطاب التنحي!!

يحاول الكتاب والإعلاميون والمحللون أن يجدوا عبارة واحدة تعبر عما يمكن أن يصف وضع حركة حماس فلا يجدون.. ولن يجدوا.. ويبحث الفضوليون في القواميس فلا يظفرون بكلمة واحدة تدخل مسنناتها في مسننات مواجع حماس الحالية.. هل هو ندم أم خيبة أم خسارة أم مقامرة أم جنون أم سوء طالع؟؟ أم خلطة مركبة من كل هذه الكلمات؟؟.. ويحاول نحاتو المصطلحات نحت كلام جديد وعبارة جديدة تناسب وضع حماس في مرحلة انكفاء العصر الإخواني.. ولكن أي إزميل وأي نقش وأي لغة يمكن أن تنحت عبارة تصف حال قادة حماس؟؟
رمز الخبر: 7388
15:03 - 22 July 2013
SHIA-NEWS.COM شیعة نیوز:



وتتلفت قيادة الحركة يمنة ويسرة وتنظر إلى الأمام والخلف وتحفر في باطن الأرض بحثا عن الحلول وأنفاق النجاة.. ولكن ما من حمامة زاجلة تعود إليهم من أرض الشام التي غادروها على أمل العودة السريعة على ظهر سيارات الدوشكا التي ستفتح الشام.. وهاهي سفن حماس تقف تائهة وسط المحيط العظيم بعد أن غرقت مراكب الفراعنة المسلمين وتجوس عيونها ومناظيرها السماء بحثا عن طائر يحمل البشرى كما يبحث الربان التائه عن طائر النورس ليستبشر أن هناك يابسة قريبة.. ولكن ما من طائر يحوم.. وما من يابسة..وما من نوارس... البحر واسع جدا.. ولاشيء غير البحر.. ثم البحر.. ثم البحر..

وقعت حماس في شر مستطير لم يقع فيه فصيل فلسطيني قبل اليوم.. فعندما وقع الخلاف بين الراحل ياسر عرفات والملك حسين كان العرب جميعا والمسلمون مع الموقف الفلسطيني في أيلول الأسود.. وعندما وقعت منظمة التحرير في ورطة الحرب الأهلية اللبنانية كان هناك تفهم كبير لانحياز المنظمة إلى جانب القوى اليسارية والوطنية اللبنانية ضد قوى اليمين.. وعندما مال ياسر عرفات إلى مشروع الرئيس صدام حسين في تحرير الكويت إنما كان يميل مع ميل العرب جميعا ضد تصرفات أمراء النفط وفحشهم وفجورهم.. أي في كل مرة كان الفلسطينيون يراهنون على موقف ويتخذون موقفا سياسيا كانت هناك نسبة مهمة من التفهم والتأييد في الشارع العربي والفلسطيني لموقف القيادة الفلسطينية..

ولكن حماس في خروجها مع مهرجان الربيع فاق في حماقته كل تصور لأنها خرجت مع حفنة من الشعب العربي لمجرد أنها حفنة ذات لحى كبيرة.. ثم حصلت الكارثة الكبرى عندما طعنت الشعب السوري في ظهره.. والحركة التي كانت تحظى بشعبية كبيرة طاغية عربية صارت أكثر حركة تحظى بالشكوك والتوجس وبأعلى نسبة من الاحتقار والازدراء بين حركات التحرر الوطنية.. لقد كسبت الحركة مديح الإسلاميين ولكنها خسرت الشرائح الوطنية الواسعة جدا عربيا.. وخسرت ثقة معظم القوى السياسية العربية.. واختارت الوقوف إلى جانب الإسلاميين العرب ضد باقي الشرائح العربية.. فخسرت على الأقل نسبة ثلثي الشعب العربي التي لا تميل للإسلاميين بدليل ما حدث في مصر..

وبخلاف كل مواقف القادة الفلسطينيين للفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير فإن حماس مالت إلى دول أمراء النفط وملوك العرب (بعكس موقف عرفات في تحرير الكويت) وهم أكثر أهل الأرض فسادا.. وبخلاف كل حركة تحرر منذ فجر التاريخ مالت الحركة إلى منتجات استخبارية غربية ومعلبات إسلامية أمريكية ومجهزة بعناية في غرف الاستخبارات الغربية وأعني بها حركات الإسلام الناتوي الذي لا يتحرك إلا تحت غيمة الناتو وحذائه.. من إسلاميات الغنوشي صاحب ايباك وتابعه الأبله المرزوقي إلى أردوغان العضو الأصيل في الحلف الأطلسي إلى محمد مرسي المخلوع صديق بيريز العظيم.. والى الإخوان المسلمين الذين سكبوا القداسة على معاهدة كامب ديفيد والصلح مع إسرائيل وسكبوا نفس القداسة على الجهاد في سورية وتدمير الشعب السوري..

وبخلاف كل مرة أيضا مالت قيادة حماس ضد إرادة الشعوب العربية.. فمهما اختلف الناس حول الوضع السوري وشرعية الثورة السورية أو شرعية القيادة السورية فإن العفوية العربية والفطرة والسليقة لا تقدر على تجاهل حقيقة أن قيادة سورية انفردت من بين أمم الأرض بأنها لم تسالم الصهاينة وكانت قادرة على ذلك ولديها الغطاء العربي عبر كل معاهدات السلام التي سبقت وعبر المبادرة السعودية في بيروت.. وانفردت رغم ما يقال عن صمت جولانها (الذي كان بسبب غياب مطلق للدعم العربي والدولي) بأنها هي التي دفعت الأثمان لتكبر فكرة المقاومة الشعبية في لبنان وفلسطين والعراق ضد الهجمة الصهيونية الغربية.. وأنها صاحبة الفضل في صد الموجات الغربية على المنطقة.. وهذا جعل مشروع التغيير في سورية مصدر حيرة حقيقية للجميع.. فهو في نظر الكثيرين مطلب حق شعبي ولكنه أيضا يفتح جدار الصد العربي على المجهول.. لأن الثورة السورية قدمت أوراق اعتمادها لإسرائيل عبر تطمينات لها لا لبس فيها.. ولذلك فإن العقل العربي كان مشطورا في هذا الشأن ولم يكن مستقرا بشأن صحة أي انحياز في الشأن السوري..

وكما تواطأت حماس بالوقوف ضد إرادة غالبية الشعب السوري الرافض للربيع العربي من أجل حفنة من الإخوان المسلمين تورطت حماس أكثر في التعبير عن الانحياز ضد غالبية الشعب المصري من أجل محمد مرسي وإخوانه.. ثم تورطت في الوقوف ضد حزب الله ورمزيته الثورية في عيون غالبية الأحرار فبلغت الوقاحة بحماس أنها صارت تتجرأ على حزب الله وتطالبه بالانسحاب من الشأن السوري رغم أنها سمعت عن تورط أفراد من حماس بالقتال في سورية والاحتفال علنا بما سمي "استشهادهم" في ادلب فإنها لم تصدر بيانا واحدا تشجب فيه تورط بعض مقاتليها في الشأن السوري حتى من باب تحريم الرصاص الفلسطيني الطائش إلى خارج فلسطين.. تدخل "بعض" حماس وصمتت قيادتها في إشارة منها على الموافقة والمباركة.. وعندما كانت معركة القصير سكينا تريد أن تخترق ظهر حزب الله إلى قلبه أبعد الحزب السكين عن ظهره وكسرها فجن جنون حماس على ردة فعل حزب الله.. رغم أن حزب الله هو الذي كان يعتبر حماس بمثابة حزب الله الفلسطيني.. ويعتبر نفسه حماس اللبنانية.. وتبرع لها بالدم عندما تركها الجميع تنزف في العراء دون إسعاف.. وحقنها عماد مغنية بالصواريخ السورية والإيرانية حتى أصابتها التخمة الصاروخية وصارت لها أسنان من الصواريخ تعض بها يد إسرائيل كلما امتدت إلى غزة.. وصارت لها مخالب من "الفجر"..

وفجأة على غير توقع غرق حمد بن خليفة وبن جاسم.. وفجأة أيضا ثقبت سفينة العثمانيين وصار أردوغان مشغولا بثقوبه وبالبحث عن أطواق نجاته بسبب التوترات الكردية والطائفية وتمرد القوى العلمانية.. وصار يرمي الحمولة الزائدة من سفنه لتجنب الغرق.. وبالطبع سيصل حزب العدالة والتنمية قريبا إلى قرار رمي حماس في البحر خاصة إذا تم إلقاء أردوغان في البحر.. والمفاجأة الكبرى أن قلب الحركة الإسلامية المصري قد أصابته السكتة القلبية.. بعد أن شربت حماس الأنخاب حتى الثمالة وانتشت ورقصت وصار خطابها استعلائيا ومليئا بأحلام اليقظة.. وقلة النظر.. وقلة الحياء..

بعد حماقات قيادة حماس ورعونة ربابنتها وجدت حماس نفسها خلال ثلاثة أشهر فقط من التطورات المتسارعة أمام خيارين لا ثالث لهما.. البحر من ورائكم والعدو من أمامكم..

في السابق كان العدو يعرف أن ليس البحر المتوسط وراء حماس بل بحر من المقاومة من طهران إلى لبنان.. حماس كانت سورية صغيرة وإيران صغيرة وحزب الله الفلسطيني.. ولكن كل هؤلاء رمت بهم حماس إلى بحر غزة من أجل عباءة خلافة ووهم أخونة المنطقة.. فغزة لا تستطيع أن يعيش تحت سقفها حسن نصر الله مع نعاج حمد بن جاسم ولا يمكن أن يلتقي فكر بشار الأسد مع عقل حمد بن خليفة السياسي المتخلف.. ولا يستطيع صاروخ الفجر أن يشرب الغاز بل روح البارود..

غزة تحولت إلى إمارة خليجية خلفها بحر من المال وأمراء البزنس.. فيها أمراء الأنفاق وفيها مذاق النفط ورائحة الدولار وعبودية ولي الأمر.. وفيها صار القرضاوي ولي الأمر الذي يقبل القادة يده وجبهته صبح مساء.. ويقصون له أظافره.. ومخالبه.. ويتبركون بحوافره وأظلافه.. ويرقصون في حفلات عرسه.. الكثيرة..

كانت طهورية حماس قادمة من خيارها بالكفاح المسلح ضد إسرائيل بإمكاناتها المتواضعة.. ثم ارتقت في مقامها بين الناس عندما ربطت نفسها بحلف المقاومة الممتد من إيران إلى لبنان.. ونالت الاحترام بين الناس في زهد مؤسسها الشيخ أحمد ياسين وفي ابتعادها عن المال وفساده الذي انتشر عبر مشروع دايتون لاختراق السلطة الفلسطينية.. فإذا بدايتون القطري يمسح عقل حماس ويملأ جيوبها بالرواتب والمال والغنى..

كان يكفي حماس فخرا أنها رابطت في دمشق بالقرب من ضريح صلاح الدين الذي حرر القدس يوما.. فإذا بها تختار الدوحة التي شاركت في إسقاط بغداد.

حماس تحتضر ببطء شديد والغريب أن من سيحاول إنقاذها قد تكون إسرائيل نفسها لأن إسرائيل تدرك أن موت حماس التي صارت يتيمة يعني ولادة فصيل فلسطيني سيتعبها لعقد أو عقدين وسيكون حتما عبر خاصرة سورية.. كما أن حماس صارت تلعب دورا هداما في الثورة الفلسطينية لأنها ربطت مصيرها بما هو غير فلسطيني.. فهي ربطت نفسها بمصير أردوغان.. وبمصير الإخوان المسلمين العالمي.. وربطت نفسها بالحكم الأسري الخليجي وصارت معادلة بقائها خارج فلسطينية.. بل صارت مستعدة لدفع أثمان وطنية كبيرة وبدا ذلك في منح السلاح إجازة طويلة وفي كتم أنفاس الصواريخ.. ثم في تلميحات خالد مشعل إلى قبول ضمني بحدود 67.. وهذا انكماش سريع في خارطة فلسطين التي رفعتها حماس يوما من البحر إلى النهر لتصير في الربيع العربي من أوسلو إلى أوسلو.. وبعد عهد الإخوان ستصير من رفح إلى جباليا.. صارت غريزة البقاء هي ما يحكم حماس وليس غريزة الحرية والتحرير..

بقاء حماس برأسها الحالي صار ضرورة إسرائيلية كما صار بقاء الإسلاميين السوريين ضرورة إسرائيلية وغربية لإطالة عمر الأزمة السورية وإنهاض الفتن في الهلال الخصيب.. لتستريح مملكة إسرائيل ولينهض الهيكل..

ولاشك أن القيادة الحمساوية بكاملها تتحمل مسؤولية الكارثة التي وصل إليها فصيل فلسطيني مهم كحماس وحركة تحرر عربي.. ولم يبق لجسد حماس إلا أن يتخلص من رأسه.. ولاشك أن هذا البتر للرأس لا يجب أن يتم عبر انقلاب وعنف وانقسام عسكري لأن الخاسر هو الشعب الفلسطيني والكاسب الأكبر هو إسرائيل حتما.. بل على قيادات الصف الثاني والثالث أن تتحدث بصراحة إلى قيادات الصف الأول وتجري عملية نقل للسلطة وتنظم تنحي القيادة الحالية بشكل هادئ وسلمي ودون ضجيج..لأن التأخر بهذا التحرك سيثير حركة تمرد فلسطينية ونتائج التمرد لن تكون كما هو الوضع في مصر لأنه ليس هناك جيش فلسطيني و(سيسي) فلسطيني ليحسم الأمر لصالح "تمرد" بل سيكون هناك اقتتال فلسطيني فلسطيني.. وحمساوي حمساوي.. وإسلامي إسلامي.. وستقوم إسرائيل بدعم الجميع إلى مالا نهاية وبسخاء..

من مصلحة الشعب الفلسطيني ومن مصلحة جمهور حماس أن يجري التغيير في قيادة حماس قبل أن يزداد التغيير المحيط بالمنطقة والذي يقوده القطار السوري الذي يطحن المشروع الغربي على مهل.. وسيجنب التغيير انقسام حماس وانشغال الفلسطينيين بصراعات جديدة هم في غنى عنها.. ومن يدري فقد يفتح التغيير أبواب التوبة في دمشق لأن لا توبة لحماس بوجود السافل خالد مشعل وإسماعيل هنية..

في تغيير قيادة حماس وتنحي مشعل وهنية وباقي الصف القيادي من مبدأ ديمقراطي بحت فرصة كبيرة لإصلاح أوضاع حماس ولاستعادة بعض الأمل في الخلاص والنجاة من دخول متحف الحركات الوطنية المنقرضة والمهزومة ومتحف محنطات الحركات التحررية الفاشلة.. وهو خطوة لاستعادة بعض الاحترام والمكانة التي تلاشت في نفوس الناس لأن النذالة في الشأن السوري كانت مخجلة بكل المقاييس ولا يقدر تبرير الانحياز لموقف الشعب السوري على ابتلاعها.. فالموقف كان خسيسا ونذلا وطعنة في الظهر لأصحاب الفضل والنخوة ولمن مد يد المساعدة للغرقى.. وكان الموقف الأسلم هو البقاء على الحياد إن لم يكن رد الجميل للقيادة السورية بموقف شجاع..

حماس خرجت من المعركة ودخلت كواليس السياسة وبزنس الثورات بقرار من خالد مشعل وإسماعيل هنية وعليها وبحركة بارعة سياسية إجراء تحويلة عن الكواليس بالعودة إلى المعركة من باب تنحية المسؤولين الحاليين وإحالتهم إلى المعاش في قطر.. بجانب قاعدة العيديد.. وستناسب هذه التنحية خالد مشعل ليتفرغ لبرنامج اللياقة البدنية وإنقاص الوزن وترهل الثوار وكروش الأحرار التي امتلأت بالبراغماتية والتلون.. والثورة لا تعرف إلا أن تكون بسيطة ونقية ومباشرة.. وربما يدير مشعل فرعا لمطعم أنطوان لحد في إسرائيل ليكون في الدوحة..

متى سيتنحى خالد مشعل وفريقه؟؟ سؤال على جمهور حماس أن يجيب عليه.. ولا نريد أن نقول بأننا سنبدأ بعدّ الأيام.. فأيامه صارت معدودة في نظر فلسطينيين كثيرين.. وهم ينتظرون خطاب التنحي.

بقلم نارام سرجون

النهاية
جهینة نیوز


إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: