شیعة نیوز | الوكالة الشيعية للأنباء | Shia News Agency

0

علاوي يصحح المسار ومقاومة مسلحة للغزو الثقافي الامريكي

قبل انسحاب القوات الامريكية من العراق كنت اشكك دوماً بحقيقة مايسمى بالمقاومة العراقية ذلك انني كنت ألاحظ ان هذه المقاومة صوبت اسلحتها تجاه الشعب العراقي وحتى في السنوات الاخيرة كان الامريكان ينعمون بالطمأنينة والسلام بينما كانت الشوارع العراقية ملتهبة واجساد العراقيين تنزف.
رمز الخبر: 644
17:32 - 10 September 2012
SHIA-NEWS.COM شیعه نیوز:
شیعة نیوز: كنت في ذلك الوقت استقصي الارقام والاحصاءات وأجد أن القتلى في هذه الحرب المجنونة هم فقط من العراقيين وليس فيهم أمريكي واحد ، لكني مع ذلك كنت اكتب واعرب عن تشككي  بهذه المقاومة حتى تيقنت الى ماذهبت اليه عندما اعلن مسؤول امريكي بعظمة لسانه انه ومنذ ثلاثة اعوام التي سبقت انسحاب القوات الامريكية من العراق لم تتعرض القوات الامريكية لأية عملية عسكرية معادية.
 الأمر مشكوك فيه لكن هناك دلائل اخرى تشير الى وجود صفقة بين الامريكان وهؤلاء الذين يسمون انفسهم بالمقاومة، والصفقة تقوم على اساس اطلاق سجناء تلك التنظيمات المسلحة مقابل أن لاتتعرض التشكيلات العسكرية الامريكية لعملية حربية معادية من قبل هذه الجماعات، وبالفعل ومنذ اطلاق سراح الامريكان لعتاة المجرمين وحتى اليوم الآخر من تواجد تلك القوات لم يتعرض الجيش الامريكي في العراق الى أي اعتداء عسكري!
 لكن هؤلاء عديمو الضمير والعقل الذين يفجرون في الشوارع والاسواق العراقية كما حصل اليوم في كركوك وديالى لم يفكروا قط ولم يسألوا أنفسهم لماذا لابد أن تطلق القوات الامريكية سراح سجنائهم من معتقلاتها بينما هم لازالوا يعتقلون في اشد الظروف قساوة في غوانتينامو أشخاصاً لم يشتركوا قط في العمليات الحربية في أفغانستان الى جانب طالبان؟
 لاشك ان الولايات المتحدة  نجحت وبشكل ذكي في تطبيق "نظرية الفوضى الخلاقة" في العراق لكن السؤال هو أن الذين ينفذون السلاح من الفصائل المسلحة العراقية هل هم على علم بانهم أدوات تنفيذية لمشروع الفوضى الخلاقة أم انهم يقدمون هذه الخدمة للاستعمار الجديد بشكل مجاني؟
ساذج من يتصور أن الامريكان جاءوا للعراق  من أجل حلاوة عيون العراقيين، أو تحريرهم من ايدي الطاغية، لابد أن نبحث بدقة عن حقيقة المشروع الامريكي في العراق لكي نفهم موقعيتنا في اطار الواقع المحلي والدولي.
الامريكان أنفسهم اعترفوا انهم جاءوا لبث "الفوضى الخلاقة" وهذه الفوضى تقوم على اساس خلق النزاعات الطائفية والقومية في العراق ومن يريد أن يقوم بدراسة عن هذا الموضوع سيكتشف أن الغزو الامريكي للعراق لم يكن غزواً عسكرياً بل كان غزواً ثقافياً وكان سلاحه " الطائفية " التي زرعتها أمريكا في العراق عن طريق المحاصصة ومن خلال خلق الفجوة بين السنة والشيعة التي استفاد منها السلفيون للامتداد في الساحة العراقية.
الامريكان يهيئون الارضية لدخول السلفية وهي بدورها تكمل المسيرة من خلال خلق الفتن والنزاعات بين أبناء الوطن الواحد، ولهذا يصبح الامر طبيعياً عندما نسمع عن اطلاق الآلاف من عناصر السلفية الجهادية من المعتقلات في سبيل استكمال المشروع الامريكي القائم على التفرقة بين المسلمين لضمان أمن اسرائيل.
كانت سوريا تخشى من الغزو العسكري الامريكي ولذلك كانت  تجهز مايسمى بالمقاومة بأنواع الاسلحة لقتل الشعب العراقي وتخريب العملية السياسية في العراق لكنها ماكانت تعرف بأنها تضع حبل المشنقة على رقبتها نفسها ، لأن الغزو الامريكي لم يكن غزواً عسكرياً حتى يتدخل في سوريا بل كان غزواً ثقافياً تمكن من عبور الحدود العراقية ومن دون حاجة حتى الى استعمال الدبابات والمدافع لأن الغزو الامريكي لسوريا وقع فعلاً عبر الغزو الثقافي ونشر التفرقة بين المسلمين وخلق النزاع بين الطوائف.
وأنا هنا احذر المسؤولين العراقيين وكل من يشعر بالمسؤولية تجاه هذا البلد بان المشروع التقسيمي للمنطقة لم ينته بعد بل هو يشهد اولى محطاته وانظروا الى سوريا!! انه مشروع تدميري لانهم لايريدون الحل السلمي بل يريدون تدمير سوريا كما حصل من قبل في ليبيا!! ، وأن الافعى السامة التي انطلقت من العراق ستعود اليه ولابد من التماسك ومن الوحدة الوطنية لمنع أي تفكك في التركيبة العراقية لأن التقسيم للمنطقة قادم على يد السلفيين!
وهنا لابد من الاشادة بخطاب السيد اياد علاوي الذي أحس بخطورة الموقف فهو يعرف جيداً بأن العاصفة الملتهبة الهوجاء التي تحرق الاخضر واليابس في سوريا هي لن تتوقف عند الحدود السورية وان شرارتها ستتطاير عن قرب الى لبنان والعراق والاردن وستمتد الى أن تقطع دول الخليج أوصالاً خلال العشرة أعوام القادمة.
وفي الختام لابد من الاعتراف  بوجود " مقاومة عراقية شريفة" لكننا يجب أن نعرف بأن الغزو الامريكي للعراق لم يكن عسكرياً حتى يكون بحاجة الى مقاومة مسلحة بل كان غزواً ثقافياً، لذلك انسحب الامريكان من العراق بسهولة لكنهم تركوا خلفهم معداتهم وافرادهم غير المرئيين في العراق هؤلاء الذين يفتعلون الازمات لخلق النزاع الطائفي في البلد، وعلى راسهم تقف المنظمات المسلحة التي تقتل على اساس طائفي فهؤلاء المنفذين الحقيقيين للسياسة الامريكية التقسيمية.
واضافة الى هؤلاء بعض القادة والسياسيين في الحكومة والمعارضة الذين يدلون بتصريحات تشحن الجو المكهرب بين الطوائف هؤلاء يكملون دور الفصائل المسلحة التي تستهدف العراقيين ، ولو ألقينا نظرة سريعة على الارقام سنجد أن فصائل مايسمى بالمقاومة قتلت "مليون عراقي لكنها في المقابل قتلت من الامريكان 4 آلاف فقط " هذه الارقام تبين انهم يستهدفون الشعب العراقي وليس الامريكان.

المصدر: الجوار
کلمات دلیلیة: عراق امريكا شیعة نیوز
إرسال التعليقات
لن يتم نشر التعليقات التي تحتوي على عبارات مسيئة
الاسم:
البرید الإلکتروني:
* رأیکم: