شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

تحليل: ما الرابط بين صراع الأجنحة في سوريا والصراع السعودي القطري؟

وبمعزل عن خطط النظام السوري للسيطرة على الوضع بشكل حاسم، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية السورية في أيار من العام المقبل، ومدى قدرته على تنفيذها تتوقف مصادر عربية عند ظاهرة تنامي ما وصفته بالأجنحة العسكرية والأذرع الأمنية، فتعتبر أنها نتيجة عكسية لصراع الدول من جهة والصراعات المذهبية والعقائدية من جهة ثانية، خصوصاً أن للدول المحيطة بسوريا والمشاركة بشكل فاعل بالحرب عليها، جماعاتها التي تدعمها وتسلحها وتمدها بالخبرات والتقنيات بمعزل عن سائر المجموعات التي تدين بالولاء لدول عربية واسلامية أخرى، فتركيا تدعم حركة "الاخوان المسلمين"، فيما تولت قطر دعم المجموعات السلفية والتكفيرية المتشددة على غرار جبهة "النصرة"، بينما تتولى السعودية دعم التيارات الوهابية وتخصص لها الموازنات، وهذا ما يبرر عدم قيام غرفة عمليات موحدة فعلاً لا قولاً، كما يبرر موجة التسليح العشوائية التي تسفر عن صراعات على النفوذ.
رمز الخبر: 7283
17:07 - 18 July 2013
SHIA-NEWS.COM شیعةنیوز:

مرة جديدة تعود الأزمة السورية لتصدر الحدث الاقليمي والدولي من بوابة التقدم الميداني الذي يحرزه الجيش النظامي في ريف دمشق وحمص القديمة من جهة، ومن زاوية استمرار الحرب السياسية والعسكرية بين "الجيش السوري الحر" وجبهة "النصرة" من جهة ثانية، فعلى الرغم من محاولات التخفيف من أهمية النفور بين أطياف المعارضة السورية، ينقل نازحون من أرض المعركة مشاهدات تشكل بحد ذاتها مفارقات، لا سيما لجهة تأكيدها بأن جبهة "النصرة" استولت على الكثير من أسلحة "الجيش الحر" ومواقعه المتقدمة على جبهات ريف دمشق، وذلك في ظل تقدم ملحوظ للجيش النظامي بهدف السيطرة على جرود النبك السورية المحاذية لجرود عرسال اللبنانية، في خطوة للسيطرة الكاملة على المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية إلى حمص.

وبمعزل عن خطط النظام السوري للسيطرة على الوضع بشكل حاسم، قبل حلول موعد الانتخابات الرئاسية السورية في أيار من العام المقبل، ومدى قدرته على تنفيذها تتوقف مصادر عربية عند ظاهرة تنامي ما وصفته بالأجنحة العسكرية والأذرع الأمنية، فتعتبر أنها نتيجة عكسية لصراع الدول من جهة والصراعات المذهبية والعقائدية من جهة ثانية، خصوصاً أن للدول المحيطة بسوريا والمشاركة بشكل فاعل بالحرب عليها، جماعاتها التي تدعمها وتسلحها وتمدها بالخبرات والتقنيات بمعزل عن سائر المجموعات التي تدين بالولاء لدول عربية واسلامية أخرى، فتركيا تدعم حركة "الاخوان المسلمين"، فيما تولت قطر دعم المجموعات السلفية والتكفيرية المتشددة على غرار جبهة "النصرة"، بينما تتولى السعودية دعم التيارات الوهابية وتخصص لها الموازنات، وهذا ما يبرر عدم قيام غرفة عمليات موحدة فعلاً لا قولاً، كما يبرر موجة التسليح العشوائية التي تسفر عن صراعات على النفوذ.

في هذا السياق، يدرج المصدر الصراعات المتدرجة صعوداً بين المجموعات المسلحة في سوريا، في خانة الصراع على قيادة العالم الإسلامي بين قطر من جهة وتركيا من جهة ثانية والسعودية من جهة ثالثة، فتركيا التي بدأت تشعر بأنها تخرج من هذا السباق بعد سقوط "الاخوان" في مصر تحاول العودة إلى المنظومة الإسلامية من البوابة السورية وهذا ما دفعها إلى اقفال بعض معابر التهريب وتعزيز أخرى، وذلك في موازاة غزل مكشوف للمجموعة الأوروبية في محاولة جديدة منها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بوصفها قائدة الاسلام المعتدل.

أما قطر وهي راعية جبهة "النصرة" المدرجة على لائحة الارهاب الأميركية فدفعت الثمن غالياً بعد أن تفردت بمد مجموعاتها بصواريخ حرارية من دون موافقة الادارة الأميركية، وذلك من خلال ابعاد الرجل الأقوى عن المسرح السياسي والاستعاضة عنه بوجه معروف بقربه من جهاز الاستخبارات الأميركية، في ظاهرة ليست الأولى في مسار التعاطي الأميركي مع الحلفاء، وهذا بدوره يفسر الحراك السياسي والأمني الزائد للجبهة المذكورة في محاولة للفت الأنظار إلى واقعها وحاجتها إلى المزيد من مصادر التمويل بعد أن خفضت قطر موازنة الدعم الخارجي، بحيث تبقى السعودية شبه وحيدة في الميدان تسعى جاهدة لاسترداد ما خسرته على الساحتين السورية واللبنانية، مع الاشارة إلى بعض المعلومات التي يؤكد المصدر صحتها، وهي تتمحور حول مهلة زمنية أعطتها واشنطن للثنائي بندر بن سلطان والوزير سعود الفيصل لتعديل موازين القوى في سوريا قبل موعد لقاء أوباما – بوتين، والا فالعودة إلى الاعتدال ومن ثم التسوية .


النهاية
الوعی
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: